المكسيك.. أرض المايا القديمة والشواطئ المتلألئة

إعداد: خنساء الزبير
بلد يوفر للسائح كل ما يحتاجه لقضاء عطلة لا تنسى بدءاً من أشعة الشمس التي لا نهاية لها إلى المناظر الطبيعية الخلابة والشواطئ الرملية الجميلة والمأكولات الشهية والثقافة والفن والمهرجانات والجبال وغير ذلك الكثير.

تعتبر مواقع الأزتيك والمايا القديمة والمدن الاستعمارية التاريخية مهمة لدرجة أن العديد منها تم تصنيفه كمواقع للتراث العالمي لليونيسكو، ما يضمن أنها ستبقى دون تغيير للأجيال القادمة.

وبطبيعة الحال تمتلك المكسيك بعضاً من أكثر المدن حداثة وحيوية في العالم، بدءاً من عاصمتها مكسيكو سيتي إلى المناطق الحضرية الأصغر حجماً مثل غوادالاخارا، وغواناخواتو، ومونتيري.

• كانكون وريفييرا المايا

بالنسبة لمعظم القادمين إلى المكسيك للمرة الأولى، ستكون محطتهم الأولى هي كانكون أو المدن الشاطئية المحيطة أعلى وأسفل ساحل ما يسمى منطقة البحر الكاريبي المكسيكية، أو ريفييرا مايا.

ويعد مطار كانكون ثاني أكثر المطارات إشغالاً في البلاد، وذلك لأن السياح يتدفقون على الشواطئ ذات اللون الأبيض الفاتح والمنتجعات الشاملة والأنشطة التي لا نهاية لها.

وأفضل الوجهات في منطقة البحر الكاريبي المكسيكية هي كانكون وبلايا ديل كارمن وتولوم وجزيرة كوزوميل ولكن الزائر سيجد العديد من الوجهات الأصغر الأخرى التي تستحق الزيارة أيضاً، مثل قرية بويرتو موريلوس الصغيرة، وجزيرة إيسلا موخيريس الصغيرة، والبحيرة الرائعة ذات اللون الفيروزي «لاجونا دي باكالار».

وتعد بويرتو موريلوس مكاناً مهماً في برنامج قضاء العطلة لشواطئها ذات الرمال البيضاء وشوارعها الرملية ومقاهيها الخارجية ومحال البوتيك الصغيرة. ومما يوصى بزيارته أيضاً قرية باكالار التي تطل على البحيرة، للاستمتاع بالطبيعة البكر ومشهد غروب الشمس الملحمي داخل البحيرة ومشهد الفنادق البوتيكية.

ولكن كانكون وبلايا ديل كارمن وتولوم مليئة بالأشياء الممتعة التي يمكن القيام بها كالسباحة مع الدلافين وسمك الراي اللاسع، والغطس وسط الشعاب المرجانية والأسماك الاستوائية فضلاً عن رياضة الغوص في أكبر متحف تحت الماء في العالم، ومجموعة مذهلة من المنحوتات المغمورة في أعماق تصل إلى ثمانية أمتار.

وبطبيعة الحال تضم المنطقة العديد من آثار حضارة المايا القديمة، حيث تقع بعض أقرب المواقع على مسافة قريبة من الشواطئ، ولا تبعد أكبر المواقع وأكثرها إثارة للإعجاب، وهي تشيتشن إيتزا وتولوم، سوى بضع ساعات.

• بويرتو فالارتا

بدأت بويرتو فالارتا كقرية صغيرة لصيد الأسماك، وتجتذب الزوار بشواطئها الواسعة وجبالها الضبابية المغطاة بالغابات. وهي اليوم واحدة من أكبر المدن الساحلية وأسرعها نمواً في البلاد، وتتوسع بسرعة البرق وتلبي احتياجات جميع أنواع المسافرين. وتتمتع المنطقة أيضاً بأماكن زاخرة بالهندسة المعمارية والشوارع المرصوفة بالحجارة والمنازل التاريخية.

وتجتذب المدينة من يتطلعون إلى السباحة مع الدلافين ومن يبحثون عن المغامرة، التي تتوفر هنا في أنشطة متنوعة مثل الطيران الشراعي والطائرات النفاثة والتزحلق فوق المياه.

وأفضل بداية لاستكشاف بويرتو فالارتا تبدأ في منطقة زونا رومانتيكا، أقدم جزء من المدينة حيث الشوارع الضيقة المرصوفة بالحجارة التي تتعرج إلى الجبال.

وتشمل الأحياء الرائعة الأخرى التي يمكن استكشافها سينكو دي ديسيمبر للتسوق والشواطئ، وفيرساليس حيث المطاعم المزدهرة، وهناك أيضاً المرسى ومنطقة الفنادق لمزيد من أماكن التسوق الراقية والمنتجعات الرائعة.

وتعد الشواطئ في منطقة زونا رومانتيكا هي الأكثر ازدحاماً وذلك لتوفر سلسلة طويلة من المطاعم في الهواء الطلق التي تمتد على طول الساحل. وللحصول على شواطئ أكثر هدوءاً يمكن التوجه شمالًا على طول الخليج باتجاه المطار والمرسى.

كوبر كانيون

تشيهواهوا إحدى الولايات الواقعة في أقصى شمال المكسيك وتشترك في الحدود مع نيو مكسيكو في الولايات المتحدة، وتعد موطناً لواحدة من أكثر مناطق الجذب الطبيعية زيارة في البلاد، هي كوبر كانيون المذهلة (بارانكا ديل كوبري).

يقع أخدود كوبر كانيون، ويعني الاخدود النحاسي، في منطقة تعرف باسم سييرا مادري أوكسيدنتال وتتكون من مجموعة مذهلة من الأخاديد العميقة، وهو في الواقع أكبر وأعمق من ابن عمه المعروف «غراند كانيون».

وأخذ كوبر كانيون اسمه من اللون النحاسي المميز على طول جدران الوادي شديدة الانحدار، وقد تشكلت هذه الهياكل الطبيعية المذهلة من ستة أنهار تلتقي في نهر ريو فويرتي قبل أن تصب في خليج كاليفورنيا.

وتزايدت شعبية المنطقة كوجهة سفر حيث هناك العديد من الخيارات المتاحة لمن يرغبون في استكشاف هذه المنطقة ذات الجمال الطبيعي الرائع بدءاً من رحلات القطار التي توفر المناظر الخلابة، إلى الرحلات الاستكشافية التي تميل إلى المغامرة كالتجول على الدراجة أو حتى على ظهور الخيل.

تعد زيارة كانكون وبلايا ديل كارمن أو ميريدا عاصمة ولاية يوكاتان رحلة نهارية مذهلة يقوم بها كثير من السياح، كذلك مدينة تشيتشن إيتزا الرائعة في منطقة المايا التي تعتبر واحدة من أكثر المواقع الأثرية زيارة في المكسيك، فضلاً عن أنها واحدة من أكبر وأفضل المواقع التي تم ترميمها.

ومن الأشياء التي يجب مشاهدتها إل كاستيلو الضخم، المعروف أيضاً باسم هرم كوكولكان، الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً، وهو أطول هيكل في الموقع. وهناك بقعة أخرى في المكان مثيرة للاهتمام هي كاراكول الرائع، وهو مرصد يبلغ عمره 1000 عام تقريباً ويشهد على مدى تقدم شعب المايا.

ويتميز المبنى بالشقوق الضيقة في جدرانه التي تسمح بدخول الشمس مرتين في السنة حتى يتمكن الكهنة من تحديد التاريخ بدقة. ومما يثير الاهتمام أيضاً تماثيل الموقع العديدة، بما في ذلك العديد من الأمثلة على تماثيل المايا تشاكمولز الشهيرة التي تحمل أوعية القرابين الخاصة بها بينما تواصل حماية هذه المعابد القديمة.

تم تصنيف غواناخواتو كأحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو بفضل مبانيها الاستعمارية القديمة المتعددة وممراتها المتعرجة وأزقتها الضيقة، وهي مدينة تستحق استكشافها سيراً على الأقدام.

والتجربة الممتعة بشكل خاص هي زيارة العديد من الساحات بما في ذلك «جاردان دي لا يونيون» وهي الساحة الرئيسية في المدينة ذات الهندسة المعمارية القديمة الرائعة.

وهناك كنيسة سان دييغو القديمة الجميلة ومسرح خواريز المهيب، بالإضافة إلى النوافير وأحواض الزهور والمقاهي والمطاعم.

وتُعرف مدينة غواناخواتو بأنها مدينة فنية كونها موطناً للعديد من المعارض الفنية الجميلة، فضلاً عن المتاحف المثيرة للاهتمام، مثل متحف كيشوت المخصص لأعمال الكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس. وتستضيف المدينة كذلك أهم مهرجان في أمريكا اللاتينية تكريماً للكاتب، هو مهرجان سرفانتينو الدولي.