هل تؤسّس زيارة عراقجي لطالبان مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين؟
اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:
نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “هل تؤسّس زيارة عراقجي لطالبان مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين؟”
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في تدوينة على منصة “إكس”، أن زيارة الدكتور عراقجي إلى كابل اليوم تأتي في إطار سياسة الجوار، وفي سياق المهمة الأساسية لوزارة الخارجية في متابعة المصالح الوطنية، من خلال التفاعل والتفكير المشترك حول القضايا والمخاوف المشتركة.
وأضاف أن هذه الزيارة قد تمثل نقطة تحول في استغلال الروابط العميقة بين الشعبين لتعزيز المصالح المتبادلة للبلدين.
فصل جديد
عندما نُشرت أخبار حول احتمال زيارة عراقجي في وسائل الإعلام، قبل بضعة أيام، وصف مستشار وزارة خارجية طالبان ذاكر جلالي هذه الزيارة بأنها “بداية فصل جديد في العلاقات بين البلدين”. وأكد أن المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية المشتركة بين أفغانستان وإيران تمثل فرصة لتعزيز التعاون الثنائي.
يُذكر أن آخر زيارة قام بها وزير خارجية إيراني إلى كابل كانت بواسطة وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف في مايو/أيار 2017، خلال فترة حكم الجمهورية في أفغانستان. وخلال السنوات الثلاث الماضية، زار وزير خارجية طالبان إيران عدة مرات، لكن هذه هي أول زيارة لوزير خارجية إيراني إلى أفغانستان في عهد طالبان.
ومنذ تولي طالبان السلطة في أفغانستان، شهدت العلاقات بين إيران وحكومة طالبان مستوى من التقارب، حيث سلّمت إيران، في 26 فبراير/شباط 2023، رسميا مقر السفارة الأفغانية في طهران إلى ممثلين من حركة طالبان.
ومع ذلك، لم تعترف إيران رسميا بحكومة طالبان حتى الآن، وتعتبر مسألة الاعتراف قضية إقليمية ودولية تتطلب تنسيقًا مع المجتمع الدولي.
الملفات المشتركة
تجمع إيران وأفغانستان العديد من الملفات المشتركة ذات الطابع السياسي والأمني والاقتصادي والإنساني ومن أبرزها:
- قضية اللاجئين والمهاجرين الأفغان، إذ تستضيف إيران ملايين اللاجئين الأفغان منذ عقود، وتسعى لتنظيم وجودهم بما يتوافق مع مصالحها الوطنية ويخفف الضغط الاقتصادي.
- المياه وتقاسم الموارد المائية: ويمثل ملف نهر هيرمند (هيلمند) واحدة من القضايا الحساسة بين البلدين. حيث تعتمد إيران على هذا النهر لتلبية احتياجاتها المائية في المناطق الشرقية، بينما تتهم حكومة طالبان بعرقلة تدفق المياه أو استغلالها بشكل يتعارض مع الاتفاقيات السابقة.
- التجارة والترانزيت: تشمل العلاقات التجارية بين البلدين العديد من السلع، إضافة إلى ملف الترانزيت الذي يتضمن استخدام ميناء تشابهار الإيراني كنقطة عبور للصادرات الأفغانية. ويحمل هذا الملف أهمية اقتصادية كبيرة للطرفين.
- الحدود والأمن الحدودي: تشهد الحدود الطويلة المشتركة تحديات مرتبطة بالتهريب والجماعات المسلحة وتسلل الإرهابيين. وتعمل إيران وحكومة طالبان على ضبط الحدود لمنع النشاطات غير القانونية، بما في ذلك تهريب المخدرات.
- ملف الإرهاب العابر للحدود: يشكل ظهور تنظيمات مثل “داعش-خراسان” في أفغانستان تهديدا أمنيا مشتركا لإيران وطالبان.
- الطاقة والتعاون الاقتصادي: توفر إيران الوقود والكهرباء لبعض المناطق الأفغانية، وهناك محاولات لتعزيز التعاون في مجال الطاقة والاستثمار، خاصة مع حاجة أفغانستان للبنية التحتية.
- القضايا الثقافية واللغوية: تبذل طهران جهودا لضمان ممارسة الأفغان الناطقين بالفارسية حقوقهم الثقافية واللغوية، كما تهتم بقضية “الهزاره” وهم الأفغان الشيعة وتعتني بحريتهم في ممارسة طقوسهم الدينية.
- الاعتراف بحكومة طالبان: ويعتبر هذا الملف سياسيا بالأساس، حيث تسعى إيران لتحقيق توازن بين دعم الاستقرار في أفغانستان والتعامل مع حكومة طالبان، دون اتخاذ خطوات منفردة قد تؤثر على علاقاتها الإقليمية والدولية.
🟥 وزير الخارجية الايراني السيد عباس عراقجي يلتقي رئيس وزراء حكومة طالبان بافغانستان ملا محمد حسن اخوند. pic.twitter.com/WFATfg5LXF
— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) January 26, 2025
قضايا جيوسياسية
وفي تحليل لهذه الخطوة، رأى الدبلوماسي الإيراني السابق في أفغانستان محسن روحي صفت، أن الدافع الأهم لهذه الزيارة هو سياسة حسن الجوار بين البلدين، حيث كان من الضروري أن يطّلع وزير الخارجية بشكل مباشر على القضايا الثنائية.
وأوضح، الدبلوماسي، في حديثه للجزيرة نت، أن هذه الزيارة أقل أهمية على الصعيد الدولي، وتركز بالأساس على القضايا الثنائية وسعي الطرفين لفهم بعضهما سياسات بعض بشكل صحيح.
وأضاف، المتحدث ذاته، أن النقاش وتبادل وجهات النظر بين البلدين جرى حول القضايا المشتركة، ويسعى إلى توسيع هذه العلاقات أكثر من ذي قبل بما يحقق مصالح شعبي أفغانستان وإيران.
واعتبر روحي صفت قضية الاعتراف بحكومة طالبان قضية إقليمية ودولية، مضيفا أن إيران ستتصرف ضمن هذا الإطار ولن تتحرك بشكل منفرد.
تعاون استخباراتي
من جانبها، تشير الباحثة السياسية عفيفة عابدي إلى أن إيران وأفغانستان تربطهما متطلبات ثقافية وحضارية وجغرافية وسياسية وأمنية في علاقاتهما الثنائية والإقليمية، وأي حكومة تتولى السلطة في أفغانستان، فمن مصلحة كلا البلدين، أن تكون العلاقات الثنائية قائمة معها على حسن الجوار والتعاون الوثيق.
وترى في حديثها للجزيرة نت أن هذه الزيارة تحظى بأهمية خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية، حيث زاد مجددا تهديد التحركات الإرهابية لتنظيم داعش، وبالتالي، فإن التعاون الاستخباراتي والأمني بين إيران وأفغانستان في هذا الشأن يُعد أمرا بالغ الأهمية، وفق الباحثة.
ومن جهة أخرى، توضح الباحثة أن تصاعد التوتر في العلاقات بين أفغانستان وباكستان يُثير قلق إيران، إذ تعتبر إيران تحقيق الاستقرار والأمن لدى جيرانها الشرقيين أمرا ذا أهمية كبيرة.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، تعتقد الباحثة أن إيران انتهجت مقاربة واقعية في مفاوضاتها مع طالبان، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، وذلك من أجل:
- المساعدة في ضمان حقوق جميع القوميات الأفغانية، وتلبية متطلبات التعاون الثنائي.
- مساعدة طالبان، بصفتها ممثلة لشريحة كبيرة من الأفغان، في تحقيق انتقال ديمقراطي وإرساء الاستقرار والأمن، فضلا عن تحقيق الرفاه الاقتصادي وضمان الحقوق لشعب أفغانستان.
الجدير بالذكر أن خبر “هل تؤسّس زيارة عراقجي لطالبان مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين؟” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.