رواية الأمهات والأبناء للمؤلف آدم هاسليت..أطروحة مؤثرة عن ديناميكيات الأسرة

رواية ” الأمهات والأبناء” هى الكتاب الثالث للمؤلف الأمريكي آدم هاسليت، الذي رشح مرتين لجائزة بوليتسر، وفقا لما نشرته صحيفة ” الجارديان ” البريطانية.

ويعتبر آدم هاسليت أحد هؤلاء المؤلفين البارزين وتناولت رواية هاسليت الأولى الرائعة، يونيون أتلانتيك، القلب الأخلاقي الكئيب للأزمة المالية 2007-2008،  وكانت روايته الثانية، تخيلني رحلت ، تأملاً في الأبوة والاكتئاب والآن، مع كتاب الأمهات والأبناء، الذى  يدور حول غياب الابن – بيتر، المحامي في الأربعينيات من عمره – عن والدته، آن، التي تدير “مكان للضيافة “، وهو ملاذ للنساء في تلال فيرمونت.

تدور أحداث رواية رواية ” الأمهات والأبناء” حول بيتر محامٍ متخصص في قضايا اللجوء في نيويورك، يقضي وقته مع اليائسين والمعوزين، حياته الشخصية شبه معدومة ــ إنه وحيد، يائس، محاصر بماضيه، وبعد علاقة قصيرة ومترددة مع صديقة في المدرسة، تقع المأساة ويلوم والدته على الشعور بالذنب الذي يطارده منذ ذلك الحين.

كانت والدته كاهنة في بلدة صغيرة في نيو إنجلاند حتى قررت، بعد أن أدركت أنها في منتصف العمر، أن تترك زوجها الأمريكي من أجل كلير، وهي أكاديمية ومع صديقة أخرى، روبرتا، تشتري النساء أرضاً في فيرمونت بهدف إنشاء “مكان الضيافة”.

وهناك يمارسن التأمل ويرحبن بالنساء المنكسرات والمضروبات اللواتي يستمعن إليهن دون إصدار أحكام عليهن، ونحن ندرك أوجه التشابه الواضحة بين الشكلين من الممارسة ــ المحاماة والاستشارة، وأعمال الخدمة التي تؤديها الأم والابن، حيث يتوب كل منهما عن الماضي. وربما كان بيتر يصف والدته وزوارها عندما يقول عن عملائه: “إنني أحاول، من خلال معاناتهم، أن أحقق هدفي”.

لدى بيتر أخت تدعى ليز، وهي شخصية كوميدية وفوضوية تستضيف مؤتمرات تنكرية وتعتني بالكلاب المحتضرة (وطفل وزوج عديم الفائدة). إنها تبحث عن أحد أسلافها – وهو جنرال في الحروب الثورية.

في الرواية صورة عميقة ومعقدة للحب بين الأم وابنها، لا يوجد شيء واضح أو سهل في الطريقة التي تتجمع بها أحداث رواية “الأمهات والأبناء” في نهايتها الهادئة والمؤثرة، إنها قصة تبدو عميقة وواقعية مثل الحياة نفسها – صورة جميلة للأم والابن.