أدب وثقافة

الدولة الحديثة عند الفراعنة.. عندما أصبحت مصر إمبراطورية عظيمة

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


يعلن العالم الأثري الكبير الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، عن عدة اكتشافات أثرية ضخمة، بالبر الغربي بمحافظة الأقصر، وكشف مصادر لـ”اليوم السابع” عن أن الاكتشافات الأثرية بجوار معبد حتشبسوت بالبر الغربي، وهي عبارة عن مجموعة من التوابيت واللوحات الحجرية تخص الدولة الحديثة، بجانب مجموعة من القطع الأثرية التي سيتم الكشف عنها يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي ضخم تمت فيه دعوة كل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.


والدولة الحديثة هي الفترة الأكثر توثيقًا في التاريخ المصري، تبدأ الدولة الحديثة في التاريخ المصري الفرعونى بعد انقسام الفترة الانتقالية الثانية (1782-1570 قبل الميلاد) ويعرف زمنها باسم زمن الإمبراطورية المصرية، يعتبر المؤرخون بداية الدولة الحديثة من الأسرة الثامنة عشرة، ومؤسس هذه الأسرة هو أحمس الأول، محرر مصر من الهكسوس، وللأسرة الثامنة عشرة شأن عظيم في تاريخ مصر، وقد امتدَّتْ حدودها في عهدها إلى أقصى ما وصلت إليه في ذلك العصر.


وبحسب موقع وزارة الآثار، خلال عصر الدولة الحديثة، أصبحت مصر إمبراطورية عظيمة امتدت عبر الشرق الأدنى القديم، ووصلت حدودها الجنوبية إلى الجندل الرابع في النوبة، وشمالاً إلى بلاد الشام، وازدهر الاقتصاد المصري بدرجة مذهلة، وتعود معظم الآثار المصرية القديمة الأكثر شهرة وإثارة للإعجاب إلى هذه الفترة العظيمة.


بدأت الأسرة الثامنة عشرة (1550-1295 ق.م) مع الملك أحمس الذي طرد الهكسوس، وهم شعب سامي حكم معظم أراضي مصر خلال عصر الانتقال الثاني. وقد اتبع معظم ملوك الدولة الحديثة سياسة خارجية توسعية كرد فعل لما حدث من قبل، واستخدمت الثروة الواردة من التوسعات في تنفيذ العديد من مشاريع البناء في كل مكان بأرض مصر، وخاصة في معبد الكرنك بالأقصر وهو معبد آمون رب طيبة الأكثر أهمية. كما تم دفن معظم ملوك هذه الأسرة في منطقة وادي الملوك الشهيرة.


كان لهذه الأسرة تأثير تاريخي مُميّز من حيث الانتصارات العسكرية التي حققتها في بلاد الشام، بالإضافة لميراثها القيِّم الذي خلفته في مجالات الأدب والعمارة وفنون الحرب والقتال وقيادة المعارك وفي هذه الفترة كان حاكمها رمسيس الثاني الملقّب بالكبير وهو أشهر ملوك مصر، ووصلت الدولة المصرية لقمة ذروتها في فترة حكمه حيث سعى لاستعادة الأقاليم التي كانت تحكمها الأسرة الثامنة عشر في بلاد الشام وكانت من أكبر المعارك التي خاضها للاسترداد هي معركة قادش.


وصل الفن والعمارة والاقتصاد الوطني إلى آفاق جديدة في عهد حتشبسوت. لم يحكم زوجها، تحتمس الثاني، لسوء الحظ فترة طويلة، بينما كان ابنه من زوجة أخرى تحتمس الثالث لا يزال صغيرًا جدًا أن يحكم. لذا قامت الزوجة الملكية العظمى حتشبسوت، ربما من أجل تأمين عرش مصر بإعلان نفسها ملكًا على البلاد بجانب ابن زوجها الصبي. طورت حتشبسوت مفهوم جديد للملكية وربطت نفسها بولادة إلهية من نسل الرب أمون لإضفاء الشرعية على عهدها، وتركت بصمة عميقة على الساحة الجغرافية والدينية والسياسية في طيبة.


أما تحتمس الثالث، فقد أثبت أنه الملك الأكثر قدرة على الحكم. فخلال فترة حكمه وصلت حدود مصر إلى أبعد مدى، وامتدت آثاره على طول وادي النيل بما في ذلك النوبة، وترك آثاراً عديدة في معبد الكرنك كما فعلت حتشبسوت من قبل. إلا أن أمنحتب الرابع ابن امنحتب الثالث قد تحول اسمه إلى أخناتون وأعلن تمرده على بقية الأرباب وأنه أنه لا يوجد سوى رب واحد هو آتون والذي مثل على شكل قرص الشمس في السماء. وقد شهدت فترة حكمه تغييرات ثورية أخرى في الأيديولوجية الملكية والفن والعمارة واللغة. وقد تلا عصره فترة مضطربة، مع صعود حور محب -الذي كان قائداً سابقاً للجيش- إلى العرش وأكمل عودة الأمور إلى طبيعتها، وعين القائد بارعمسو خليفة له. ومع صعوده إلى العرش تحت اسم رمسيس الأول بدأت الأسرة التاسعة عشرة (حوالي 1295-1186 ق.م)، وخلفه ابنه سيتي الأول وأدخل مصر في عصر الرخاء، كما قام بالعديد من الحملات العسكرية أهمها تلك التي كانت ضد الحثيين، الذين ظهروا كقوة جديدة نشأت في الشرق الأدنى القديم، واستعاد الكثير من الأراضي المصرية المفقودة في بلاد الشام.


أما ابنه رمسيس الثاني العظيم فكان أحد أنجح ملوك التاريخ المصري القديم. فعلى مدار فترة حكمه الطويلة شن العديد من الحروب الناجحة وحقق أول معاهدة سلام مع الحثيين، وترك العديد من الآثار الضخمة في كل ربوع مصر أكثر من أي ملك آخر. في حين قام خليفته وابنه مرنبتاح بشن هجوم كبير ضد قبائل سميت بـ”شعوب البحر”، ومع نهاية عهده انحدرت الأسرة التاسعة عشرة.


مع حكم الملك ست نخت مؤسس الأسرة العشرين (1896 -1069 ق.م) عاد النظام إلى البلاد وكان ابنه رمسيس الثالث آخر محارب عظيم بالدولة الحديثة ومن بعده تدهورت الدولة بشكل مستمر حتى انقسمت إلى قسمين حكمت الأسرة التالية مصر السفلى فقط بينما بقيت مصر العليا تحت حكم الكهنة.زمن الانتصارات.. “الدولة الحديثة” أزهى عصور الدولة المصرية القديمة.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading