أخبار العالم

تكنولوجيا التعليم في المملكة العربية السعودية: إحداث ثورة في التعليم من خلال الابتكار


الرياض: يشير مصطلح Edtech، وهو اختصار لتكنولوجيا التعليم، إلى استخدام التكنولوجيا – الأجهزة والبرمجيات والموارد الرقمية – لتعزيز التدريس والتعلم والنتائج التعليمية.

وهو يشمل مجموعة واسعة من الأدوات والتقنيات التي تهدف إلى تحسين التجربة التعليمية، بما في ذلك منصات التعلم عبر الإنترنت والتطبيقات التعليمية والكتب المدرسية الرقمية ومحاكاة الواقع الافتراضي وتجارب التعلم الممتعة والمزيد.

يتم استخدام Edtech في المدارس والجامعات وأماكن التدريب في الشركات وبيئات التعلم مدى الحياة لجعل التعليم أكثر جاذبية وسهولة في الوصول إليه وفعالية.

عندما يتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، فإن الاستثمار في تكنولوجيا التعليم يتماشى مع رؤية المملكة لإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة.

من المتوقع أن يشهد حجم سوق تكنولوجيا التعليم في المملكة العربية السعودية معدل نمو قدره 13.3 بالمائة خلال الفترة 2024-2032، وفقًا لشركة الاستشارات الإدارية العالمية إيمارك.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتم فيه دفع السوق من خلال زيادة الطلب على التعليم المصمم خصيصًا لتلبية احتياجات الطلاب الفردية، والتركيز المتزايد على محو الأمية الرقمية والكفاءات التقنية، والاعتراف المتزايد بقيمة خيارات التعلم القابلة للتكيف والمريحة.

جهود سعودية

ليس هناك شك في أن وزارة التعليم السعودية لا تتحدث فقط عن المستقبل، بل إنها تبنيه خطوة بخطوة بمبادرات مصممة لتحويل فصولها الدراسية إلى مراكز متطورة للذكاء الاصطناعي والإتقان الرقمي.

ولنأخذ على سبيل المثال برنامج الذكاء المستقبلي الذي يهدف إلى تمكين 30 ألف طالب وتزويدهم بمهارات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتقنيات الذكية. قال إيان خان، عالم المستقبل التكنولوجي والمؤلف الذي يكتب عن موضوع الذكاء الاصطناعي، لصحيفة عرب نيوز: “تخيل جيلاً من الشباب السعودي يمكنه برمجة السيارات ذاتية القيادة حتى قبل أن يتخرجوا من المدرسة الثانوية”.

“هذا أكثر من مجرد ترقية في المهارات – فهو يتعلق بتشكيل قوة عاملة جاهزة للسيطرة على اقتصاد التكنولوجيا. علاوة على ذلك، مبادرة SAMAI، حيث سيكتسب مليون سعودي الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية، ويصبح من الواضح أن المملكة العربية السعودية لا تواكب اتجاهات التكنولوجيا العالمية فحسب، بل إنها تهدف إلى قيادتها. وأضاف.

وأشار إلى أن هذه الرؤية الجريئة تتماشى بشكل معقد مع رؤية السعودية 2030، التي تسعى جاهدة إلى خلق اقتصاد قائم على المعرفة.

واختتم خان حديثه في هذا الصدد قائلاً: “إن تجربة التعلم الشخصية القائمة على الذكاء الاصطناعي هي المكان الذي يلتقي فيه مستقبل التعليم مع نقاط القوة والاحتياجات الفريدة للفرد، مما يجهز البلاد للقفزة التالية إلى الأمام”.

المبادرات

ليس هناك شك في أن المملكة تعمل بنشاط على دمج الذكاء الاصطناعي في نظامها التعليمي لإنشاء قوة عاملة جاهزة للمستقبل.

“تهدف برامج مثل Future Intelligence Programmer إلى تدريب آلاف الطلاب على الذكاء الاصطناعي وتزويدهم بالمهارات اللازمة للابتكار في عالم رقمي سريع. وقال سامر بحصلي، رئيس الممارسات الحكومية والقطاع العام في الشرق الأوسط في شركة Bain & Co.، لصحيفة عرب نيوز: “يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجارب التعلم، وأتمتة المهام الإدارية للمعلمين، وتمكين مسارات تعليمية أكثر تخصيصًا”.

وقال البحصلي: “تعد هذه الجهود جزءًا من رؤية أوسع لتحويل نظام التعليم في المملكة، ووضع معايير جديدة لمحو الأمية الرقمية وإشراك الطلاب”.

نيابة عن بي دبليو سي الشرق الأوسط، صرح أيهم فيومي، الشريك في التعليم والمهارات، لصحيفة عرب نيوز أن المملكة تتبنى نهجًا حذرًا ومتطلعًا إلى الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع مبادرات تركز على العديد من المجالات الرئيسية.


سامر بحصلي، رئيس الممارسات الحكومية والقطاع العام في الشرق الأوسط، Bain & Co. (مرفق)

“أحد الأمثلة البارزة هو تنفيذ أنظمة التعلم التكيفية، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب الفردي وتصميم المحتوى التعليمي وفقًا لذلك. وقال الفيومي: “يمكن لهذه الأنظمة تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، وتقديم تجارب تعليمية مخصصة تعزز النتائج التعليمية”.

“بالإضافة إلى ذلك، يتم تقديم مساعدين افتراضيين مدعومين بالذكاء الاصطناعي لدعم كل من المعلمين والطلاب في إدارة المهام الروتينية، مثل العمل الإداري أو وضع الدرجات، مما يسمح للمعلمين بتخصيص المزيد من الوقت للأنشطة التعليمية الأساسية. وأضاف: “تم تصميم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه لتبسيط سير العمل وتعزيز الإنتاجية وتحسين المشاركة في الفصل الدراسي”.

الشراكات العالمية

تُعد الشراكات العالمية لتكنولوجيا التعليم أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للمملكة لعدة أسباب بما في ذلك الوصول إلى الابتكار وتعزيز فرص التعلم والتبادل بين الثقافات، من بين عدة أسباب أخرى.

“عندما قررت المملكة العربية السعودية إحداث ثورة في المشهد التعليمي، لم تفعل ذلك بمفردها، بل تعاونت مع قوى عالمية مثل Google، وMicrosoft، وCoursera. هذا التعاون ليس مجرد تزيين للنوافذ. وقال خان: “إنها استراتيجية متعمدة لتزويد الطلاب والمعلمين بأحدث الأدوات في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وعلوم البيانات”.

“على سبيل المثال، قام برنامج Elevate التابع لـ Google Cloud بتدريب أكثر من 25000 امرأة سعودية على التقنيات السحابية. وهذا أكثر من مجرد تعزيز للمهارات، فهو يبني قوة عاملة ماهرة في مجال التكنولوجيا يمكنها المنافسة على الساحة العالمية.

وواصل عالم مستقبل التكنولوجيا تسليط الضوء على أن هذه الشراكات تمنح المعلمين السعوديين إمكانية الوصول إلى منصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعمل على تخصيص التعلم وتبسيط التقييمات، مما يؤدي في النهاية إلى إنشاء فصول دراسية أكثر جاذبية وكفاءة.

“إن مستقبل التعليم لا يقتصر على التعليم الرقمي فحسب، بل إنه قابل للتكيف وعالمي وسريع الاستجابة. وقال خان: إن المملكة العربية السعودية، من خلال هذا التعاون التقدمي، تقود الجهود نحو مستقبل تعليمي تهيمن عليه التكنولوجيا.

كما أن تعاون المملكة العربية السعودية مع قادة التكنولوجيا العالميين يمكّن الأمة من اعتماد أدوات تعليمية متقدمة تلهم الابتكار في الفصول الدراسية.

ومن جانب شركة Bain & Co.، أوضح بحصلي أن هذه الشراكات توفر الوصول إلى منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تعزز التعلم الشخصي والتفكير النقدي.

وقال: “لا يقتصر هذا التحول الرقمي على اعتماد التكنولوجيا فحسب، بل يتعلق أيضًا بإعادة تشكيل كيفية تقديم التعليم، وجعل التعلم أكثر جاذبية ومتوافقًا مع الاحتياجات المستقبلية للاقتصاد العالمي”.

تستخدم شركات تكنولوجيا التعليم في المملكة العربية السعودية الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي لإحداث ثورة في الأساليب التعليمية التقليدية وتعزيز إنجازات الطلاب. وبالاستعانة بالبرامج الفعالة في المملكة المتحدة وأماكن أخرى، تقوم المملكة العربية السعودية بتوجيه موارد كبيرة نحو أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، وخاصة التعليم.

وبالتالي، تعمل هذه المبادرة على تعزيز التوسع في قطاع التعليم وإثارة الإبداع داخل المؤسسات الخاصة، مما يؤثر بشكل إيجابي على أكثر من 6 ملايين طالب في الدولة.

وفي هذا الصدد، قال الفيومي، شريك بي دبليو سي: “إن العديد من شركات تكنولوجيا التعليم هي في طليعة هذه الثورة، حيث تقوم بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في منتجاتها وخدماتها لتعزيز تجارب التعلم.”

“توفر هذه الشركات منتجات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم مسارات تعليمية مخصصة، وتقييمات تكيفية، وملاحظات في الوقت الفعلي لتلبية الاحتياجات الفريدة للطلاب الفرديين بشكل أفضل. وأضاف أن مثل هذه الأدوات لا تعمل على تحسين المشاركة فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز الأداء الأكاديمي من خلال تلبية أنماط التعلم المتنوعة.

الرؤية السعودية 2030

“لا تقتصر الرؤية السعودية 2030 على التحول في الاستراتيجية الاقتصادية فحسب، بل إنها تحول في العقلية. وقال خان: “في قلب هذه الرؤية يكمن الانتقال من الاقتصاد القائم على الموارد إلى اقتصاد تقوده المعرفة والابتكار والتكنولوجيا”.

“من خلال دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الرقمي في الفصول الدراسية، تعمل برامج مثل SAMAI وبرنامج الذكاء المستقبلي على صياغة جيل جديد من المفكرين والفاعلين والمبدعين. وستكون التأثيرات المتموجة عميقة. فكر في الأمر، سيكون الطلاب أكثر تفاعلاً لأن تعلمهم مصمم خصيصًا ليناسب نقاط قوتهم.

وشدد عالم المستقبل التكنولوجي على أن نظام التعليم سيكون أكثر كفاءة، وسيخرج الخريجون مستعدين للعمل في القطاعات ذات الطلب المرتفع مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والصناعات الرقمية.

وشدد على أن هذا هو جوهر الاستعداد للمستقبل – حيث تتوافق المؤسسة التعليمية للأمة تمامًا مع متطلبات اقتصاد الغد.

وبالنيابة عن شركة Bain & Co.، قال البحصلي: “من خلال دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في المناهج الدراسية، تعمل المملكة على تعزيز جيل من المتعلمين الذين ليسوا فقط ماهرين من الناحية التكنولوجية ولكنهم مجهزون أيضًا لقيادة الابتكار.”


أيهم فيومي، شريك التعليم والمهارات، بي دبليو سي الشرق الأوسط.

وأضاف البحصلي: “النتائج المتوقعة عميقة، وهي تعزيز المعرفة الرقمية، وتحسين النتائج التعليمية، ووضع المملكة العربية السعودية كدولة رائدة عالميًا في اقتصاد المعرفة”.

يعد التعليم ركيزة أساسية للشباب وما فوق لتحقيق أهداف رؤية 2030. ويأتي ذلك حيث يبلغ متوسط ​​عمر السعوديين 22 عامًا، و63% من السكان السعوديين أقل من 30 عامًا.

علاوة على ذلك، يُظهر استطلاع الآمال والمخاوف لعام 2024 الذي أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في السعودية يتوقعون الأهمية المتزايدة للمهارات الرقمية في أدوارهم على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وقال فيومي: “إن دمج الأدوات الرقمية ضمن النظام البيئي التعليمي يمكن أن يساعد في تعزيز تجربة تعلم الطلاب بشكل عام وإعدادهم لبيئات عملهم المستقبلية”.

واختتم شريك بي دبليو سي بالتأكيد على أنه من خلال تعزيز قطاع التعليم باستخدام التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي، فإن المملكة العربية السعودية قادرة على بناء مجتمع تنافسي عالمي، وأن تصبح مركزًا للجيل القادم من القادة المجهزين رقميًا في المملكة.

وقال: “وبالتالي فإن التحول الرقمي لقطاع التعليم يعد جزءًا مهمًا آخر من نجاح رؤية 2030، لضمان حصول الشباب في المملكة على المهارات المناسبة لعالم العمل المستقبلي”.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading