الرواية الفائزة بجائزة نجيب محفوظ.. ميكروفون كاتم صوت تكشف واقع سكان القبور
اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
فازت رواية الكاتب اللبناني محمد طرزى ميكروفون كاتم صوت بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2024 وتركز رواية اللبناني محمد طرزى الفائزة بجائزة نجيب محفوظ على سكان القبور، أولئك الأحياء منهم، الذين يعيشون على حافة القبور، الهامشيون، والمتعبون، الذين لا مهنة لهم سوى نعى الموتى وحفر القبور والجرى وراء قوت يومهم، وإذا ما حلموا بالخلاص من هذه الأرض الموات، لن يكون حلمهم سوى سراب تذروه الرياح.
يقول محمد طرزى: في هذه الرواية حكاية وطن ابتلي بميكروفونات تشبه ألوان أحزابه ومذاهبهم. ميكروفونات تحاصر الشعب بأناشيد وخطابات وانتصارات وهمية. هي ميكروفونات من نوع خاص، أصواتها العالية تكتم الأفواه.
عبر كوميديا سوداء حارقة ورصد واقعي لما آل إليه حال اللبنانيين اليوم، يكتب محمد طرزي في “ميكرفون كاتم صوت” من خلال راوٍ عليم، واقع الانهيار الشامل الذي يمرّ بوطنه على حاضر بطله “سلطان” ومستقبله؛ ومن خلاله على الشريحة الاجتماعية التي يمثل من معارضي السلطة ومنتقديها وضحاياها. يقابل هؤلاء شريحة المتنفّذين عبّاد السلطة والمتخمين من سرقة المال العام؛ المحتكرين للدواء والكهرباء والغذاء.
وسط هذا العالم الرديء كان “سلطان” بطل هذه الحكاية يعيش وأسرته على حافة المقبرة، يساعد حفار القبور ويرشد الأحياء إلى قبور موتاهم، وينتظر الفرصة التي لن تأتي. تعلّم ودرس المحاسبة ولم يستطع الفوز بوظيفة، وعندما طرق الحب بابه صار وهماً وذكرى، وحينما ثار ورفاقه على الظلم نُعتوا بالخيانة والتآمر على الوطن؛ وكأي شاب كانت له أحلامه خارج سور المقبرة، حلم أن يكون كاتباً، حلم بالسفر، وبمستقبل آخر، ولكن في بلد تحكمه قوى الأمر الواقع سيكون للقدر رأي آخر…
بهذا الخطاب يطرق محمد طرزي منطقة لم تطرقها الرواية العربية منذ تيار الواقعية الاشتراكية، ويولي الاهتمام لهوامش تستحقّ النظر والمعالجة، ومن هنا نفهم الموجّهات الفكرية الفاعلة في تكوين الروائي محمد طرزي والكامنة وراء إبداع نصٍ روائي تنهض الحكاية فيه على معنى جذري هو عدم إحساس الإنسان بالوجود في المكان المولود فيه، إذا انتفت شروط تحقيق إنسانيته.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.