أدب وثقافة

كره الشيوعية والرأسمالية.. جورج أورويل أديب الحرية والعدالة الاجتماعية

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


تمر، اليوم، الذكرى الـ75 لوفاة الكاتب البريطانى جورج أورويل، الذى رحل فى 21 يناير 1950، وترك إرثًا أدبيًا وفكريًا حافلًا يتميز بالوضوح والذكاء وخفة الظل.


اشتهر أورويل بنقده للشمولية وغياب العدالة الاجتماعية، ودعمه لفكرة الاشتراكية الديمقراطية، يُعتبر أحد أبرز كتّاب القرن العشرين الذين أثروا في الثقافة الإنجليزية من خلال كتاباته في الأدب والنقد والصحافة.


تناولت كتاباته الأساسية، مثل “مزرعة الحيوان” و”1984″، أسئلة جوهرية عن إمكانية بناء مجتمع جديد جذريًا، تأثرت أفكاره بالفترة المضطربة التى عاصرها، من حروب وثورات، والتى شكّلت رؤيته السياسية والاجتماعية.


كان “أورويل” ناقدًا صريحًا للاتحاد السوفييتى، معتبرًا أنه لم يمثل الاشتراكية الحقيقية، بل حكمًا استبداديًا يتنافى مع قيم الحرية الفردية التى نادى بها، فى كتابه “الطريق إلى ويجان بير”، وأكد أورويل أن الاشتراكية الحقيقية تسعى لإنهاء الطغيان وليس فقط انتقاده.


فى مقاله الشهير “لماذا أكتب” (1946)، أوضح أورويل أن كل أعماله منذ عام 1936 كانت موجهة ضد الشمولية ومن أجل الاشتراكية الديمقراطية كما يفهمها، كما أعرب عن دعمه لفكرة الوحدة الأوروبية الاشتراكية، وهو ما عبّر عنه في مقال نُشر عام 1947.


على الرغم من انتقاداته الحادة للاتحاد السوفييتي، لم يتخلَّ أورويل عن الاشتراكية، بل زاد التزامه بها بعد أن أدرك فظائع الاستبداد الستاليني، مؤكدًا أن الاشتراكية الحقيقية تكمن في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية بعيدًا عن الطغيان.


وفي روايته “1984”، التي صدرت قبل أكثر من نصف قرن، قدَّم جورج أورويل تحذيرا أيديولوجيا من الشيوعية، حيث تُصوّرها كـ”سجن كبير” يخضع فيه الأفراد لرقابة شديدة، مع حرمانهم من أساسيات الحياة ومشاعرهم الإنسانية، كالحب الذي تعتبره الدولة “برجوازية” لا تتماشى مع المساواة المطلقة، كما تروج الرواية لفكرة أن النظام الشيوعي يفتقر إلى الرفاهية، وتؤكد على تفوق الرأسمالية بشكل مطلق.


لكن المفارقة أن عام 1984، الذي حذر فيه أورويل من “الدولة الشيوعية المرعبة”، شهد بداية انهيار الاتحاد السوفييتي، هذا السقوط لم يكن تكذيبًا لنبوءته، بل تأكيدًا على أن ما حذّر منه قد يتحقق على يد الرأسمالية ذاتها، التي أفرزت نظامًا يُحكم سيطرته على الأفراد عبر شركات عملاقة وإعلام موجّه.


في هذا النظام يُسلب الأفراد حريتهم في اتخاذ أبسط القرارات، بما في ذلك المشاعر الشخصية، حيث تُحدد الإعلانات المعايير لكل شيء، من المظهر إلى أسلوب الحياة. وهكذا، أصبح الإنسان مشاركًا في بناء “سجنه الخاص” من خلال الاستجابة لهذا النسق الموجّه، خاصة في الدول الرأسمالية، حيث السيطرة تتم بوسائل أكثر دقة وفعالية.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading