أدب وثقافة

“الخطاب الشعرى الأنثوى.. جمانة الطراونة نموذجا” كتاب لـ رائدة العامرى

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


صدر عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع ببغداد كتابا بعنوان “الخطاب الشعرى الأنثوى سردية العاطفة ومسرحة الرؤية – جمانة الطراونة نموذجا” للدكتورة رائدة العامرى.


وجاء في مقدمة الكتاب “صارت للمرأة الشاعرة العربية هوية ابتداء من دخول الشاعرة الرائدة نازك الملائكة فضاء الشعرية العربية الحديثة، وقد تكون أفضل ما فعلته الشاعرة نازك الملائكة في هذا المضمار هو تكريس الصوت الأنثوي الذي كان غائبا تماما كل تلك القرون، وانفتح المجال واسعا أمام عدد كبير من الشواعر اللاتي حاولن تكريس هذه الرؤية في الشعرية العربية الحديثة، ونجح كثير منهن في بناء هوية جديدة للخطاب الشعري الأنثوي على أنحاء مختلفة، وتحفل الساحة الشعرية العربية الآن بأسماء شواعر لهن أهمية كبيرة على هذا الصعيد على اختلاف مستوياتهن الفنية والجمالية”.


وحول سبب اختيارها لشعر جمانة الطراونة قالت د.رائدة الأكاديمية في جامعة بابل “جاء اختيارنا في هذا الكتاب لشاعرة مهمّة هي الشاعرة “جمانة الطراونة” بوصفها شاعرة تنتصر للنوع النسوي وتهتم به، تمتلك قدرة شعرية جيدة على الدخول في جوهر هذا الفضاء الأنثوي، والتعبير بحرية واضحة عن فضاء أنثوي رحب لا يدين بالولاء إلا إلى ذاتها الشعرية الخاصة، وعلى الرغم من قلة إنتاجها الشعري غير أنها استطاعت أن تفرض نموذجها الأنثوي داخل هذا الفضاء؛ من خلال ما حفلت به قصائدها من روح أنثوية أصيلة وفاعلة”.


وأضافت “تتميز الشاعرة جمانة الطراونة بالانفتاح على عاطفتها الأنثوية الحرة وتمثيلها شعريا بلا أى عقبات أو إكراهات أو ضغوط تراثية أو تاريخية، فهي ابنة هذا العصر من حيث استثمار طاقة اللغة الشعرية وبناء صورها الشعرية المناسبة للعصر، وقد اجتهدنا في مقاربة هذا الخطاب الشعري الأنثوي الخاص بالشاعرة من خلال فعالية (سرديةُ العاطفة ومسرحةُ الرؤية)، إذ هي تفيد من طاقات الفنون السردية على مستوى الحكاية والحدث والشخصية والمكان والزمن وغيرها، مثلما تفيد من إمكانات الدراما على مستوى الصراع والحوار الداخلي والخارجي وغيرها من أدوات الدراما المعروفة في هذا الفن”.


وقدمت الناقدة مدخلا نظريا عنوانه: (في فلسفة الخطاب الشعري الأنثوي) وعلى نحو مكثّف وضعت العامري النقاط الأساسية لطبيعة هذا الخطاب ورؤيته ومنهجيته، تمهيدا للدخول في متون نصوص الشاعرة في ديوانين شعريين لها هما: (قبضة من أثر المجاز) الصادر عام 2021، و (قصائد مشاغبة) الصادر عام 2022، وهي متون تنتمي إلى فضاء الأنوثة أكثر من أي فضاء آخر حتى في تلك القصائد التي تكتب فيها الشاعرة عن موضوعات خارج ذاتها الأنثوية، إذ نجد أن الطابع الأنثوي يطغى في حساسياتها اللغوية الشعرية على أي معطى شعري آخر، وتظهر الأنثوية بارزة في روحها الشعرية ومفرداتها وتشكيلاتها المختلفة والمتنوعة على حد سواء، بما يكشف عن روحها الأنثوية الواعية والطبيعية في آن معاً، وهي نموذج من نماذج أنثوية كثيرة هي بحاجة إلى مقاربتها والتنويه بمنجزها الأنثوي في هذا السبيل.


قسّمت د.رائدة العامري كتابها على محاور عدّة بحسب قوة حضور كل محور وأهميتها في تجربة الشاعرة، وابتدأنا بمحور (حساسيّة اللغة الأنثويّة: الدلالة والنص) بوصفه المحور الأبرز في هذا الميدان، إذ إن اللغة في تشكيل خطابها الأنثوي هي الأداة الأكثر استثمارا وحضورا ووضوحا، وانتخبنا النموذج الشعري المناسب من بين عشرات النماذج التي تصلح لهذا المحور، وسعينا إلى تحليله على وفق رؤية شعرية أولا، وأنثوية ثانيا، بين حركة الدلالة داخل النص وقدرتها على تمثيل الرؤية والإجابة على أسئلة الشعرية الأنثوية بطريقة أو أخرى.


جاء المحور الثاني بعنوان (الرؤية الأنثويّة: المحطّات والشواغل) وقد اختارت به قصيدة ذات خصوصية تعبيرية وتشكيلية شديدة الأهمية، تتعلق بالخصوصية الأنثوية الصوفية.


أما المحور الثالث فقد جاء بعنوان (سردنة الأنوثة الشعرية) للكشف عن إفادة الشاعرة من فنون السرد لتطوير أدواتها في التعبير والتشكيل، وبكل ما تنطوي عليه هذه الرؤية من طاقة أنثوية ظلّت حاضرة على مستوى اللغة والدلالة والصورة والمضمون.


إن الشخصية الشعرية الأنثوية لا تظهر هويتها على النحو المطلوب من دون حضور شخصية الآخر بأشكاله المختلفة، وكان لا بد على هذا النحو من مقاربة هذا الموضوع في شعر الشاعرة جمانة الطراونة، فكان المحور الرابع تحت عنوان (التناغم الأنثوي مع الآخر) للكشف عن طبيعة تعامل الذات الشاعرة مع الآخر في هذا المجال.


وخصّصت في المحور الخامس من محاور الكتاب القراءة النقدية للطبيعة الأنثوية الخاصة بالشاعرة تحت عنوان (أنثويّة الذات الشاعرة)، وهي القضية الأهم التي يمكن أن تشير أو تبرهن على أن الحس الأنثوي هو الحس الطاغي والأكثر حضورا في لغة الشاعرة.


أما المحور السادس والأخير في هذه الدراسة فقد كان بعنوان (زخم الطاقة الأنثوية الدرامية)، من أجل البحث في علاقة شعر الشاعرة الأنثوي بالدراما؛ إذ إن حقل الدراما ينطوي على طاقات هائلة يمكن للشاعر الذكي الإفادة منها وتطوير نصه الشعري من خلالها.



الخطاب الشعري الأنثوي



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading