أدب وثقافة

لغز توابيت مصغرة عثر عليها عام 1836 فى بركان خامد فى اسكتلندا

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


البركان الخامد الذى يهيمن على المناظر الطبيعية في إدنبرة على ارتفاع 250 مترًا فقط فوق مستوى سطح البحر، لا يتميز بجيولوجيته ومناظره الرائعة فحسب، بل أيضًا باكتشاف غامض لسلسلة من التوابيت الصغيرة ذات الأشكال فى صورة مصغرة، بعد ما يقرب من 200 عام من اكتشافها بالصدفة، لا تزال لغزا .. فما هى قصته؟


تُعرف باسم Suidhe Artair، وهي أعلى قمة في مجموعة التلال التي تشكل حديقة هوليرود، على بعد كيلو متر واحد شرق قلعة إدنبرة، تشكلت منذ أكثر من 300 مليون سنة نتيجة النشاط البركاني، وتشكلت بفعل الأنهار الجليدية ومرور الزمن.


في قمتها تشهد بقايا الحصون القديمة على احتلال قبائل مثل فوتاديني خلال العصر الحديدي، أصبحت مسرحًا لأحداث تاريخية، بدءًا من الاحتفالات الملكية حتى الأعمال الدينية الرمزية، كما أن بروزها جعلها مكانًا للأساطير، بدءًا من القصص عن الملك آرثر (وهو أحد الأماكن التي يقال إن كاميلوت كانت موجودة فيها) إلى الأساطير حول معجزات العصور الوسطى.


كان ذلك فى صيف عام 1836 عندما قررت مجموعة من الأطفال استكشاف المنحدرات الشمالية الشرقية لمقعد آرثر، أثناء البحث عثروا على كهف صغير مخبأ خلف ألواح حجرية، وفى الداخل، تم ترتيبه بعناية على ثلاثة مستويات، وكان هناك 17 تابوتا صغيرا، كل منها به شكل خشبى بداخله.


تم تزيين هذه التوابيت، التى يبلغ طولها بالكاد 10 سم، بأقمشة مخيطة بعناية، ويبدو أن الأشكال قد صنعت على يد حرفي دقيق، لم يفهم الأطفال أهمية اكتشافهم، فدمروا بعض التوابيت ولم ينج من التوابيت السبعة عشر الأصلية سوى ثمانية، وهي معروضة اليوم في متحف اسكتلندا الوطني.


منذ اكتشافها ألهمت التوابيت نظريات لا تعد ولا تحصى، وفي زمانهم رجح البعض أنها من صنع السحر أو الشعوذة، ووصفت الصحف المحلية الاكتشاف بأنه “ورشة تعاويذ شيطانية”، وكان هناك كثيرون ربطوا التوابيت بممارسات السحر الأسود.


وفسر آخرون هذا الاكتشاف على أنه تقليد جنائزي رمزي، ويعتقد البعض أن التوابيت تمثل “مدافن فخرية” للأشخاص الذين ماتوا بعيدًا عن وطنهم، حتى أنه تم اقتراح أن التوابيت كانت مرتبطة بالخرافات البحرية، على غرار التقاليد الألمانية التي تستخدم الأشكال المصغرة كتمائم وقائية.


تربط إحدى النظريات الأكثر إثارة للاهتمام بين التوابيت وجرائم القتل الشائنة التي ارتكبها بيرك وهير ، وهما رجلان قتلا16 شخصا في عام 1828 لبيع جثثهم لعلماء التشريح في إدنبرة.


وبحسب هذه الفرضية، من الممكن أن تكون التوابيت بمثابة تكريم رمزي للضحايا، على الرغم من وجود تباينات في جنس الشخصيات (جميعهم ذكور) مقارنة بالضحايا، ومعظمهم من النساء.


كشف التحليل الحديث عن بعض التفاصيل، يبدو أن التماثيل مصنوعة من ألعاب، ربما لجنود خشبيين، ويعود تاريخ القماش الذي يغطيها إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، مما يشير إلى أن التوابيت لم تُدفن لفترة طويلة قبل العثور عليها.


وعلى الرغم من هذه التطورات، فإن الغرض من التوابيت لا يزال لغزا، هل تم إنشاؤها تكريمًا للموتى، أو كأشياء طقسية، أو ربما كألعاب محولة ذات معنى رمزي.


توابيت مصغرة


 

إدنبرة موقع الاكتشاف
إدنبرة موقع الاكتشاف



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading