هل أتت رياح ترامب بما تشتهي سفن نتنياهو؟
اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:
نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “هل أتت رياح ترامب بما تشتهي سفن نتنياهو؟”
ولكن ما حدث خلال الأيام الأخيرة في كواليس المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يقدم إرهاصات بأن نتنياهو قد لا يدرك كل ما يتمناه من ترامب. وقد يصعق نتنياهو إذا خرج ترامب في قابل الأيام يتباهى بأن الاتفاق في غزة تم بعد أن قام هو بتهديد الجميع بمن فيهم نتنياهو.
قبل ذلك أشار العديد من المحللين، وعلى سبيل المثال توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز إلى أن نتنياهو زاد من حدة العمليات العسكرية في غزة قبيل الانتخابات الأميركية، وماطل إدارة بايدن في عملية الوصول لاتفاق “لأنه يريد فوز ترامب وحتى يستطيع إبلاغه بأنه ساعده على الفوز”.
حيث كان الوصول لاتفاق في عهد بايدن وقبيل الانتخابات قد يعزز فرص كامالا هاريس في الفوز، إلا أن نتنياهو احتفظ بهذه الهدية لترامب. وقال وزير الأمن القومي، حينها إيتمار بن غفير في يوليو/ تموز 2024 أثناء أحد اقتحاماته للمسجد الأقصى إن “إبرام صفقة مع حماس سيكون صفعة لترامب وانتصارًا لبايدن”.
كما حاول نتنياهو الذي راهن على فوز ترامب التنسيق معه عمليًا، وقد ذكرت عدة صحف على رأسها واشنطن بوست الأميركية، أن مبعوث نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون دريمر، التقى مع ترامب أثناء الحملة الانتخابية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 لتأمين علاقة متينة مع الإدارة الجمهورية في عهد ترامب، من خلال التفاهم على تقديم اتفاقات وقف إطلاق النار في لبنان وغزة كهدية لإدارة ترامب.
توقعات اليمين الصهيوني الأولية
حتى الشهر الماضي فقط، كان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي قدم استقالته من الحكومة؛ بسبب الاتفاق مؤخرًا، يقول إنه سيقدم مشروع الاستيطان في غزة للرئيس دونالد ترامب، وإنه بصدد طرح خطة على ترامب، تهدف لتشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة. وكان بعض وجوه اليمين يتحدث عن أن ترامب سيدعم تجدد الحرب في غزة، وأنه سيدعم خطط منع دخول الغذاء إلى غزة.
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وحليف نتنياهو الآخر، فقد كان يعبّد طريق ضم الضفة عند عودة ترامب، وقد أعلن أن عام 2025 هو “عام السيادة على الضفة الغربية”، وقد عمل على تغيير الواقع من خلال أكثر من 642 عملية إنفاذ في الضفة الغربية، شملت هدم مبانٍ ودفيئات زراعية ومخازن، كما وضع سموتريتش نصب عينيه مسألة الربط الجغرافي بين مستوطنات غوش عتصيون والقدس المحتلة، حيث تركزت عمليات الهدم في هذه المنطقة.
وعلى مستوى الاتفاق توقع أنصار نتنياهو خطة ترامبية لا تنزل عن سقف مطالب نتنياهو، فقد قال الصحفي المقرب من نتنياهو، يعقوب بردوغو: “إن “لدى ترامب خطة تحافظ على المصالح الأمنية لدولة إسرائيل، وتدفع إلى تحقيق كل أهداف الحرب. وبحسب المخطط الجديد، فستبقى إسرائيل في محور فيلادلفيا، وسنحصل أيضًا على دعم بشأن إيران وسوريا، وطبعًا نعيد المخطوفين”.
لقد بدا الأمر منطقيًا، فترامب قام بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، واعترف بسيادتها على هضبة الجولان السورية، وبالتالي إذا قدم نتنياهو الاتفاق كهدية لترامب بصفته صانع السلام في العالم ويترافق مع ذلك رغبة ترامب بإيجاد حل لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فإنه في المقابل سيحصل نتنياهو نفسه على ما يريده من ترامب في ملفات أخرى، سواء إلغاء قيود صادرات السلاح وملف التطبيع مع السعودية، وحلمه المتمثل بضرب المشروع النووي الإيراني، وإرضاء حلفائه في ملف ضم الضفة الغربية، وتحصيل المزيد من إطلاق اليد تجاه غزة.
عوامل متناقضة
ثمة أمور متناقضة حصلت، فنتنياهو كان يعمل على تأخير حصول الاتفاق إلى حين قدوم ترامب، بينما كان ترامب وفريقه يسعون إلى إنجاز الاتفاق قبل وصوله. ففي مارس/ آذار 2024، صدرت أول دعوة من ترامب إلى نتنياهو للإسراع في إنهاء الحرب. ففي مقابلة على قناة فوكس نيوز، دعا ترامب نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة بسرعة، وقال إنه لو كان رئيسًا لما حصل غزو غزة.
وردًا على سؤال بشأن ما يمكن أن يقوله لنتنياهو بشأن حرب غزة قال ترامب: “عليك الانتهاء من الأمر، والقيام بذلك بسرعة، والعودة إلى عالم السلام. نحن بحاجة إلى السلام في العالم.. ونحتاج إلى السلام في الشرق الأوسط”.
في الأيام والساعات الأخيرة، كان واضحًا أن الضغط الذي مارسه ستيف ويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط على نتنياهو، قد ساهم في قبول نتنياهو بصيغة ليست مختلفة كثيرًا عن الصيغة التي اقترحها بايدن في مايو/ أيار الماضي، مما يعني أن نتنياهو لم يأخذ من ترامب أي مزايا على مستوى الصفقة.
كما أن الأخبار التي أشارت إلى تجاهل ويتكوف لشرح مكتب نتنياهو بضرورة تأجيل زيارته إلى تل أبيب إلى ما بعد يوم السبت؛ بسبب اعتباره عطلة دينية، وإجابته الحادة لهم بأن هذا أمر لا يهمه بتاتًا، والضغط الذي مارسه على نتنياهو، اعتبرت مؤشرًا سلبيًا، وكما قال حاييم ليفنسون في مقاله في هآرتس: لقد أرغم ويتكوف، نتنياهو على صفقة لطالما رفضها. لقد اعتبرت هذه عدوانية.
وفي إسرائيل كانت هناك أزمة فهم كيف يقول ترامب إنه سيفتح أبواب الجحيم على حماس إن لم تطلق الرهائن، ويقوم ترامب نفسه بالضغط على نتنياهو لتنفيذ الصفقة. وشعر كثيرون بخيبة الأمل حول التوقعات. وقد قال الصحفي المقرب من نتنياهو، يعقوب بردوغو: “إن الضغوط التي مارستها إدارة ترامب علينا الآن لم تتوقعها إسرائيل، وهذه الضغوط هي جوهر القضية”.
الذي حدث هو أن إيتمار بن غفير قدم استقالته من الحكومة؛ بسبب رضوخ نتنياهو لضغط إدارة ترامب لجعله يقبل بورقة بايدن، وهو الذي كان ينتظر أن يقدم لترامب مشروع الاستيطان في غزة، ولا يزال موقف سموتريتش غامضًا وحرجًا، وقد يتأجل انسحابه من الحكومة إلى شهرين أو أقل من الآن، ولكن زخم الاستقطاب سيتزايد ككرة الثلج.
استمرار التناقض
في العموم، يريد نتنياهو – كما صرح أكثر من مرة – تغيير الشرق الأوسط، فيما يريد ترامب تسكين الشرق الأوسط، ففي ملف إيران يهدف نتنياهو للتصعيد، فيما أن طبيعة تصعيد ترامب تجاه إيران والمبنية على تكثيف العقوبات تختلف عن طبيعة تصعيد نتنياهو الذي يميل للهجوم على البرنامج النووي الإيراني، وهي سياسة لا تخدم الرؤية العامة لترامب في المنطقة.
