الرياضية

ألمانيا و«أديداس».. من معجزة بيرن إلى خيانة بـ50 مليونا


يقال بأن الخيانة تنشأ دائمًا من الثقة، ولا تختص الخيانات بالعلاقات العاطفية أو الزوجية، بل تصل حتى إلى مجال المال والأعمال الذي استيقظ في ألمانيا، الجمعة، على فاجعة توقيع الاتحاد الألماني لكرة القدم عقد شراكة ورعاية جديد مع شركة نايك الأمريكية، بعد نحو 70 عامًا من الشراكة مع مواطنته أديداس.
وأعلن الاتحاد الألماني أن «نايك» ستزود كل المنتخبات الوطنية بالملابس بداية من 2027 وحتى 2034 بعد أن قدمت أفضل عرض مالي.
في خمسينيات القرن الماضي وبينما كان الألمان يحاولون الظهور في المسرح العالمي من جديد بعد خسارتهم الحرب العالمية الثانية ومرحلة ما بعد النازية كانت شركة أديداس المتخصصة في صنع الأحذية الرياضية، والتي أسسها أدولف داسلر، تخطو خطواتها الأولى في المجال الرياضي، وكان على داسلر استغلال فرصة مشاركة منتخب بلاده في منافسات كأس العالم 1954 الذي استضافته سويسرا.
قبل المغادرة إلى سويسرا صمَّم أدولف، الملقب بـ«آدي»، حذاءً خاصًا للاعبي منتخب بلاده قبل مهمة مواجهة بوشكاش ورفاقه في المونديال السويسري، كانت المجر تمتلك منتخبًا مرعبًا، وجيلًا ذهبيًا، لم يتكرر في تاريخها مرة أخرى، وعندما شاركت في نهائيات كأس العالم عام 1954، اكتسحت كل من قابلها، وفازت على ألمانيا في الدور الأول 8-3.
وصلت المجر بسهولة إلى المباراة النهائية، لتواجه ألمانيا مرة أخرى، لدرجة أن الأمر بات شبه محسوم للمجر أن ترفع كأس العالم، ولكن لم يتوقع أحد أن يصبح النهائي حينها أحد أفضل نهائيات كأس العالم على الإطلاق، وأنتج معجزة كروية بقيت خالدة في ذاكرة المونديال.
«معجزة بيرن» هكذا عُرف هذا النهائي، الذي شهد فوز ألمانيا الغربية بأول لقب لها في كأس العالم، على خلاف التوقعات، مبددة أحلام المجر بجيلها الذهبي، الذي قاده الأسطورة بوشكاش، ولم يكن أحد قادرًا على إيقافه، ولم يتعرض للهزيمة طوال 4 أعوام.
كان الحذاء الذي صنعه «آدي» سببًا في تحقيق معجزة بيرن بسبب أن المسامير اللولبية التي صمها دايسلر ساهمت في تثبيت لاعبي المانشافت خلال النهائي الكبير، الذي هطلت الأمطار خلاله، وكان العشب ثقيلًا وعميقًا، ولولا مسامير «آدي» التي صنعت الفارق لتكررت نتيجة الثمانية في دور المجموعات.
توطدت العلاقة بين الاتحاد الألماني وشركة أديداس منذ ذلك الوقت حتى الجمعة الأسود بحسب تعبير عدد من المسؤولين والسياسيين الألمان الذين وصف بعضهم الأمر بأنه خيانة وطنية.
واستخدم منتخب ألمانيا منتجات «أديداس» في طريقه إلى تحقيق لقب كأس العالم أربع مرات خلال الفترة من 1954 وحتى 2014، ووقع في 2019 على تمديد العقد الذي ينتهي في 2022 لأربع أخرى.
كارل لاوترباخ، وزير الصحة الألماني، عبَّر عن خيبة أمله من اختيار شركة أمريكية لتجهيز «دي مانشافت»، معربًا عن أسفه لأن «التجارة تدمر جزءًا من الوطن والتقاليد».
الأغلبية من الألمان وصفو القرار بأنه خاطئ ومخز وغير مفهوم، مشيرين إلى أسفهم من تحول كرة القدم الألمانية إلى بيدق في معارك الشركات الدولية.
تبريرات منسوبي الاتحاد الألماني ودفاعاهم عما وصفوه بالصفقة التاريخية مع نايك، جاء على لسان أندرياس ريتيج، المدير الإداري للاتحاد الألماني، الذي وصف الانتقادات من قبل السياسيين بـ«الشعبوية»، قائلًا إنه لا يمكن مقارنة العرضين.
الاتحاد الألماني رفض الكشف عن تفاصيل الصفقة الرابحة، لكن صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، ذكرت نقلًا عن مصادر مطلعة أن شركة نايك الأمريكية ستدفع للاتحاد أكثر من 100 مليون يورو سنويًا، وهذا ضعف المبلغ الذي تدفعه حاليًا أديداس الذي يصل إلى 50 مليون يورو سنويًا.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading