الإجازات عند اليونان والرومان.. هل اعتبروها مضيعة للوقت أم فرصة للاستشفاء؟

ذكر الفيلسوف اليوناني بلوتارخ الخيروني، خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين، أن حياتنا مقسمة بين الاسترخاء وبذل الجهد، فعلى سبيل المثال، هناك أوقات نعمل فيها وأوقات نكون فيها في إجازة، وقال إن الراحة مهمة لأنها تمنح متعة للعمل.

في اليونان القديمة وروما، أدرك كثير من الناس أيضًا أن قضاء العطلات هو فرصة لاستعادة صحة الجسم والعقل، ومع ذلك، لم يكن الجميع مقتنعون بأن العطلات صحية أو حتى فكرة جيدة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient orgnins.

في العالم القديم، كان الناس يذهبون أحيانًا لقضاء العطلات لمحاولة تحسين حالتهم العقلية والجسدية، وكان هذا يعني عادةً الانتقال من مناخ إلى آخر، على أمل أن يساعدهم ذلك.

في إحدى رسائله، يكتب الكاتب الروماني بليني الأصغر خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين، عن محاولته لعلاج رجل يُدعى زوسيموس من مرض جعله يبصق دماً حيث أرسله بليني في إجازة إلى مصر، وعاد زوسيموس بعد إجازة طويلة “وقد استعاد عافيته، ولكن زوسيموس مرض مرة أخرى، فأرسله بليني في إجازة أخرى، هذه المرة إلى بلاد الغال (في جنوب فرنسا اليوم)، ويخبرنا بليني في رسالته: “الهواء صحي هناك والحليب ممتاز لعلاج هذا النوع من “المرض”

يخبرنا الطبيب جالينوس (حوالي 129-216 م) أن المياه في ميتيليني، على جزيرة ليسبوس اليونانية، كانت لها خصائص لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك الاستسقاء، وهو نوع من تراكم السوائل يؤدي إلى التورم.

أما الرحلات على الأنهار والخلجان والبحيرات فتعتبر غير مناسبة، لأنها تتسبب في رطوبة الرأس وبرودته بسبب الزفير من الأرض، فلم يكن الجميع في العصور القديمة يعتقدون أن العطلات صحية فقد اعتقد البعض أن العطلات قد تكون ضارة،  بسبب كثرة تناول الشرب أو الأكل فى كثير من الأحيان.

في العالم القديم، اشتكى الناس أحيانًا من أن العطلات كانت مضيعة للوقت الثمين، حيث قال الفيلسوف سينيكا إن الممارسة الدينية المتمثلة في أخذ إجازة من العمل كل يوم أحد تعني أن الناس يضيعون  أيام من حياتهم.

وعلى نحو مماثل، قال الكاتب كلوديوس إيليان خلال القرن الثاني والثالث الميلادي إن الأعياد كانت ببساطة ذريعة للكسل.