من زاوية أخرى، يتناقض هذا التصعيد مع الأجواء التي يريدها ترامب لإقناع السعودية بالتطبيع؛ لأنه في ظل أي تصعيد مع إيران ستكون أي مصالحة هشة، وسيتم قراءتها على أنها جزء من التوطئة لمزيد من التصعيد.
ويستمر التناقض بين ملف توسيع التطبيع وملف ضم الضفة، فإن كان بن غفير استقال بسبب الاتفاق في غزة، فإن حلم سموتريتش في الضفة قد يتبخر إذا أصر ترامب على نجاح مشروع التطبيع مع السعودية الذي يتطلب وجود دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة. وهنا يذكر أن الإمارات كانت قد حصلت على تعهد بإلغاء أو تأجيل عملية الضم للضفة الغربية، عندما انضمت لاتفاقيات أبراهام في ولاية ترامب الأولى.
ومن القضايا الأكثر أهمية على المستوى الفلسطيني أن نظرة ترامب لليوم التالي في غزة أيضًا، تختلف عن نظرة نتنياهو ونظرة اليمين، حيث يتبنى ترامب موقف المؤسسة الأميركية التي ترى وجود سلطة فلسطينية في غزة هو الحل الأكثر راحة.
التنبؤ بترامب
صحيح أن دولة الاحتلال ترتبط بعلاقات خاصة مع الرؤساء الأميركان، ولكن لا يعني هذا أنها ستنجو تمامًا من تقلبات ترامب المعروف بأنه شخصية يصعب التنبؤ بها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يبدو أن افتراض أن ولاية ترامب الثانية ستكون استمرارًا لولايته الأولى ليس افتراضًا دقيقًا تمامًا، فهناك بالتأكيد تغيير في الأولويات.
وفي هذا السياق أقتبس بتصرف مما ذكره جيمس كرابتري في فورين بوليسي بأن بعض الدول تشعر بالهدوء لقدوم ترامب، وتتعامل على أساس أنها تستطيع ترويضه، وأنه سيكون “طيّعًا” في يدها أو مقدورًا عليه، وهذا نابع من توقع استمراره في سياساته السابقة.
ولكن هذا الهدوء يعكس سوء تقدير خطير، لأنه يتجاهل إعادة صياغة ترامب لسياسة الولايات المتحدة في ولايته الثانية. ومع أنه ستكون هناك استمرارية لبعض السياسات، ولكن ترامب في ولايته الجديدة يحمل معه تحديات أيضًا، وربما الكثير من التحديات.
هناك الكثير من القضايا التي قد يختلف عليها ترامب ونتنياهو، حيث يرفع ترامب شعارات: أميركا أولًا، وإنهاء الحروب، وتسكين الشرق الأوسط، وهذه كلها أولويات يمكن ألا تكون مفيدة لحكومة نتنياهو، كذلك فإن إنهاء الوجود العسكري الأميركي في سوريا والذي تبنّاه ترامب سابقًا، قد لا يكون وفق هوى دولة الاحتلال أيضًا.
ختامًا؛ لقد كانت مواجهة نتنياهو لبايدن تدغدغ عواطف اليمين الصهيوني، وتجمعه خلف نتنياهو، ولكن أمام قوة ضغط ترامب وخنوع نتنياهو يبتعد عنه اليمين، كما حصل مع بن غفير، وربما مع سموتريتش.. فهل سيختار نتنياهو أن يحافظ على ائتلافه اليميني ويختار المواجهة مع ترامب أم سيخضع لترامب ويخسر ائتلافه اليميني؟ في الحالتين، إن نتنياهو خاسر.
لا يعني ما سبق أن ترامب ليس داعمًا لإسرائيل، فقد أعلن عن نيته رفع القيود عن الأسلحة إلى إسرائيل، ولكن ما نقصده أن ترامب قد لا يكون داعمًا لإسرائيل، كما توقعت إسرائيل وقد تهبّ رياحه بما لا تشتهي سفن نتنياهو، كما حصل في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي شكل انتصارًا لا غبار عليه للمقاومة الفلسطينية والمفاوض الفلسطيني.
الجدير بالذكر أن خبر “هل أتت رياح ترامب بما تشتهي سفن نتنياهو؟” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.