أدب وثقافة

دراسة: أقراص القرون الوسطى الغامضة بوصلات شمسية استخدمها ملاحو الفايكنج

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


كشفت دراسة حديثة نشرها الأكاديميان أولينا فيريميتشيك وأولجا أنتوفسكا-جورتشنياك، عن الوظيفة المحتملة لأقراص البيروفيليت الموجودة فى جنوب أوكرانيا، وهى عبارة عن قطع أثرية من العصور الوسطى، كانت بمثابة أدوات طقسية أو حتى أدوات ملاحية متقدمة، وفقا لما نشره موقع “labrujulaverde”.


تم توثيق البيروفيليت، وهو حجر ذو ظلال تتراوح من اللون الوردي الفاتح إلى اللون الأرجواني، على نطاق واسع في منطقة أوفروتش في أوكرانيا، حيث إن قابليتها للطرق جعلتها مثالية لإنشاء أشياء مختلفة مثل أحجار الشحذ والقوالب والأيقونات والأقراص المعنية، المزينة بحلقات متحدة المركز وخطوط شعاعية، مما يثير تساؤلات حول وظيفتها الأصلية.


ومن خلال القياسات الدقيقة والتحليل السطحي، حدد الباحثون ثمانية أقراص من مستوطنات رئيسية مثل كييف، وليستفين، وليوبيك، يعود تاريخها إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وهي فترة تميزت بتبادلات ثقافية مكثفة بين سكان روس والتجار الإسكندنافيين، الذين كانوا يترددون على طريق النهر “من الفارانجيين إلى اليونانيين”.


تراوحت التفسيرات الأولية لهذه الأقراص بين استخدامها كأدوات إلى الأشياء الطقسية، واعتبرها بعض الخبراء تقويمات، تعتمد على التقسيمات الشعاعية التي يمكن أن تمثل أشهر السنة، واقترح آخرون أنها قد تكون مبراة إبر أو أحجار تلميع أو حتى أجزاء من أدوات الحفر اليدوية المستخدمة في المجوهرات.


ومع ذلك يقترح نهج أحدث أن بعض هذه الأقراص على الأقل يمكن أن تكون بوصلات شمسية، وهي أدوات يستخدمها ملاحو الفايكنج للعثور على طريقهم أثناء رحلاتهم، تعتمد هذه الفرضية على التشابه بين أقراص البيروفيليت والأشياء الأخرى التي تم تحديدها على أنها بوصلات في مناطق مثل جرينلاند وبحر البلطيق.


إن مفهوم بوصلات فايكنج الشمسية ليس جديدا، لكنه لا يزال موضوعا للنقاش، هذه الأدوات، التي جمعت بين عقرب الساعة (عصا تلقي بظلالها) وقرص بعلامات محددة، سمحت بتحديد الاتجاه وخط العرض من خلال موضع الشمس، على الرغم من عدم العثور على عقرب بجانب أقراص البيروفيليت، إلا أن الأنماط المنحوتة في الأقراص تشير إلى أنها ربما كانت تؤدي وظيفة مماثلة.


تشمل الأمثلة التاريخية الأقراص الخشبية المكتشفة في جرينلاند وبولندا، بالإضافة إلى المصنوعات اليدوية العظمية الموجودة في المستوطنات الإسكندنافية، تظهر هذه الأجسام أوجه تشابه في الحجم والتصميم مع أقراص البيروفيليت، مما يعزز احتمال استخدام الأخير أيضًا كأدوات ملاحية.


وعلى الرغم من أوجه التشابه، تفتقر أقراص البيروفيلايت إلى بعض الميزات النموذجية للبوصلات الشمسية، مثل الخطوط الفلكية الدائمة التي تشير إلى الاعتدالات والانقلابات الشمسية، وقد دفع هذا الغياب الباحثين إلى النظر في إمكانية تطبيق هذه العلامات مؤقتًا باستخدام مواد مثل الفحم أو الطباشير.


يشير اكتشاف هذه الأقراص في النقاط الرئيسية على طريق التجارة بين الإفرنج واليونانيين إلى أن المجتمعات المحلية ربما تكون قد تبنت التقنيات الإسكندنافية وتكيفت معها، ويدعو مؤلفو الدراسة إلى إجراء المزيد من التجارب والتحاليل المخبرية للتأكد من وظائف هذه القطع الأثرية وتسليط الضوء على مكانتها في تاريخ الملاحة والحرف اليدوية.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading