سعد زغلول يشكل أول وزارة شعبية فى مصر.. ماذا كانت المطالب؟

في مثل هذا اليوم 28 يناير عام 1924 شكل سعد زغلول أول وزارة يرأسها مصري من أصول ريفية، وسميت وزارة الشعب والتي كانت تعتبر غصة فى حلق الملك فؤاد الذي ناصبها العداء، وقد عرض سعد باشا برنامج وزارته وكان يهدف إلى التخلص من التحفظات الأربعة في تصريح التي كانت تعوق الاستقلال التام لمصر، فطرح سعد زغلول المطالب الوطنية.

وحسب ما ذكره موقع البوابة الإلكترونية لمحافظة الشرقية فكان لسعد زغلول أربعة تحفظات يسعى إليها من خلال تشكيل الوزارة وهي: الاستقلال التام بجلاء القوات الانجليزية عن البلاد، وقيام مصر بمسؤلياتها في حماية قناة السويس، وحرية الحكومة المصرية في وضع سياستها الخارجية، والحكومة المصرية هي التي تتولي شئون الأقليات والأجانب.

لكن الحكومة البريطانية رفضت هذه المطالب وناصبت وزارة سعد العداء، وجاءتها الفرصة عندما قام أحد المصريين بدافع الوطنية باغتيال سردار الجيش المصري في السودان سيرلي ستاك وهو في القاهرة، فاستغلت الحكومة البريطانية هذا الحادث ووجه لورد اللنبي إنذاراً لوزارة سعد زغلول يطالب فيه: أن تقدم الحكومة المصرية اعتذاراً عن هذه الجريمة، وأن تقدم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب، وأن تقدم تعويضاً مقداره نصف مليون جنيه إستيرليني للحكومة البريطانية، وكان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إبعاد مصر عن السودان لتنفرد به بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر، وأن تقوم القوات المصرية من السودان بزيادة مساحة الأراضي المزروعة مقطناً في السودان.

وافق سعد زغلول على النقاط الثلاثة الأولى ورفض الرابعة، فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته، وبعد استقالة سعد زغلول، قام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة  كما قام بحل البرلمان ، ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء ، فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الأسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتي لا يعرض مصر لنكبة أخري  مثل ما حدث عام 1882م .