منوعات

الناجح يعمل الصح


ع الطاير

النجاح فى الثانوية العامة لم يعد مهمًا بنفس الدرجة التى كان عليها زمان حتى الحصول على أعلى مجموع، أيضاً لم يعد مفرحًا ولا جالبًا للسرور والبهجة كما كان، وليس نهاية العالم ألا يحصل الطالب على مجموع، الكلام ده كان زمان، الأمر اختلف بالنسبة لكليات القمة، وتغيرت رؤية الطلاب وأولياء أمورهم نحو ما كان يعرف سابقًا بكليات القمة، وكانت بالتحديد الطب، ويليها طب الأسنان، ثم الصيدلة والطب البيطرى لشعبة العلوم، وكانت كلية الهندسة حلم طلاب شعبة الرياضيات، وكليات الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام والآثار كليات قمة بالنسبة لطلاب الأدبى، وفى وقت من الأوقات كانت كليات التربية كليات قمة لضمان الوظيفة فور التخرج، ولكن الآن وبمناسبة نتيجة الثانوية العامة نتحدث مع الطلاب فنجد نظرتهم للأمور تغيرت تمامًا، وأصبحت تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رقم واحد فى طموح الطلاب والطالبات، خصوصًا أن هناك نقصًا فى أعداد الكوادر البشرية المؤهلة للعمل فى هذه المجالات، وهناك ملايين من فرص العمل وخاصة فى الأمن السيبرانى وحماية البيانات والمعلومات والبرمجيات والذكاء الاصطناعى، وكل ما له صلة من قريب أو بعيد بالكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، وأصبح هناك وعى أكثر لدى الطلاب وأولياء الأمور بأهمية التعلم الذاتى والإبداع، لأن الأمور أصبحت واضحة جدًا، وخطوات التحول الرقمى عملاقة فى كل أنحاء العالم، وأصبحت الأمية الحقيقية هى عدم إجادة العمل على الكمبيوتر واللاب توب، وأصبحت فرص العمل فى الداخل والخارج تعتمد على المهارات الأساسية فى الإبداع والابتكار، وأصبحت أهم متطلبات سوق العمل إجادة اللغات الأجنبية، وخاصة الإنجليزية، وإجادة العمل على أجهزة الحاسب الآلى، باختصار أصبح الطلاب مدركين تمامًا أن من لا يعرف لغة الديجيتال ويجيد اللغة الإنجليزية لا مكان له فى سوق العمل فى أى مكان فى العالم، خاصةً أن هناك اهتمامًا كبيرًا من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتوفير خدمات التعليم والتدريب والتأهيل والعمل، وهناك جامعة مصر للمعلوماتية، وهى تتبع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإقبال على الالتحاق بها منقطع النظير رغم أنها لا تقبل إلا المتفوقين جدًا وأعلى مجموع ومصروفات دراسية مرتفعة نسبيا رغم المنح الدراسية التى تقدمها الجامعة ورغم التخفيضات التى تمنحها للطلاب المتفوقين، ولكن يعلم الطلاب وأولياء أمورهم أن المستقبل هناك، وأن هذه الجامعة فى حالة توأمة مع أشهر وأكبر جامعات عالمية متخصصة، والمستقبل كله للتخصص الدقيق والمهارات.

والحديث هنا عن مكتب التنسيق والمجموع التكرارى والحد الأدنى للقبول بالكليات أصبح غير جاذب بنفس القدر الذى كان منذ سنوات، فالطالب الذى لم يحصل على مجموع كبير يؤهله للالتحاق بما يعرف بكليات القمة يعلم أن الفرصة لم تذهب بعيدًا، وأن هناك فرصًا كبيرة وكثيرة جدًا للتعلم والتخصص والدراسة والتدريب والتأهيل والالتحاق بأفضل فرص عمل فى الداخل والخارج، وأن التعليم والتدريب لم يعدان فقط فى الكليات والجامعات والمدارس، وإنما فرص التعليم والتدريب والتأهيل لا تنتهى وليست فى كليات القمة. وإنما أيضاً على الطالب أن يبدأ فورًا فى اكتساب مهارات خاصة جدًا فى تخصصات مطلوبة جدًا فى سوق العمل داخليًا وخارجيا، ولا يقف نادمًا يندب حظه علة عدم حصوله على مجموع كبير ليلتحق بإحدى كليات القمة، فلم تعد هناك قمة واحدة وإنما هناك مجالات كثيرة تفتح أبواب العمل والتميز والابتكار والإبداع، فقط فكر صح واعمل الصح وكل عام وأنتم بخير.

 




اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading