أدب وثقافة

قصائد وجدانية وقضايا إنسانية خلال أمسية فى بيت الشعر

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية، شارك فيها كل من الشاعر جعفر حمدي أحمد، والدكتور خليفة بوجادي، والشاعر عمر المقدي، وحضرها عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور من الشعراء والنقاد والباحثين والمهتمين بالشعر.


وقدم الدكتور أحمد سعد الدين، الذي رحب في البداية بالحاضرين، مقدما الشكر للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على اهتمامه بالثقافة العربية، وجعله الشارقة عاصمة للثقافة والإبداع وجعل بيت الشعر بيتا للشعراء، ثم أضاف في افتتاحيته: ” الشِّعرُ لُغةُ الرُّوحِ وصَوتُ القَلبِ، والنَّافذةُ التي تُطلُّ على عوالمِنا الداخلية”.


افتتح القراءات الشاعر جعفر حمدي أحمد، الذي توشحت قصائده بالدلالات والصور الشعرية العميقة، فطاف بكلماته بين حالات الشاعر الوجدانية وقضاياه الإنسانية، ورسم بلغة شفيفة ما يختلج في صدره من رؤى وأفكار ومشاعر، فيقول:


هذا الوحيدُ مشىٰ بالنهرِ مُؤتنِسًا،

إنْ حطَّ فِي الماءِ لم يحفَلْ بهِ السَّمكُ


‏‎وإن أشارَ إلى الغيماتِ؛ ظُنَّ بهِ

بعضُ الجنونِ وغاضَ الغيمُ والفَلَكُ


أما في قصيدة “فتى المواجيد” فتظهر صورة الشاعر المشرقة ومكانته في المجتمع، بما يحمله من صدق ونقاء، وبما يراوده من تأملات، فيؤكد بذلك ما ذهبت إليه العرب منذ القدم، حين جعلوا من الشاعر صوت قومه وقدوتهم، فيقول:

قلبي النقيُّ مشىٰ بئرًا لواردِهِ

كما تهيأَ عصفورٌ لصائدِهِ


مشىٰ يُقلِّبُ كَفَّيْ شِعْرِهِ، فغَدَا

يَلُوحُ للشمسِ إذ تزهُو بعائدِهِ


فَمَا تهيأَ طِفلٌ ما لقِبلتِهِ

إلاَّ وأصبحَ ظِلاًّ مِنْ فرائدِهِ


حتَّىٰ تفاخرَ قومٌ حينَ غايرَهُمْ

فتىٰ المواجيدِ، وانصاعُوا لشاردِهِ


ثم قرأ الدكتور خليفة بوجادي نصا بعنوان “إيراقة الرمل والأحجار” والذي دار حول استذكار العمر وما مضى منه، والتأمل في محطاته، فيقول:

عامٌ تَقضّي فلا كُرّرتَ يا عــــامُ

كذلكِ العمرُ.. عامٌ بعدَه عامُ

عشرون عاماً وخمسٌ فوق راحلتي

غادرتُ فيها صِباً تحدوهُ أحلامُ

عشرون عاما وخمسٌ يا مهنّئَــتي

والنّفسُ يعكسُها دهرٌ وأقزَامُ


ثم قرأ قصيدة أخرى بعنوان ” هذي الحال” تناولت موضوع رثاء الأم، وما يخلفه فقدها من ألم ومرارة ويتم، فيقول:

أطْللتِ في وجَع التذكُّر بلسَمـَـا

وزرعتِ في جدْب القصائد موسمـَـا

من بعد ما لبسَ الفؤادُ شحوبـــَه

وضياءُ عُمْري بعد غمضكِ أظلمـَـا


لــمّا وقفتِ بمَحْجر العَين التي

مُذ غبتِ عنها، غالبتْ دمعي الدّمَا


واختتم القراءات الشاعر عمر حسين المقدي الذي كان نصه المعنون “الخزف الشفاف” لوحة فنية متقنة، تتداخل فيها ألوان المعاني الرقيقة بقوة البلاغة واتساع القاموس اللغوي، فيقول  :


لَمْ يَعْرِفِ النَّاسُ عَنْهُمْ عِنْدَمَا عُرِفُوا

فَخَبَّأُوا السِّرَّ فِي الأَرْوَاحِ وَانْصَرَفُوا


وَمِثْلَمَا تُكْمِلُ الأَقْمَارُ رِحْلَتَهَا

نَحْوَ البِدَايَةِ مَا بَانُوا وَمَا ازْدَلَفُوا


العَائِدُونَ مِنَ الغَيْبِ البَعِيدِ مَدًى

الذَّاهِبُونِ إِلَى الغَايَاتِ مَا انْحَرَفُوا


مَرُّوا عَلَى اللَّوْنِ شَفَّافِينَ تَحْمِلُهُمْ

دُمُوعُهُمْ إِنَّمَا أَوْجَانُهُمْ ضِفَفُ


أما في نصه ” حديث جانبي” فقد استطاع الشاعر أن يدير ببراعة حوارا داخليا مجازيا مع الروح الشاعرة وتطلعاتها وارتباطها باللغة وبحثها عن الجمال، فيقول:


قَرِيبٌ أَنْتَ مِنْ تَحْقِيقِ ذَاتِكْ

تُسَاوِمُكَ الطَّرِيقُ عَلَى جِهَاتِكْ


تَسِيرُ إِلَى الأَمَامِ بِكِبْرِيَاءٍ

وَيَحْلُمُ كُلُّ شَكٍّ بِالتِفَاتِكْ


تَهُزُّكَ نَسْمَةٌ خَجْلَى وَلَمَّا

يُشَاهَدْ أَيُّ شَيءٍ فِي ثَبَاتِكِ


مَجَازِيًّا تَطِيرُ لِأَلْفِ مَعْنًى

تُدَافِعُ بِالقَصَائِدِ عَنْ لُغَاتِكْ


وفي الختام كرّم عبدالله العويس بحضور الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.


جانب من الحضور


 

خلال الأمسية
خلال الأمسية


 

خلال تكريم الشعراء
خلال تكريم الشعراء



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading