عاجل الآن

هكذا حفظت 3 سيدات مصريات مقام أحد الأولياء وحولنه إلى "خان صديقة"

اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:

نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “هكذا حفظت 3 سيدات مصريات مقام أحد الأولياء وحولنه إلى "خان صديقة"”

تقودنا الأحلام أحيانا إلى مصائر لم تكن أبدا في الحسبان، تلك الرؤى التي تتراءى للبعض أحيانا، وتدفعهم لطرق ما كانوا يسلكونها يوما دون تلك الإشارات. هذا ما حصل مع “أم مجدي”، السيدة الثانية على خارطة طريق وصل بنا إلى “خان صديقة” في حي القلعة بالقاهرة.

3 نساء تجمعت خيوط حياتهن حول بيت قديم في “4 درب اللبانة” بحي القلعة بالقاهرة، الجدة صديقة، الأم “أم مجدي”، والحفيدة “عزة عبد العزيز”، 3 أجيال تشبثن بحلم قديم لمنزل بُني على أنقاض ضريح متهدم، لم يكن يُعرَف من هو صاحبه، قررت الحكومة قبل سنوات بعيدة إزالته، وعلى إثر رؤية رأتها الجدة صديقة، قررت أن تحتفظ بالضريح، بعد أن زارها صاحب المقام وأذن لها بالبناء دون هدمه.

السيدة المصرية عزة عبد العزيز رممت المنزل القديم الذي حمل رقم “4” في “درب اللبانة” بحي “القلعة” (الجزيرة)

وعلى إثر تلك الليلة التي تعاقب عليها 3 أجيال، استمر المنزل القديم الذي حمل رقم “4” في “درب اللبانة” بحي “القلعة” المطل على مسجد السلطان حسن، حتى حولته الحفيدة عزة عبد العزيز إلى “خان صديقة”.

خريجة الجامعة الأميركية تحقق الحلم القديم

عاشت السيدة عزة عبد العزيز جُل حياتها بعيدا عن منزل جدتها، إذ تخرجت من الجامعة الأميركية في القاهرة، ثم تزوجت وتفرغت لتربية أبنائها، لكن كان هناك دوما خيط لا ينقطع بينها وبين منزل الجدة في درب اللبانة، تتذكر نشأتها الأولى وطفولتها التي قضتها في البيت، وقصص أمها ورائحة البخور المنتشرة من مدخل الحارة حتى شقة الأسرة، الهواء المنعش الذي كان يملأ البيت صيفا رغم حرارة الجو، والدفء الذي كانت تستشعره في ليالي الشتاء قارصة البرودة.

بلغت عزة عقدها الخامس من عمرها، وبقي شيء ما في ذلك المكان يجذبها، كلما مر الزمن، حتى تمكنت بعد وفاة أمها أن تستأثر بملكيته وتشتري نصيب كل الورثة، حتى يكون المنزل خالصا لها، دون أن تفكر في ماذا ستفعل به أو ماذا ستفعل بهما الأيام.

هكذا حفظت ثلاث سيدات مصريات مقام لأحد الأولياء وحولنه إلى "خان صديقة"
كانت حالة البنيان يرثى لها بعد 3 أجيال تعاقبت على المنزل ومقام الشيخ المجهول (الجزيرة)

 

بعد 3 أجيال تعاقبت على المنزل ومقام الشيخ المجهول، كانت حالة البنيان يرثى لها، سواء بتراكم المهملات على سطح المنزل، أو تراكمها في قبو المقام بعد تهدمه، كان قرار عزة أن تبدأ في إصلاح المنزل وتهيئته، لكنها لم تكن تعلم لماذا!

تقول السيدة عبد العزيز للجزيرة نت “فكرت في البداية في إصلاح السطح فقط، والاستفادة بيه في فعاليات ثقافية مرتبطة بالتراث، وقررت الاستعانة بمقاول بناء يقوم بكل المهمة، لكنه حين زار المنزل في المرة الأولى لم يكد يمر بمدخله حتى توقف لسؤال آخر”.

هكذا حفظت ثلاث سيدات مصريات مقام لأحد الأولياء وحولنه إلى "خان صديقة"
أكوام من المخلفات المتراكمة خرجت من الضريح المنسي في “درب اللبانة” بحي “القلعة” (الجزيرة)

من صاحب الضريح المجهول؟

لم تتوقف عبد العزيز طيلة عمرها عن التساؤل حول هوية صاحب الضريح المتهدم في مدخل المنزل، كان السؤال يراودها بين الحين والآخر، لكنها لم تملك أي معلومة أو دليل يرشدها لصاحبه، حتى دعت أحد أصدقائها المهتمين في البحث والتنقيب عن الأولياء والأضرحة، فغاب الصديق لفترة تراوح 3 أشهر ثم هاتفها بمعلومة وحيدة.

توصل الصديق إلى أن ذلك الضريح للشريف المهدي، الصوفي القادم من بلاد فارس ليختار مقام المتصوفة فوق جبل القاهرة، ويقيم متعبدا بقية حياته حتى موته، لم يجد الباحث أكثر من تلك الكلمات عن المهدي في كتاب المقريزي “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار”.

***داخلية**** هكذا حفظت ثلاث سيدات مصريات مقام لأحد الأولياء وحولنه إلى "خان صديقة"
يعود الضريح للشريف المهدي الصوفي القادم من بلاد فارس ليختار مقام المتصوفة فوق جبل القاهرة (الجزيرة)

اختار المقاول أن يبدأ تمهيد المنزل وتهيئته من الضريح، فقد كان من محبي آل البيت، والمتتبعين لتراث الأولياء، لذا كان تنظيف ضريح المهدي وإقامة لوائه هي مهمته الأولى في أسبوعه الأول من تولي مسؤولية الترميم.

أكوام من المخلفات المتراكمة خرجت من الضريح المنسي، الذي لم تتولاه وزارة الآثار أو الأوقاف منذ زمن، ولولا رؤية منام صديقة لزال منذ زمن، انتهى تنظيف الضريح وبدأت المرحلة الثانية من إعداد المنزل لدوره الجديد كـ”خان صديقة”.

الفرح.. أولى فعاليات الخان

“خان صديقة” هو الاسم الذي أطلقته عبد العزيز على المنزل الكائن في “4 درب اللبانة” بـ”القلعة”، والمطل على مسجد السلطان حسن، أعلى تبة متدرجة توصل بينه وبين الشارع الممتد.

لعبت الصدفة دورا آخر في أولى الفعاليات المقامة في “خان صديقة”، فقد اختارته إحدى المبادرات التراثية كمكان لمعرضها عن تراث الأفراح الشعبية في مصر، وشهد سطوح صديقة فرحا شعبيا بمفهوم تراثي، تلاه -حسب عبد العزيز- عدد من الفعاليات المجتمعية المختلفة التي تتناسب مع البيئة التراثية للمكان والطراز الأثري والديني المحاط به.

هكذا حفظت ثلاث سيدات مصريات مقام لأحد الأولياء وحولنه إلى "خان صديقة"
اختارته إحدى المبادرات التراثية “خان صديقة” كمكان لمعرضها عن تراث الأفراح الشعبية في مصر (الجزيرة)

“بدأنا بحفلات للإنشاد والذكر في إطار بعض المناسبات الدينية التي يحتفل بها المصريون مثل المولد النبوي والمناسبات الدينية المختلفة”، تقول عبد العزيز.

وتختم بالقول إنها تسعى لإعداد وجبات الإطعام الخيري في المنزل بإحدى الشقق الفارغة في الدور الأرضي، مع تخصيص سطح المنزل للفعاليات الثقافية المختلفة.

تأمل السيدة المصرية من خلال ذلك أن تسنح لها فرصة في تنمية مجتمع منطقة “القلعة” الأثرية، وتوفير فرص مختلفة لأهالي المناطق الشعبية المحيطة.


الجدير بالذكر أن خبر “هكذا حفظت 3 سيدات مصريات مقام أحد الأولياء وحولنه إلى "خان صديقة"” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم

اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading