الجزيرة نت

عوتسما يهوديت.. حزب بن غفير وريث منظمة كاخ | الموسوعة


عوتسما يهوديت أو “القوة اليهودية”، حزب سياسي يميني يرأسه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، تأسس أواخر 2012 ويحمل أفكار منظمة كاخ المدرجة على قوائم الإرهاب.

يطالب بإلغاء اتفاقية أوسلو، ويعارض إنشاء دولة فلسطين وتجميد بناء المستوطنات، ويدعو لفرض السيادة والحكم الإسرائيلي على كامل أرض فلسطين.

عرقل حزب عوتسما مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ هدد رئيسه بن غفير أكثر من مرة بإسقاط الحكومة الائتلافية في حال وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاتفاق مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

النشأة والتأسيس

تأسس حزب عوتسما في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، على أيدي عضوي الكنيست مايكل بن أري وأرييه إلداد المنشقين عن حزب الاتحاد القومي.

الفكر والأيديولوجيا

يصف قادة حزب عوتسما يهوديت أنفسهم بأنهم تلاميذ لمؤسس منظمة كاخ اليمينية المتطرفة، الحاخام مائير كاهانا عام 1971، وهي المنظمة التي وضعتها الولايات المتحدة الأميركية في قائمة المنظمات الإرهابية.

ويحمل عوتسما فكرا معاديا للفلسطينيين، ويدعو إلى ضم الضفة الغربية ويسعى لأن يشمل حكم إسرائيل كامل الأراضي الواقعة ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

ويطالب الحزب بإلغاء اتفاقية أوسلو التي وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، وأنشئت بموجبها السلطة الوطنية الفلسطينية، ويعارض تجميد بناء المستوطنات وإنشاء الدولة الفلسطينية والتفاوض مع سلطتها.

كما يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، ويطالب بترحيل من يصفهم بـ”المتطرفين العرب”، وينادي بفرض تعليم تاريخ الشعب اليهودي في جميع المدارس الابتدائية، بهدف “تعميق الهوية اليهودية” لدى جميع الطلاب.

الأعلام والرموز

مايكل بن آري

أول رئيس لحزب عوتسما، ولد في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1963، نشأ في حي كفار شاليم في جنوب تل أبيب، وتلقى تعليمه الأولي بالمدارس الدينية ودرّس بها، كما حصل على الدكتوراه في التاريخ اليهودي.

بدأ نشاطه السياسي بعضوية منظمة كاخ، وكان مناهضا بشدة لخطة فك الارتباط والانسحاب من غزة في 2005، وأصبح عضوا في الكنيست في انتخابات 2009.

وصف زيارة البابا بنديكت السادس عشر لإسرائيل بأنها إهانة لضحايا الهولوكوست، ورفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 بسبب مواقفه المتطرفة.

إيتمار بن غفير

الرئيس الثاني لحزب عوتسما، ولد في القدس المحتلة يوم السادس من مايو/أيار 1976، انضم في وقت مبكر من حياته لحركة كاخ اليمينية، ومنها استقى أفكار الغلو القومي والديني والسياسي.

وبسبب مواقفه المتشددة أعفي من الخدمة العسكرية الإلزامية بعد سنتين، ونقلت عنه صحف إسرائيلية قوله: “لقد خسرني الجيش الإسرائيلي”، كما رفضت نقابة المحامين قبول انضمامه، ثم قبلت الطلب بعد احتجاجه على القرار.

دخل إيتمار بن غفير عالم السياسة في أواخر التسعينيات عقب اتفاقية أوسلو، وترشح للكنيست ضمن قائمة حزب عوتسما عام 2013، دون أن يحصل الحزب على أي مقعد، كما ترشح لاحقا ضمن تحالفات سياسية لكنه فشل أيضا.

وفي 2021 فاز بمقعد في الكنيست ضمن تحالف مع نتنياهو، ثم تولى في أكتوبر/تشرين الأول 2022 منصب وزير الأمن القومي.

عميحاي إلياهو

ولد بمدينة القدس في 24 أبريل/نيسان 1979، وهو ابن الحاخام الأكبر لمدينة صفد شموئيل إلياهو، وحفيد الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل موردخاي إلياهو.

تلقى تعليمه في المدارس التلمودية، كما خدم في وحدة المظليين بالجيش الإسرائيلي، وتبنى نظريات وفتاوى دينية متشددة تجاه الفلسطينيين.

في عام 2021 حصل عميحاي إلياهو على عضوية الكنيست، ثم أصبح وزيرا للتراث وشؤون القدس في ديسمبر/كانون الأول 2022.

كان صاحب مواقف متطرفة، وصرح في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بأن قصف قطاع غزة بقنبلة نووية هو أحد الخيارات المقبولة في رأيه، واعتبر أن لا بريء في غزة.

أول فوز بالكنيست

منذ تأسيسه عام 2013 عقد عوتسما يهوديت تحالفات مع عدد من الأحزاب والقوى السياسية الإسرائيلية، لكنها لم تنجح في إيصال أي من أعضائه للكنيست.

فقد فشل في انتخابات 2013 في الفوز بمقعد في البرلمان، وهو ما تكرر في 2015 حيث ضمته قائمة مشتركة مع حزب هعام إيتانو.

وفي يناير/كانون الثاني 2019، خاض الحزب مفاوضات مع حزبي البيت اليهودي والاتحاد الوطني “تكوما”، ثم توصل إلى تحالف مع نتنياهو (حزب الليكود) بموجبه يحصل حزب عوتسما على المقعدين الخامس والثامن في القائمة.

وبموجب هذا التحالف ترشح مايكل بن آري وإيتمار بن غفير لشغل هذين المقعدين، وبفوز القائمة دخل حزب عوتسما يهوديت الكنيست لأول مرة في تاريخه.

عوتسما وطوفان الأقصى

يعزى لحزب عوتسما التسبب في عرقلة جولات المفاوضات المتعلقة ببحث اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والحكومة الإسرائيلية عقب عملية طوفان الأقصى، وذلك من خلال الضغط على نتنياهو.

فقد هدد بن غفير أكثر من مرة بإسقاط الحكومة الائتلافية في حال وقع نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار.

كما أثار حديث عضو الحزب ووزير التراث عميحاي إلياهو نوفمبر/تشرين الثاني 2023 حول إلقاء قنبلة نووية على غزة باعتباره خيارا مطروحا، جدلا واسعا في الرأي العام الإسرائيلي والدولي.

وقال إلياهو في تصريحه إن القنبلة “ستدمر مدنا إسرائيلية وستودي بحياة الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، لكن للحرب ثمنا ويجب أداؤه”.



اقرأ على الموقع الرسمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى