«القلب يعشق كل جميل».. رحلة إلى البيت المعمور
تتجسد عبقرية الحب الإلهي، فى العديد من الأغنيات البديعة، إلا أن «القلب يعشق كل جميل» تأتى على رأس الهرم، إذ تأخذك إلى رحاب مكة والبيت المعمور..
فى هذا العمل البديع تفوح الروحانية (واحد مافيش غيره ملأ الوجود نوره دعانى لبيته لحد باب بيته.. لما تجلالى بالدمع ناجيته)
ما هذا الحب الذى عبر عنه الشاعر الكبير بيرم التونسى بمفردات اختيرت بميزان الدهب، العبد الذى جاء إلى ربه طالبا العفو، جاء إلى رب غفور لا يعاتب و لا يلوم، إنه يتحدث عن الصفح الجميل، ولا يملك الصفح الجميل الا المولى عز وجل.
ويبرهن على تلك المشاعر بهذه الأبيات
القلب يعشق كل جميل
وياما شفتِ جمال يا عين
واللى صدق فى الحب قليل
وإن دام يدوم يوم ولا يومين
واللى هويته اليوم.
………………
دايم وصاله دوم
لا يعاتب اللى يتوب
ولا بطبعه اللوم
…………….
ثم يذهب بيرم إلى منطقة أخرى فى علاقته بربه، وأن الله سبحانه و تعالى دائما يقف بجوار عبده إلى أن يصل إلى مرحلة التوبة.
بهذه الأبيات عبر عن فكره.
كنت أبتعد عنه
وكان يناديني
ويقول مسيرك يوم
تخضع لى وتجيني
طاوعنى يا عبدي
طاوعنى أنا وحدي
ما لك حبيب غيري
قبلى ولا بعدي
أنا اللى أعطيتك
من غير ما تتكلم
وأنا اللى علمتك
من غير ماتتعلم
واللى هديته إليك
لو تحسبه بإيديك
تشوف جمايلى عليك
من كل شيء أعظم
سلم لنا.. تسلم.
إنها حالة روحانية بين العبد و ربه.
يذهب إلى مكة و يصف بيرم كيف كان اللقاء
مكة وفيها جبال النور
طالّة على البيت المعمور
دخلنا باب السلام
غمر قلوبنا السلام
بعفو رب غفور
فوقنا حمام الحما
عدد نجوم السما
طاير علينا يطوف
ألوف تتابع ألوف
طاير يهنى الضيوف
بالعفو والمرحمة
واللى نظم سيره
واحد ما فيش غيره
ويواصل الوصف وكأنه انتقل إلى رحاب ربه أنه يصف الجنة.
جينا على روضة
هلا من الجنة
فيها الأحبة تنول
كل اللى تتمنى
فيها طرب وسرور
وفيها نور على نور
وكاس محبة يدور
واللى شرب غنى
وملايكة الرحمان
كانت لنا ندمان
بالصفح والغفران
جاية تبشرنا
يا ريت حبايبنا
ينولوا ما نلنا
يا رب توعدهم يا رب
يا رب واقبلنا
دعانى لبيته
لحد باب بيته
نعم تلك الأغنية هى سرد حقيقى وقصة واقعية عاشها الشاعر بيرم التونسى، إنها تجسد كيف كان الإبداع.
وتجعلنا نرى إلى أين وصلنا؟ واقعنا الآن هو واقع اللا إبداع.
ولا يجب أن نترك ما قدمه رياض السنباطى من نغم لا يصنعه إلا ملك القصيدة، الذى وضع الأغنية الدينية فى منطقة أخرى، لم يصل إليها أحد قبله.
«أم كلثوم» صوت مصر فى الماضى والحاضر والمستقبل، تظل هكذا بثقافتها ورقى اخلاقها و نبوغها فى اختيار الكلمة واللحن: هم صناع إبداع لن يتكرر على مر الزمن.
بناء الإنسان الذى طالب به الرئيس السيسى، يتطلب دعم الإبداع الحقيقى فى ظل تردى الأوضاع الفنية وتراجع مستوى الإبداع بشكل يدعو للقلق على أمة قدمت للعالم العربى مجموعة كبيرة من المبدعين فى مختلف المجالات .. بالدرجة التى تجعلنا عند أى مناسبة نعود للماضي، لكى نختار من بين ما تركوا ما يعبر عن مشاعرنا تجاه تلك المناسبات سواء كانت دينية أو وطنية.
أنه الحنين إلى أيام جميلة مضت.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.