عاجل الآن

لماذا تتحفظ مصر على الوضع في سوريا؟

اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:

نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “لماذا تتحفظ مصر على الوضع في سوريا؟”

القاهرة- منذ الإطاحة بنظام الأسد بدا الموقف المصري حيال ما يحدث في سوريا متحفظا في طريقة تعامله مع السلطة الجديدة بدمشق، وتجلت دلائل ذلك على مدار الشهر الماضي عبر مواقف دبلوماسية وتصريحات رسمية، كان آخرها ما قاله وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال كلمته ضمن الاجتماع الوزاري العربي حول سوريا.

وخلال كلمته في الاجتماع الوزاري الموسع الذي عقد الأحد بالعاصمة السعودية الرياض، شدد الوزير المصري على ضرورة “عدم إيواء عناصر إرهابية” على الأراضي السورية، داعيا إلى تكاتف الجهود الدولية للحيلولة دون أن تصبح دمشق “مصدرا لتهديد استقرار المنطقة أو مركزا للجماعات الإرهابية”.

قبل ذلك بيومين فقط، وصف وزير الخارجية المصري، خلال حوار تلفزيوني، الحكومة السورية الجديدة بـ”سلطة الأمر الواقع”.

غير أن ذلك الموقف المتحفظ لم يمنع مصر ممثلة في وزير خارجيتها أن تكون شريكة في التوافق العربي -الذي خرج به اجتماع الرياض- على دعم سوريا ورفع العقوبات المفروضة عليها.

تحفظ مصري

منذ الإطاحة بنظام حزب البعث، أوائل الشهر الماضي، ظهر التحفظ المصري على التغيرات الجذرية بسوريا، حيث تأخرت القاهرة نسبيا في التواصل مع دمشق الجديدة، إذ أجرى وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا بنظيره السوري، بعد نحو شهر كامل من تولي السلطة الجديدة قيادة البلاد.

وتعددت التصريحات الرسمية بخصوص الوضع السوري، واصفة إياه بالمقلق والممهد لتداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها.

وأبدى سياسيون وإعلاميون موالون للسلطة المصرية مخاوفهم وتحذيراتهم مما وصفوه بوصول ما أسموه تنظيمات مسلحة لسدة الحكم في سوريا وخطورة تصدير فكرهم لدول أخرى.

وأصدرت السلطات المصرية قرارا، مطلع الشهر الجاري، يشترط حصول السوريين القادمين من كافة أنحاء العالم إلى القاهرة على تصريح من “جهات معنية” دون تحديد ماهية تلك الجهات.

محددات الموقف

بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، كلمة الوزير خلال اجتماع الرياض الأخير بمثابة محددات للموقف المصري حيال سوريا.

وأضاف -في تصريحات تلفزيونية- أن موقف القاهرة تجاه دمشق يرتكز على عناصر أساسية هي ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ودعم المؤسسات الوطنية للقيام بأدوارها، وتبني عملية سياسية شاملة تضم مكونات الشعب دون إقصاء لأي طرف.

وأكد خلاف حرص القيادة المصرية على ألا تكون سوريا حاضنة للإرهاب.

وعن وصف وزير الخارجية للقيادة السورية بـ”سلطة الأمر الواقع”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن هذا المصطلح يوثق الواقع الفعلي في دمشق ويعكس طبيعة ظروف المرحلة الانتقالية الاستثنائية هناك.

وأوضح أن المصطلح يستخدم في مواقف سياسية تشهد فيها أي دولة انهيارا للسلطة التنفيذية خلال فترة وجيزة، وينتج عن ذلك تفكك لمؤسسات الدولة وفراغ بالمشهد السياسي تملؤه عناصر تقرر أخذ زمام الأمور رغم كونها غير منتخبة نظرا لظروف المرحلة الاستثنائية، حسب قوله.

طائرة مساعدات إنسانية وصلت إلى دمشق من القاهرة أوائل الشهر الجاري (مواقع التواصل)

أكثر وضوحا

الخبير المتخصص في علم الاجتماع السياسي، عمار علي حسن، رأى أن الموقف المصري من المسألة السورية يبدو أكثر وضوحا، حتى لو لم يمتثل بالضرورة لكل شروط الدبلوماسية التي التزم بها آخرون.

