أدب وثقافة

أدونيس وأغانى مهيار الدمشقى.. ماذا قال زكى نجيب محمود عن مزامير الشاعر؟

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


يحل اليوم عيد ميلاد الشاعر والمفكر على أحمد سعيد الشهير بأدونيس وقد ولد فى الأول من يناير لعام 1930 وبدأ مسيرة أدبية من سوريا إلى لبنان مرورا بمجلة شعر التي جابت الآفاق وجمعته بالمجددين.


يقول عنه زكي نجيب محمود في كتاب وجهة نظر: أمَّا الشاعر فهو «أدونيس» (الأستاذ علي أحمد سعيد)، وأمَّا ديوانه فهو «أغاني مهيار الدمشقي» وله قبل ذلك ديوان «قصائد أولى» وديوان «أوراق في الريح» ولقد عِشتُ مع «أدونيس» في ديوانه ذاك، شهرًا كاملًا؛ لأنه من أصحاب الشعر الحديث في طليعة الطليعة، فإذا أراد دارسٌ لهذه الظاهرة الشعرية الحديثة أن يُنصِف نفسه ويُنصِف موضوع دراسته، فلا مندوحة له عن العيش مع أصحابها في دواوينهم مدةً تكفيه لإقناع نفسه بما ينتهي إليه من رأى، قبل أن يطمع في إقناع غيره.


وليست الحداثة في هذا الديوان الذي أتناوله الآن بالتحليل والعرض، هي في خروجه على أوزان الخليل، كلا؛ لأن هذه الأوزان مرعيةٌ فيه، بل هي في توزيع تلك الأوزان، ثم في توزيع القافية، ثم فيما هو أهم من هذا وذاك، وأعني «مضمون» الشعر، فها هنا ستكون الوقفة طويلةً فاحصة.


في هذا الديوان سبعة أقسام، في الستة الأولى منها يبدأ كل قسم «بمزمورٍ» نَثريٍّ يقدم ـ في لغة شعرية ـ جوهر الروح السائد في قصائده. وأمَّا القسم السابع فكله «مَرثِيَّاتٌ» من طِرازٍ مُبتكَر. وأسماء الأقسام السبعة على تواليها في الديوان، هي: فارس الكلمات الغريبة، ساحر الغبار، الإله الميت، إرم ذات العماد، الزمان الصغير، طرف العالم، الموت المعاد.


ويضيف: إننا في هذا الديوان بإزاء شاعر لا يستخدم اللفظ «ليعني» شيئًا آخر غير اللفظ نفسه، بل يستخدمه «ليُوحي»، فمن لم يقبل منذ البدء هذا الأساس الإيحائي في استخدام اللفظ، كان خيرًا له وللشاعر ألَّا يطالع هذا الديوان، لئلَّا يُوجِّه إليه نقدًا هو في رأيي نقدٌ غير مشروع، إذ القاعدة الأولى في النقد الفني المنصف، هي أن نُحاسِب الأثر الفني المنقود بالمعيار نفسه الذي خُلق ذلك الأثر على أساسه، وإلا فربما وجدنا أنفسنا ننقد القط لأنه ليس نمرًا، وإنه لمن المقطوع به أن للغة طرائقَ عدةً تُستخدم بها؛ منها أن تكون أداةَ إخبار، وعندئذ يكون مدار قبولها أو رفضها هو «المعنى» على أن نفهم «المعنى» بأنه إشارة اللفظ إلى ما ليس بلفظ، كأن نشير بكلمة «قلم» إلى الشيء الذي هو قلم في عالم الأشياء.


ولكن اللغة قد تُستخدم كذلك، لا لتشير ألفاظها إلى أشياء، بل لتكون أداة إيحاء واستثارة، وعندئذٍ يكون مدارها هو الحالة الشعورية الداخلية المستثارة، وفي هذه الحالة تكون اللغة كالطريق المسدود، نسير فيه لا لننفُذ منه إلى ما ينفتح عليه الطريق عند طرفه الآخر، بل نسير فيه لأننا نسكن هناك، بغير إضافة جانبٍ ثالثٍ ننتقيه من بين الأشياء المُسمَّيات.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading