“المؤيد شيخ” سلطان من العصر المملوكى.. حكاية خروجه من السجن إلى الحكم

تمر، اليوم، ذكرى رحيل السلطان المملوكى الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى الشركسى، المعروف باسم “المؤيد شيخ” إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 14 يناير عام 1421م، وخلال السطور التالية نوضح بعض المعلومات عن السلطان المملوكى الراحل.

السلطان المؤيد شيخ هو حاكم مملوكي، قدم من الشام إلى القاهرة وعمره 12 عاما، وكان ذكيا جميل الصورة فعينه السلطان فرج بن برقوق في الحرس السلطاني ثم جعله أميرا للحج ثم نائبا للشام، وبعدما أصبح برقوق حاكماً أعتق المؤيد شيخ، وقرر تعيينه فى الحرس السلطانى وأرسله للشام لإخماد حركة تمرد هناك، فعاد إليها فارساً مغواراً بعدما خرج منها عبداً مملوكاً، وعندما عاد إلى مصر منتصراً وقعت فتنة غيرّت التاريخ، حيث نزل الأمير “منطاش” من الشام بجند كثيف ليخلع السلطان برقوق، ويلقى القبض على المؤيد، باعتباره أحد أهم رجاله، ويأمر بسجنه فى “خزانة شمائل”، أحد أبشع سجون القاهرة فى ذلك الوقت، والذى لقى فيه صنوف التعذيب، لذا نذر إن خرج من هذا السجن فسوف يحوله إلى مسجد، وبعد فترة قصيرة استطاع “برقوق” التغلب على “منطاش” وإعدامه على باب زويلة، وخرج المؤيد من السجن إلى الحكم.

جامع المؤيد شيخ

يقع جامع المؤيد شيخ جنوب القاهرة الفاطمية ملاصقاً لباب زويلة، أتم السلطان المملوكي المؤيد شيخ تشييده عام 824هـ/ 1421م، وكان موقع هذا الجامع سجناً يعرف باسم خزانة شمائل، سُجن به المؤيد شيخ ونَذر إن نجاه الله وتولى حكم مصر أن يجعل هذا المكان جامعاً.

وللجامع واجهة رئيسية حجرية تطل على شارع المعز وتحتوي على المدخل الرئيسي وهو من النوع التذكاري، ويتكون الجامع من الداخل من صحن أوسط تحيط به أربع ظلات أكبرهم ظلة القبلة، وتتكون من ثلاثة أروقة، بينما تتكون باقى الظلات من رواقين، وبكل جانب من جانبي ظلة القبلة قبة ضريحية، الجنوبية للنساء بدون خوذة، والشرقية للرجال ذات خوذة حجرية، ويمتاز الجامع بظاهرة فريدة من نوعها حيث شيدت مئذنتا الجامع فوق أثر آخر هو باب زويلة، الذي يرجع للعصر الفاطمي ومجاور للجامع، وأصبح كلاهما عنصراً معمارياً متكاملاً بشكل رائع، تحمل المئذنة الغربية اسم منشئ الجامع، والأخرى تحمل اسم محمد بن القزاز مهندس المئذنة.