وأوضح، في تصريح للجزيرة نت، أن هناك دولا عربية أخذت مسار احتواء السلطة الجديدة في سوريا، تماشيا مع طلب غربي، دون أن يعني هذا بالضرورة رضاها التام عنها.

وأضاف “هناك من أيد السلطة الجديدة، وهناك من تخوف من قطع طريق إمداد المقاومة اللبنانية بالسلاح والمؤونة، وهناك من رحب لتخليص بلد عربي من نفوذ إيراني وصل حد الاحتلال”، حسب قوله.

أما السلطة في مصر، وفق الخبير السياسي نفسه، “فهي تقارب الأمر من عدة زوايا أولها ما يتعلق بالنظر بعين الريبة إلى نوايا تركيا الراعية للسلطة الجديدة بسوريا، وكونها تحل محل إيران هناك، وثانيها يخص علاقة جبهة تحرير الشام بالغرب الذي يرحب بها ويشجعها ويحتويها ولو إلى حين”.

وثالث الزوايا، يضيف المتحدث، يتعلق بهزيمة الجيش السوري على يد فصائل مسلحة، ثم تدمير مقدراته على يد إسرائيل، “هذا المسلك لا يروق للسلطة المصرية التي ترى الجيش الوتد الرئيسي لتثبيت الدولة”.

ولم تفت عمار حسن الإشارة إلى مخاوف القيادة المصرية حيال تهديد وحدة سوريا، بخاصة حال تجدد حرب أهلية، موضحا رفض القاهرة القاطع لوصول جماعة سياسية إسلامية إلى السلطة ومخاوف من تأثير هذا على جماعات نظيرة بمصر ربما ترى في النموذج السوري الراهن مثلا يُحتذى، وفق قوله.

واستطرد “هناك خبرة مصرية مريرة مع تنظيمات كوّنها مصريون في الخارج ومارست الإرهاب في الداخل مثلما حدث بعد انتهاء الحرب الأفغانية ضد السوفيات من ظهور ما سمي تنظيم طلائع الفتح الذي كونه جهاديون مصريون كانوا في أفغانستان، واليوم تخشى مصر من تكرار الأمر انطلاقا من سوريا”.

قلق القاهرة

ومن جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية، خيري عمر، أن وصف الدبلوماسية المصرية للقيادة السورية بـ”سلطة الأمر الواقع” لا يعد انتقاصا من السلطة القائمة بقدر ما هو توصيف واقعي من الناحية القانونية.

وأوضح، للجزيرة نت، أن وضع القيادة السورية الحالية مؤقت لحين إجراء الانتخابات أو إقرار التوافق السياسي عبر حوار وطني، وأردف “على ذلك الأساس تريد الدبلوماسية المصرية تحديد الوضعية القانونية للقيادة السورية، وبالتالي تحديد آليات تمثيل الشعب السوري وعقد الاتفاقيات الخارجية”.

وعن القلق مصري حيال تصدير الإرهاب من سوريا إلى الدول الأخرى، قال الأكاديمي “بعد سقوط الحكومات التي استقرت لوقت طويل، يحدث فراغ يكون مصدر قلق للدول الأخرى كون السلطة الجديدة لا تكون كاملة السيطرة على كامل إقليم الدولة”.

وضرب مثالا بالحالة الليبية وكيف تأثرت القاهرة من نقل أسلحة إلى سيناء من ليبيا، وأضاف “كانت هناك مجموعات متداخلة مسلحة خلال الحرب الأهلية في سوريا، ومن بينها من يحمل الجنسية المصرية، وبالتالي فالقاهرة قلقة من أن تشارك بعض منها في عمليات إرهابية”.

في عام 2017، كان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد حذر من أن تتحول الجهات الواقفة وراء الحرب في سوريا إلى مصر.

في الإطار نفسه، أكد السفير المصري الأسبق، محمد العرابي، أن مصر تمتلك رؤية إستراتيجية وتتخذ خطوات مدروسة بعناية لذلك، فهي لا تسرع الخطوات نحو النظام السوري الجديد.

وأضاف -في تصريح تلفزيوني- أن القيادة المصرية حريصة على مصلحة الشعب السوري في المقام الأول، موضحا أن وصف الدبلوماسية المصرية للقيادة السورية بـ”سلطة الأمر الواقع” دقيق وفي محله.


الجدير بالذكر أن خبر “لماذا تتحفظ مصر على الوضع في سوريا؟” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم

اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading