أدب وثقافة

مآسٍ لا ينساها الزمن.. حرق العبيد وإبادة المدن في التاريخ القديم

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


يمتليء التاريخ القديم بالعديد من المحارق والمجازر التي ارتكبها البشر في حق بعضهم البعض فقد أقدم التتار على حرق المدن واستباحتها وكذلك فعلت العديد من الامبراطوريات على مر التاريخ كذلك تعرض العبيد قبل تحريرهم في الولايات المتحدة الأمريكية للكثير من المحارق وهنا نذكر أبرز ما جرى في ذلك السياق تاريخيا.


حريق روما


أحرق الامبراطور نيرون روما سنة 64 ميلادية، حيث راوده خياله بأن يعيد بناء روما بعد إحراقها، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع فى أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً فى برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة.


ووفقا للمؤرخ تاسيتس فإن نيرون قدم المساعدات بعد حريق روما، بل قام بدفع أموال من ميزانيته الخاصة، كما فتح قصوره الخاصة للناجين من الحريق، وأمر بتوفير الطعام للناجين، وفى أعقاب الحريق قام بوضع خطة جديدة للمدينة، بحيث لم تعد المنازل متلاصقة ببعضها، وتمت إعادة بناؤها من حجارة القرميد إضافة لطرق جديدة واسعة، كما قام نيرون ببناء قصر جديد عرف باسم دوموس أوريا أو “البيت الذهبى” فى منطقة كانت قد دمرت جراء الحريق، وقد زادت مساحة منطقة القصر عن 1.2 كيلو متر مربع.


وقد ورد فى كتاب “على رقاب العباد” للكاتب الكبير أنيس منصور، أن نيرون ورث النزعة الدموية من أمه “أجربينا” التى قتلت زوجها الإمبراطور كلوديوس، فقتل نيرون كل إنسان يهدده أو يبدو عليه ذلك، ووصفه المؤرخون بأنه إنسان مشوه له ساقان نحيفتان وشعر أصفر وعينان زرقاوان.


تدمير حلب


في القرن الثالث عشر كانت جيوش المغول تحت قيادة جنكيز خان وهولاكو تقوم بإبادات كما كان تيمورلنك معروفا بالوحشية المتطرفة والإبادة الجماعية والمجازر ومن المدن التي أبيدت حلب التي سقطت فى يد التتار عام 761 ميلادية، وهى أول مدينة شامية تواجه الغزو المغولى بعد سقوط بغداد، وذلك فى 25 يناير عام 1260، وذلك استمر الحصار التترى لمدينة حلب سبعة أيام فقط.


ووفقا لموسوعة “تاريخ الإسلام” للدكتور راغب السرجانى: بدأت المذابح البشعة فى رجال ونساء وأطفال حلب، وتم تدمير المدينة تمامًا، ثم خرب التتار أسوار المدينة لئلا تستطيع المقاومة بعد ذلك، ثم اتجه هولاكو لحصار القلعة التى فى داخل حلب، وكان بها توران شاه وبعض المجاهدين، واشتد القصف على القلعة، وانهمرت السهام من كل مكان، لكنها صمدت وقاومت، واستمر الحال على ذلك أربعة أسابيع متصلة، إلى أن سقطت القلعة فى النهاية فى يد هولاكو، وكسرت الأبواب، وقتل هولاكو -كما هو متوقع- كل من فى القلعة، ولكنه أبقى على حياة توران شاه ولم يقتله!.


حرق العبيد في أمريكا


ستظل حطام سفينة كلوتيلدا مغمورة تحت الماء كنصب تذكاري لـ 110 من العبيد الذين حملتهم السفينة وتكريمًا لأحفادهم في موبيل، ألاباما، الولايات المتحدة الأمريكية، إنه موقع غني تاريخيًا يربط ماديًا قرونًا من تجارة الرقيق عبر الأطلسي بالأشخاص الذين استعبدتهم، فما هي قصتها وفقا لما نشرته صحيفة “theartnewspaper”.


وأوصت لجنة ألاباما التاريخية (AHC)، التي أكدت قبل بضع سنوات هوية السفينة التي غمرتها مياه نهر موبايل، بالحفاظ على الحطام في مكانه لحماية هذا الموقع التراثي الثقافي المهم.


وتعود القصة عندما تمكنت سفينة كلوتيلدا من نقل الأفارقة بشكل غير قانوني من أويدا في بنين الحالية إلى موبايل في عام 1860، على الرغم من أن الولايات المتحدة حظرت الاتجار بالأشخاص المستعبدين إلى البلاد في عام 1807.


تم حرق السفينة وإغراقها في محاولة لإخفاء عمل إجرامي، كان على متنها 110 رجال ونساء وأطفال لا يتجاوز عمرهم عامين نجوا وتحملوا العبودية حتى تم تحريرهم رسميًا في نهاية الحرب الأهلية الأمريكية بعد خمس سنوات.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading