فى معرض الكتاب.. “الشعر والسرد” يحلل إشكالات العلاقة بين الشعر والسرد

ضمن سلسلة “الطبعة الثانية” بالهيئة العامة لقصور الثقافة صدرت طبعة جديدة من كتاب “الشعر والسرد.. تأصيل نظرى ومداخل تأويلية” للناقد الدكتور سامي سليمان أحمد، والذى يشارك به فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ 56، والتى تستمر حتى 5 فبراير 2025.

ويتناول هذا الكتاب إشكالات العلاقة بين الشعر والسرد سواء في تراثنا القديم والوسيط أو في ممارساتنا الأدبية والنقدية الحديثة والمعاصرة، وهو يندرج في إطار الدراسات البينية التي تُعنى بتحليل قضايا إشكالية في علاقات المجالات المعرفية المختلفة ببعضها البعض مما يجعلها تتطلب صياغة مداخل تحليلية تجدل بين عدة علوم ومداخل منهجية متنوعة.

ويتألف هذا الكتاب من مدخل وثلاثة فصول، وهو يناقش في المدخل “قضايا العلاقة بين الشعر والسرد من التنظير إلى التأويل” حيث يحلل وجوه تلك العلاقة سواء في التراث القديم شعرا ونقدا، وكذلك في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة، ويبلور منظوره المنهجي في إطار من الجدل مع عدد من التوجهات النقدية المعاصرة كالتحليل الثقافي ونظريات التأويل والتلقي ونقد النقد. ويناقش في فصوله الثلاثة مجموعة من القضايا النقدية المندرجة في إطار ظواهر التفاعل بين الشعر والسرد؛ فيخصص الفصل الأول لدراسة مفهوم الاقتصاص المترسخ في النقد العربي الوسيط بوصفه تنظيرا للعلاقة بين النص الشعري والأشكال السردية، ويكشف عن مجموعة من الدلالات الثقافية المتجددة التي يحملها هذا المفهوم، ويناقش في الفصل الثاني كيفية قراءة ابن رشد نظرية الدراما الأرسطية من منظور يجدل بين كيفية تلقي النظرية المنقولة وجدل منظومة الأنواع الأدبية في الثقافة الناقلة؛ ليكشف بذلك عن الحمولات السردية المتعددة في تأويلات ابن رشد لعدد من المفاهيم الرئيسية في نظرية أرسطو.

ويقدم الفصل الثالث قراءة لقصيدة “جدارية” لمحمود درويش كاشفا عن تجليات العلاقة بين الشعر والسرد وأدوارها في بناء خطاب القصيدة؛ وذلك ليدلل على أنها “سيرة ذاتية شعرية” للشاعر محاولا البرهنة على رؤيته تلك.

ويعمل الكتاب على بلورة تأويلات جديدة لوجوه العلاقة بين الشعر والسرد ليدلل على الإمكانات الثرية التي تتضمنها تلك الوجوه. ويذكر أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب قد نالت جائزة ساويرس للنقد الأدبي؛ وذلك في دورتها الثانية عام 2015.