صدور ديوان “الوهم والحقيقة” للشاعر والفنان التشكيلي سامح قاسم

صدر مؤخرًا للشاعر والفنان التشكيلي سامح قاسم ديوانه الجديد “الوهم والحقيقة”، الذي يحمل بين طياته تجربة إبداعية تمزج بين بساطة الكلمة وعمق الصورة. الديوان يمثل انعكاسًا لتأملات الإنسان في وجوده وتناقضاته، حيث يمضي الشاعر بالقارئ في رحلة ثرية بين الحلم والواقع، الوهم والحقيقة، والمرئي والمخفي.

ينطلق الديوان الصادر مؤخرا عن دار روافد للنشر من نقطة تلامس الروح مباشرة، متوسلًا بلغة تتسم بالرهافة والتكثيف. قصائد الديوان يتقاطع فيها الشعري مع البصري. في إحدى قصائده يقول:

“الوهم مرآة

والحقيقة ظلُّ يميل مع الوقت

نركض نحو السراب،

وحين نصل،

نكتشف أننا نحن الظلال”.

يمثل الديوان انعكاسًا لتجربة وجودية تتقاطع فيها الأسئلة الكبرى مع التفاصيل اليومية. تتجلى هذه الثنائية في قصيدة أخرى، يقول فيها قاسم:

“بين يديك الحقيقة

لكنها تفرُّ كالماء.

وبين عينيك الوهم

لكنه يزهر، كلما اقتربت منه”.

في هذه السطور، يستدعى الشاعر حوارًا داخليًا عميقًا عن الركض خلف ما لا يُدرك، وعن العلاقة المتشابكة بين الحلم والواقع، الوهم والإدراك.

كون سامح قاسم فنانًا تشكيليًا، يظهر بوضوح في نصوصه حسه البصري المرهف. قصائد الديوان تُبنى كلوحات مرسومة بالكلمات، خطوطها مشحونة بالعاطفة، وألوانها تنبض بالتناقضات. كل قصيدة تبدو وكأنها نافذة تُطل على مشهد داخلي أو خارجي يعكس ما تخبئه النفس البشرية.

يقول في إحدى قصائده:

“ألوان الصمت تشبهنا

حين نُطلُّ من نوافذ الحنين،

ونغلق الأبواب خلفنا

كي لا تهرب الذكريات”.

ديوان “الوهم والحقيقة” يضم مجموعة من القصائد، تبحث عن إجابة لأسئلة عميقة. للتصالح مع الذات والاعتراف بجمال التناقضات التي تسكنها.