لماذا لا تملك السعودية مقاتلات F-16؟
نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “لماذا لا تملك السعودية مقاتلات F-16؟”
تسعى السعودية لشراء طائرات مقاتلة جديدة لضمها إلى أسطولها الجوي، وتأمل شركة بوينغ الأميركية أن تختار المملكة طائرة F-15EX Eagle II، وتفضلها على العطاءات المنافسة من مقاتلات يوروفايتر تايفون البريطانية، وطائرات داسو رافال المقاتلة متعددة المهام من فرنسا.
هذه المنافسة ثلاثية الاتجاهات، تذكر بأن السعودية لم تحصل أبدا على طائرات F-16، وهو أمر غريب، وفق تقرير لمجلة فوربس.
ويشير عملاق الطيران الأميركي، بوينغ، إلى خبرة الرياض الممتدة لعقود من الزمن في تشغيل طائرات F-15، والتي تملك السعودية منها ما يقرب من 230 مقاتلة.
لماذا لا تملك السعودية مقاتلات F-16؟
عندما سعت السعودية للحصول على أول طائرات F-15 في السبعينيات لتحل محل 44 مقاتلة بريطانية قديمة من طراز Lightning، كانت مصرة على أنها لن تقبل نسخة أقل جودة من هذه الطائرة.
عارضت إسرائيل بشدة عملية البيع، وردا على ذلك حذرت السعودية بأنها ستشتري طائرات ميراج F1 من فرنسا، إذا لم تمرر الولايات المتحدة الصفقة استجابة لضغوط إسرائيل.
كانت وزارة الخارجية الأميركية أمام معضلة، فإسرائيل قلقة من امتلاك السعودية هذه المقاتلة، لكن واشنطن كانت لا ترغب في خسارة الصفقة التي كان من الممكن أن تذهب لبريطانيا أو فرنسا.
اعتقدت وزارة الخارجية الأميركية أن الحل الأمثل هو عرض طائرات F-16 على الرياض كخيار بديل.
كانت واشنطن تعتقد أن إقناع مؤيدي إسرائيل في الكونغرس بتزويد المملكة بطائرات F-16 سيكون أسهل.
وجاء في مذكرة مؤرخة في مايو 1977 من مستشار الأمن القومي، زبيغنيو بريجنسكي، أن وزارة الخارجية تعتقد أنه “سيكون من المستحيل عمليا الحصول على موافقة الكونغرس على طائرات F-15 بسبب قدراتها الواسعة وتعقيدها”.
ورأت الوزارة، وفق المذكرة، أن “الطائرة F-16 خفيفة الوزن، رغم أنها لا تزال مثيرة للجدل للغاية، قد يكون لديها فرصة أفضل للنجاح”، وبالتالي إقرار الصفقة مع المملكة.
وبينما أوصى نائب وزير الدفاع الأميركي الرياض بالطائرة F-16 في عام 1976، قال لوزير الدفاع السعودي: “إذا كنت تريد الطائرة F-15، فالخيار لك”.
اعتقدت الرياض بشكل راسخ أن طائرة F-15 هي الأكثر ملاءمة كمقاتلة تدعم التفوق الجوي الذي سعت إليه المملكة في ذلك الوقت.
واستبعد بريجنسكي في مذكرته أن يقبل السعوديون بطائرة F-16 بدلا من طائرة “F-15”.
وقالت المذكرة: “إنهم يريدون مقاتلة دفاع جوي، وقد قرروا بشكل مستقل أن الطائرة F-15 ذات المحرك المزدوج والصالحة لجميع الأحوال الجوية تلبي احتياجاتهم بشكل أفضل”.
في نهاية المطاف، وعلى الرغم من المعارضة الكبيرة والشكوك بشأن عملية البيع، وافق الكونغرس على البيع بأغلبية 54 صوتا مقابل 44 بعد أن قبلت السعودية قيودا كبيرة على استخدام تلك المقاتلات المتطورة بأي طريقة قد تجعل إسرائيل تشعر بالتهديد.
ومع ذلك، فإن هذه القيود، مثل عدم نشرها في قاعدة تبوك الجوية شمال شرق المملكة، لم يتم تطبيقها إلا بشكل فضفاض في أحسن الأحوال.
وفكرت السعودية في وقت لاحق لفترة وجيزة في شراء طائرات F-16 لتحل محل طائراتها القديمة من طراز F-5.
وفي عام 1997، بحثت صفقة بمليارات الدولارات لشراء 102 طائرة من طراز إف-16، لكنها تراجعت على الفور بعد أن أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عن معارضته، مما أثار غضب الرياض.
وفي عام 2010، حصل السعوديون، الذين اعتادوا الآن على طائرات F-15، على صفقة قياسية بقيمة 60 مليار دولار لشراء 84 طائرة من طراز F-15SA، مما يؤكد تفضيلهم لهذا النوع من الطائرات المقاتلة.
وفي حين كان لدى إسرائيل بعض الاعتراضات على بيع طائرات F-15SA، إلا أنها لم تعارضها بشدة، وربما كانت تنظر إلى الرياض المسلحة تسليحا جيدا على أنها أقل تهديدا أو خصما مقارنة بالعقود السابقة، وربما حتى حصنا ضد إيران.
وتسعى السعودية حاليا إلى الحصول على شراكة كاملة في مشروع مقاتلة من الجيل السادس، على أمل الحصول على مثل هذه المقاتلة المتقدمة بحلول عام 2040.
وإذا لم تحصل السعودية على موافقة لامتلاك طائرات F-35 كجزء من اتفاقية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة، من المرجح أن تظل طائرة F-15 المقاتلة الأساسية للقوات الجوية الملكية السعودية لعدة سنوات أخرى.
التفوق النوعي لإسرائيل
المقاتلة F-15 هي طائرة ذات محركين، قادرة على التحليق بسرعات وارتفاعات عالية للغاية، كما تتميز بقدرة أكبر على حمل الأسلحة. أما الطائرة F-16 فهي مقاتلة ذات محرك واحد أقل قوة، لكنها أكثر قدرة على المناورة.
تعتقد السعودية أن مقاتلات F15 أكثر ملائمة لاحتياجات المملكة، وتوفر لها تفوقا في الجو، ومجموعة واسعة من القدرات الهجومية والدفاعية.
في فبراير الماضي، قال نائب رئيس شركة بوينغ، إن الاستحواذ السعودي المحتمل على طائرة F-15EX هو “أحد أكبر الأشياء التي نتحدث عنها الآن”.
وعرضت شركة بوينغ نموذج محاكاة لطائرة F-15EX للسفير الأميركي لدى السعودية، مايكل راتني، في أبريل الماضي، كجزء من حدث وصفته، في منشور على موقع X، بأنه يعرض “التعاون العميق والتكنولوجيا المتطورة والنمو المتبادل” العلاقات الأميركية السعودية.
أبدت المملكة العربية السعودية اهتماما قويا بالطائرة F-15 منذ سعيها لأول مرة للحصول على الطائرة في أواخر السبعينيات.
وقد حصلت على ما لا يقل عن 230 طائرة من طراز F-15 في العقود التي تلت ذلك، وتتألف من ما لا يقل عن 83 طائرة من طراز F-15SA Eagles، و63 طائرة من طراز F-15S Eagles، و66 طائرة من طراز F-15C Eagles، و20 طائرة من طراز F-15D Eagles، وفق فوربس.
وكانت المقاتلات الأخرى الوحيدة التي طلبتها المملكة في تلك الفترة هي 72 طائرة يوروفايتر و120 طائرة بانافيا تورنادو، والتي من المرجح أن ترغب في التخلص التدريجي منها.
لم تشغل الرياض مطلقا طائرات رافال أو أسلافها من طراز ميراج الفرنسية. لكن التقرير يشير إلى أنه ليس مستبعدا أن تشتري المملكة، مثل قطر، طائرات تايفون ورافال لتنويع ترسانتها.
وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تشغل أكثر من نوعين من المقاتلات الأميركية من الجيل الرابع، بعد أن حصلت لأول مرة على طائرة F-15 في عام 1976 وطائرة F-16 في عام 1980.
كما أن إسرائيل هي الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك طائرات F-35 ، وهي مقاتلة الجيل الخامس الوحيدة التي تصدرها الولايات المتحدة.
طلبت إيران، ما قبل الثورة، 160 طائرة من طراز F-16، وكانت تأمل في الحصول في النهاية على 300 طائرة، بعد شراء أسطول من طائرات Grumman .
وكانت إيران الدولة الأخرى الوحيدة التي حصلت على تلك الطائرة، لكنها في النهاية لم تتسلم طائرة واحدة من طراز F-16 قبل اندلاع ثورة 1979. وبالتالي حصلت إسرائيل على 55 طائرة من طراز F-16 كانت مخصصة أصلا لإيران، ما قبل الثورة.
أما تركيا، التي حصلت على طائرات F-16 لأول مرة في عام 1987، فهي تدير ثالث أكبر أسطول من طائرات F-16 في جميع أنحاء العالم، وقد طلبت مؤخرا 40 طائرة جديدة من طراز Block 70 F-16.
ومنعت واشنطن أنقرة من شراء طائرات F-35 بعد أن تلقت أنظمة صواريخ روسية من طراز S-400 في عام 2019.
وسعت تركيا منذ ذلك الحين إلى تنويع أسطولها المقاتل باستخدام طائرات يوروفايتر تايفون، حيث بدأ المسؤولون يتساءلون عن الحكمة من الاعتماد كثيرا على نوع مقاتل واحد، في إشارة إلى المقاتلات الأميركية.
وتعتبر مصر حالة مثيرة للاهتمام، وربما تكون مثالا مناسبا على ما لم ترغب السعودية في حدوثه في نهاية المطاف، عندما استحوذت على أول مقاتلة أميركية من الجيل الرابع، وفق فوربس.
وقد سمح للقاهرة بشراء معدات عسكرية أميركية، بما في ذلك طائرات إف-16، بعد إبرام اتفاق السلام مع إسرائيل في عام 1979.
وفي وقت مبكر من عام 1980، وافقت إدارة، جيمي كارتر، من حيث المبدأ على بيع مصر طائرات F-15 أيضًا.
ومع ذلك، كانت المعارضة الإسرائيلية تعني أنه في حين حصلت مصر على أكثر من 200 طائرة من طراز F-16، إلا أنها لم تكن قادرة على شراء أي طائرة من طراز F-15.
علاوة على ذلك، افتقرت طائرات F-16 الموجودة في الخدمة المصرية إلى صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز AIM-120، ما يعني محدودية قدرتها على الدفاع الجوي.
وينقل تقرير فروبس عن أحد المحللين العسكريين المطلعين وصفه مؤخرا طائرات F-16 المصرية بأنها “طائرة مدنية في الأساس”.
ووافقت الولايات المتحدة على بيع الإمارات العربية المتحدة 80 طائرة من طراز بلوك 60 إف-16 في أواخر التسعينيات، ثم نسخة فايبر أكثر تقدما، وهي صفقة غير مسبوقة في ذلك الوقت.
وبصرف النظر عن طائرات F-16، تشغل الإمارات الجيل الرابع من المقاتلات الفرنسية متعددة المهام من طراز ميراج 2000.
وعرضت واشنطن بيع طائرات F-15 لأبو ظبي في عام 2013، حيث كانت بريطانيا وفرنسا، كما هو الحال اليوم، تتنافسان ضد بعضهما البعض لإقناع الإمارات بطلب طائراتهما من طراز يوروفايتر ورافال.
وبدلا من شراء مقاتلة أميركية أخرى، طلبت الإمارات 80 طائرة رافال F4 في ديسمبر 2021 بعد تعليق المفاوضات بشأن الاستحواذ التاريخي على طائرات F-35.
ويقول تقرير فوربس إن الأمور حاليا قد تتغير، خاصة بعد أن قيل إن إسرائيل ستنشر قريبا 75 طائرة من طراز F-35، مما يعني أن أي بيع لمقاتلات F-15 إلى أية دولة في الشرق الأوسط لم يعد يقوض التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.