من جنين إلى طولكرم.. إسرائيل تمارس سياسة تغيير جغرافيا المخيمات
اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:
نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “من جنين إلى طولكرم.. إسرائيل تمارس سياسة تغيير جغرافيا المخيمات”
وعلى مدى الأيام الثمانية الماضية، تواصلت عمليات نسف المنازل في أطراف مخيم جنين، وهدمها بالجرافات المجنزرة، بهدف إحداث وتوسيع طرق إلى عمق المخيم، أما في الشوارع الواسعة نسبيا فعمد جنود الاحتلال إلى إشعال النار في المنازل وإحراقها بشكل كامل.
“كأنه زلزال”
وعلى الأرض، يتكشف الدمار الهائل في الأحياء والشوارع التي وصلتها جرافات الاحتلال، ويقول الأهالي إنهم واجهوا صعوبة في التعرف على بعض المنازل، وفي مناطق أخرى كساحة المخيم، بدا الأمر كأن زلزالا ضرب المنطقة.
حاول الأهالي الوصول إلى منازلهم في الجهة الغربية من المخيم، بعد ورود أخبار عن انسحاب قوات الاحتلال منها، لكن أبو فايز وهو أحد سكان مخيم جنين، وصف للجزيرة نت ما رآه بعد وصوله للحي بقوله “المشهد صادم، الدمار في كل مكان، وما يجري هو بمثابة النكبة الجديدة”.
ويضيف “منازل الجيران كلها مدمرة، نحن حي مدني، ويطلق عليه اسم المخيم الجديد لأنه أعيد بناؤه بعد اجتياح عام 2002، ما يحدث هو لتهجيرنا مرة جديدة ولهدم المخيم”.
ويؤكد أبو فايز أن وضع النازحين سيئ جدا، “بسبب قلة الإمكانات المتوفرة لديهم، كما أن وضع القلة القليلة من الناس الذين لم ينزحوا من المخيم مأساوي، حيث لا توجد مياه منذ بدء الأزمة مع السلطة الفلسطينية قبل 40 يوما وحتى الآن، والخطر في كل مكان”.
يقول السكان إن الجيش الإسرائيلي بدأ بالدخول إلى المخيم من حي إلى آخر، وهو ما استدعى تدمير أحياء للوصول إلى أحياء أخرى، وإن المسيّرات الإسرائيلية لا تفارق سماء المخيم، حيث تلقي القنابل على المنازل وفي الشوارع.
وقالت ميسون خنفر، وهي إحدى النازحات من المخيم، “حاولتُ الوصول إلى منزلي لتفقده، وآخذ بعض الأغراض لأطفالي، لكن لم أستطع الدخول إلى المنزل من شدة الدمار المحيط به”.
آلة التدمير الإسرائيلية
خلال الساعات الأخيرة من اليوم الثلاثاء، بدأ الاحتلال بإدخال معدات أصغر حجما من الجرافات، ويطلق عليها اسم “Bob cut”، وتستخدم لفتح الطرقات وتسهيل الحركة عليها.
وتشير المعطيات إلى أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 100 منزل ومنشأة حتى الآن، كان آخرها هدم مسجد حمزة في شارع مهيوب في عمق المخيم، إضافة لتدمير البنية التحتية بشكل كامل، وتهجير أكثر من 90% من السكان.
بدورها، استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إقدام قوات الاحتلال على هدم المسجد، معتبرةً أن هذا العمل يعد اعتداءً صارخا على المقدسات الإسلامية، وانتهاكا واضحا لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حماية دور العبادة.
ونشر جيش الاحتلال مقاطع مصورة تظهر تفجير منازل المواطنين في مخيم جنين، ويعلق الأهالي بأن ما يحدث يشبه عمليات النسف التي نفذها الجيش بمربعات سكنية ومنازل في قطاع غزة.
وبحسب سكان مخيم جنين، فإن بيئة المخيم أصبحت في السنوات الثلاث الأخيرة مزعجة للاحتلال، خاصة بعد احتضانها عددا من المقاومين، لذا بدأ الاحتلال عمليات عسكرية لهدم المخيمات بهدف التخلص من المقاومة المتمركزة فيها.
المخيم التالي
وبينما انطلقت دعوات لاعتبار مخيم جنين منطقة منكوبة، توسعت إسرائيل في تدميرها إلى مخيم طولكرم وسط المدينة، شمال الضفة الغربية، حيث أخلى جنود الاحتلال سكان المخيم بعد إجبارهم على ترك منازلهم ليلاً، لتبدأ الجرافات العسكرية عمليات الهدم والحرق.
ويقول هاني سرحان، وهو أحد سكان مخيم طولكرم، للجزيرة نت “الوضع في المخيم كارثي جدا، الناس خرجت دون وجهة تستطيع الذهاب إليها، الدمار في البنية التحتية والشوارع والكهرباء كبير جدا”.
ويضيف “يأتي كل هذا ضمن الحرب على المخيمات التي بدأها الاحتلال قبل عدة أشهر، فقوات الاحتلال تعمل على تقسيم المخيم إلى مربعات، وتعمل في كل مربع على حدة، الوضع صعب جدا، وهناك خطر في التنقل بين الأزقة، لذا اضطرت الناس للخروج، إسرائيل حوّلت المخيم لمنطقة لا يمكن العيش فيها”.
في المقابل، يرى سرحان أن ما تفعله إسرائيل في المخيمات لن يغير الواقع في عقول اللاجئين، الذين يرون أن المخيمات تمثل امتدادا لحقهم في أراضيهم المحتلة عام 1948، ويقول “نحن هنا ضيوف في هذه المخيمات، أراضينا في فلسطين الداخل، وسنعود لها”.
معاناة متنقلة
وبحسب أهالي مخيم طولكرم، فإن قوات الاحتلال تحاصر البيوت وتجبر الناس على النزوح منها، تمهيدا لهدمها، كما حدث في مخيم جنين، حيث أُجبر الناس على التحرك من المخيم باتجاه واحد، وهو طريق محاذٍ للمستشفى إلى وسط مدينة جنين، ومنه خرج الناس باتجاه ضواحي المدينة والقرى.
وتسبب هذا الإجراء بأزمة للنازحين الذين لم يجدوا مكانا لاستيعابهم، بحسب حسين الشيخ علي، من سكان طولكرم، والذي قال للجزيرة نت إن “عملية الإخلاء حدثت في الليل، فتحوا ممرا واحدا للخروج من المخيم، ثم تركوا الناس في الشارع، في البداية فتحت الأوقاف مسجدين لتبيت العائلات فيها، لكن حتى الآن الناس لا تعرف إلى أين تذهب”.
وأضاف أن عملية الإخلاء السريعة هذه تأتي تمهيدا للهدم، “فجرافات الاحتلال دمرت الشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي، التي لم تكن مؤهلة أصلا منذ الاقتحامات السابقة للمخيم، لكن هدم المنازل وإحراقها يعني إفراغ المخيم للتخلص منه”.
“كل هذا هو ضمن مشروع احتلال الضفة الذي بدأته إسرائيل بعد الحرب على غزة، المخيم الآن بيئة طاردة للسكان، كل وسائل الحياة العادية مدمرة فيه، وأخيرا ستقوم إسرائيل بهدم منازله وإحراقها”، حسب ما يقول الشيخ علي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل إن “هناك إجبارا للمواطنين على النزوح من منازلهم في مخيم طولكرم، حيث نتابع هذه القضية، وأعطيت تعليمات لجهات الاختصاص من أجل توفير أماكن إيواء، سواء بفتح عدد من المساجد، أو تجهيز قاعات، وقد تم تأمين كل النازحين”.
الجدير بالذكر أن خبر “من جنين إلى طولكرم.. إسرائيل تمارس سياسة تغيير جغرافيا المخيمات” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.