هل استعان المماليك بالحاكم بأمر الله العباسي لإضفاء الشرعية على حكمهم؟
اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
تمر اليوم الذكرى 722 على رحيل الخليفة العباسى الحاكم بأمر الله الاول، ثانى خلفاء آل عباس فى القاهرة، إذ رحل فى القاهرة فى 19 يناير عام 1302، وهو يختلف عن الخليفة الفاطمي الشهير الحاكم بأمر الله، والأخير أحد أشهر حكام التاريخ الإسلامي، لا شىء سوى لقراراته الغريبة أثناء توليه الحكم.
ويعد الحاكم بأمر الله الأول، أول خليفة للمسلمين بعد سقوط دولة الخلافة في بغداد، بعد غزو المغول، حيث أنه نجا بعد المعركة التي قتل فيها المستنصر بالله الثاني علي يد التتار مع حوالي 50 رجلا، وقد وصل إلى القاهرة في مارس 1262م واحتفل بيبرس بقدومه وأنزله البرج الكبير بقلعة الجبل وعقد له بيبرس مجلساً عاماً في نوفمبر 1262م.
وكان الحاكم بأمر الله العباسي قد اختفى وقت سقوط بغداد تحت الغزو المغولي، ومقتل الخليفة المستعصم، أخر خليفة عباسي في بغداد، وقد نجا “الحاكم” ثم خرج منها في صحبته جماعة فقصد حسين ابن فلاح أمير بني خفاجة، فأقام عنده مدة ثم توصل مع العربي إلى دمشق، وأقام عند الأمير عيسى بن مهنأ مدة، فطالع به الناصر صاحب دمشق فأرسل يطلبه فبغته مجيء التتار، فلما جاء الملك المظفر دمشق سير في طلبه الأمير قلج البغدادي فاجتمع به وبايعه بالخلافة، وتوجه في خدمته جماعة من أمراء العرب فافتتح الحاكم غانة بهم والحديثة وهيت والأنبار وصاف التتار، وانتصر عليهم ثم كاتبه علاء الدين طيبرس نائب دمشق يومئذ.
ومع شغور منصب الخلافة مرة أخرى، سنحت الفرصة للحاكم بأمر الله لتولي الخلافة خلفًا لأخيه الراحل. في عام 661هـ/1263م، واستدعاه الظاهر بيبرس إلى القاهرة، حيث تم إثبات نسبه ومبايعته بالخلافة، ليحمل لقب “الحاكم بأمر الله”. ومع ذلك، لم تخلُ تلك الفترة من التحديات السياسية والمناورات.
وبعد هزيمة المستنصر في معركة “هيت” وتكبد الظاهر بيبرس خسائر مادية وعسكرية كبيرة، قرر الأخير تجنب المزيد من المخاطرات، واستغل بيبرس وجود الخليفة الجديد لتعزيز نفوذه السياسي وإضفاء الشرعية على سلطته أمام العامة، مع تهميش دور الخليفة الفعلي، ولعل ذلك الأسلوب كان أشبه بما حدث في بغداد حين خضع الخلفاء العباسيون لسلطة البويهيين والسلاجقة وغيرهم من الحكام ذوي النفوذ.
وبحسب المؤرخ تقي الدين المقريزي في كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك، لم تنته مسألة الخلافة بمبايعة الحاكم بأمر الله. ففي عام 664هـ، أرسل بيبرس إلى القاهرة رجلين ادَّعى أحدهما أنه مبارك بن الإمام المستعصم، بينما نسب الآخر نفسه إلى الخلفاء العباسيين، وكان هدف بيبرس من هذه الخطوة إلى تقليل مكانة الحاكم بأمر الله عبر إيجاد منافسين له من البيت العباسي، بالإضافة إلى مراقبة جميع أفراد الأسرة العباسية المقيمين في القاهرة.
مع استقرار سلطنة بيبرس في مصر والشام، تقلصت حاجة الأخير إلى الخليفة الحاكم بأمر الله. اقتصرت مشاركة الخليفة على المناسبات التي تتطلب ظهوره الرسمي فقط، بينما فرض عليه قيودًا صارمة، بلغت ذروتها في عام 673هـ/1275م حين أمر بيبرس بعزله عن الاجتماع بالناس، ليصبح الخليفة أشبه بالأسير تحت سيطرة السلطان. هذا الوضع يعكس السياسة التي اتبعها الظاهر بيبرس لتحقيق التوازن بين إضفاء الشرعية على سلطته والحفاظ على سيطرته المطلقة على الحكم.
في سنة 701هـ توفي الخليفة الحاكم إلى رحمة الله ليلة الجمعة 18 جمادى الأولى وصلى عليه العصر بسوق الخيل تحت القلعة وحضر جنازته رجال الدولة والأعيان كلهم مشاة ودفن بقرب السيدة نفيسة وهو أول من دفن منهم هناك واستمر مدفنهم إلى الآن، وكان عهده بالخلافة لولده أبي الربيع سليمان، ولُقّب بالمستكفي بالله.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.