الجزيرة نت

هل يبدأ تهجير سكان “نور شمس” بعد انتهاء المهلة؟ | سياسة


طولكرم- انتهت المهلة التي حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان مخيم نور شمس في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، لخروجهم طواعية من بيوتهم بعد حصاره منذ ليلتين.

وكانت قوات الاحتلال قد أبلغت الارتباط العسكري الفلسطيني بضرورة إبلاغ سكان المخيم أن الجيش الإسرائيلي الموجود على أرض المخيم سيسمح لمن يرغب من السكان بمغادرة المخيم بشكل طوعي، من خلال ممر محدد ونقطة تفتيش وضعتها على أحد مداخل المخيم.

قوات الاحتلال فرضت حصارا على المخيم ومنعت طواقم الإسعاف لساعات من علاج الجرحى والمرضى (رويترز)

خدعة الخروج الطوعي

وعلى الرغم من مرور وقت على انتهاء مدة الساعات الأربع التي حددها الجيش، من لحظة تبليغ الارتباط وحتى الرابعة من مساء الأربعاء، فإن أهالي المخيم لا يزالون يعيشون لحظات صعبة في منازلهم المحاصرة بشكل كامل، وسط تدمير مستمر لكل مقومات الحياة في حارات المخيم.

وعلى الرغم من نفي الجيش الإسرائيلي، في بيان له، إصدار تعليمات لسكان المنطقة بالإفراغ، فإن محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة قال للجزيرة نت إنه أُبلغ بذلك من قِبل الارتباط الفلسطيني.

وأكد طقاطقة أن نية الاحتلال واضحة ومن خلال اقتحاماته المتكررة التي وصلت لأكثر من 35 اقتحاما لكل من مخيم طولكرم ونور شمس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتتمثل بإفراغ المخيمات من سكانها، من خلال الضغط الكبير على الأهالي، وتحويل حياتهم إلى جحيم، وجعل المخيمات بيئة غير صالحة للعيش.

وأضاف أن حصارا كاملا جرى تنفيذه منذ فجر الأربعاء على مخيم نور شمس، تبعته إقامة نقطة عسكرية بمصنع للبلاط في منطقة “المسلخ” بأقصى المخيم، وأصبحت نقطة تفتيش تابعة لجيش الاحتلال، كما منعت طواقم الإسعاف من دخول المخيم، ونقل المصابين الموجودين في أحد المواقع جراء قصف مسيرة.

أجرت قوات الاحتلال داخل نقطة التفتيش التي ابتكرتها تحقيقات ميدانية مع عدد كبير من المواطنين الذين اعتقلتهم من داخل بيوتهم، وقال الأهالي إن جميع من جرى اعتقالهم والتحقيق معهم والتدقيق في هواتفهم مُنعوا من العودة إلى منازلهم، وأجبرهم جنود الاحتلال على مغادرة المخيم باتجاه مركز مدينة طولكرم.

وذكر طقاطقة أن أحد الشبان قال له إنه جرى التحقيق مع 70 رجلا داخل نقطة التفتيش، ومُنعوا جميعا وبشكل قطعي من العودة إلى المخيم، ويقول “هم ادعوا السماح للناس بالخروج بشكل طوعي، لكن ما يحدث فعليا أنهم يرهبون الأهالي بعد اقتحام بيوتهم ويدمرون ممتلكاتهم، ويعتقلون الشباب ويلقون بهم بعد تحقيق ميداني قاسٍ إلى خارج المخيم”.

ويُظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تمركز جيش الاحتلال في مبنى بساحة واسعة غرب مخيم نور شمس، تنقل إليه الآليات العسكرية الإسرائيلية مجموعات من المواطنين، كما انتشر مقطع لأحد الشبان بعد خروجه من تحقيق ميداني من المبنى ذاته، حيث أكد أنه تعرض لتحقيق قاسٍ تخلله ضرب وتنكيل.

وبحسب محافظ طولكرم، فإن الاحتلال يتعامل مع المخيمات على أنها الشاهد الوحيد على جريمة النكبة، وأنها تمثل التهديد الحقيقي لوجوده في فلسطين، ويقول “كل ما يجري مرتب من قِبل إسرائيل لتحويل الضفة لما آلت إليه غزة، من ضرب المنظومة الصحية في مراكز المدن، وقطع الطرق الواصلة إلى المشافي، وتدمير مقومات الحياة في المخيمات، وقطع المياه والكهرباء”.

يرفضون ترك بيوتهم

كانت محافظة جنين قد رفعت التهديد الإسرائيلي بإعطاء مهلة للخروج من مخيم نور شمس إلى رئاسة الوزراء الفلسطينية ووزارة الخارجية، التي طالبت بدورها المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان على المخيمات والمدن الفلسطينية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.

وبعد حصار دام أكثر من 12 ساعة داخل مخيم نور شمس، كان المسعف توفيق قنوح يحاول التنسيق لنقل عدد من الحالات المرضية التي تواصلت معه من داخل المخيم لإيصالها لمستشفى ثابت الحكومي، ويقول إن “هذا الاقتحام يختلف عن غيره من حيث التشديد الكبير على الطواقم الطبية والمستشفيات وعرقلة طواقم الإسعاف، الذي ازداد بشكل ملحوظ هذه المرة”.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت “كشاب أعيش في المخيم، وبحكم عملي القريب من الناس، أقول إن أهالي المخيم لم يتعاملوا مع الخبر الإسرائيلي بإعطاء مهلة لترك المخيم، لأن ما يجري يكشف مخطط الاحتلال لتهجيرنا، لكن المخيم يضم 14 ألفا و500 نسمة، إلى أين سنذهب؟”.

ويتعامل أهالي المخيم مع العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة التي أطلق عليها جيش الاحتلال اسم “مخيمات الصيف” كالاقتحامات السابقة للمخيم، وعلى الرغم من تخوف الناس من نية إسرائيل الواضحة لتهجيرهم، فإن الأخبار الواردة من داخل المخيم تنبئ بصمودهم وعدم استجابتهم لدعوات الخروج.

“حتى وإن أقاموا لنا ممرا آمنا كما حدث في غزة، لن نخرج من بيوتنا، لأن خروجنا يعني عدم العودة إليها مرة أخرى، لا يمكن أن نترك منازلنا وممتلكاتنا ونرحل، وبدون أي أفق، هو رحيل إلى المجهول تجهزه إسرائيل لنا” يقول قنوح.

ضغوط وتخويف للتهجير

قال عضو مجلس الخدمات الشعبية في المخيم سليمان الزهيري إن ما وصل إلى الارتباط الفلسطيني من قبل جيش الاحتلال يقول للناس بشكل غير مباشر “غادروا بيوتكم في المخيم دون إجبار”، لكن ما يحدث داخل المنازل من مداهمة وتخويف وتدمير للممتلكات واعتقال، هو ضغط من جانب وفتح طاقة للخروج من جانب آخر.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن فكرة إجبار من تم اعتقالهم على عدم العودة للمخيم تعني تهجيرهم، خاصة في حال استمرت العملية العسكرية لعدة أيام، كما ينوي جيش الاحتلال.

ويقول إن “الجيش فتح ممرا للخروج لمن يرغب، وأبلغ عبر المصادر الأمنية بضرورة خروج من يوافق من الناس عبر هذا الممر، إن هذا أشبه بتحضير الناس للرحيل، وهو استنساخ لما حصل في غزة من تهجير الناس من مكان إلى مكان، عبر نقاط تفتيش وممرات مخصصة”.



اقرأ على الموقع الرسمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى