سافر إلى طنجة.. ملتقى البحرين وجسر المغرب إلى أوروبا
اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:
نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “سافر إلى طنجة.. ملتقى البحرين وجسر المغرب إلى أوروبا”
تعتبر طنجة أقدم مدينة مغربية بعمر يناهز 3 آلاف عام، كما يبرز ذلك عاشق المدينة ومثقفها الأكاديمي المغربي أحمد الطلحي للجزيرة نت، حيث إنها المدينة المغربية الوحيدة التي عرفت جميع المراحل التاريخية التي مر منها المغرب، وهناك مواقع أركيولوجية ترجع إلى فترة ما قبل التاريخ.
ما أن تطأ قدمك أرض المدينة جوا عبر مطارها الذي يحمل اسم الرحالة الكبير ابن بطوطة أو بحرا عبر ميناء طنجة المتوسطي أو ميناء طنجة المدينة، تشعر بترحاب ونخوة أهل شمال المغرب، وتسابق الناس لخدمة زوارها بكل فرح وفخر.
تتميز طنجة بمناخ معتدل على مدار العام، مع انخفاض بسيط للحرارة خلال فصلي الخريف والشتاء، مما يجعلها ملاذاً مثالياً للباحثين عن الراحة والاستجمام، لكن فصل الربيع هو أفضل أوقات الزيارة حين تبدو السماء أكثر رزقة وصفاء، كما خلد ذلك الرسام الفرنسي هنري ماتيس أشهر لوحاته عن طنجة.
جسر المغرب
لك أن تسأل كيف تبدأ مغامرتك في جسر المغرب إلى أوروبا وملتقى البحرين.
في يومك الأول انطلق في رحلة مع جمعية الرحالة لهواة المشي بطنجة، واستكشف المدينة العتيقة بصحبة هواة الاستكشاف، فزيارة المدينة العتيقة تقودك حتما إلى متاحفها الرائعة، مثل متحف دار البارود، ومتحف الرحالة أبن بطوطة ببرج النعام، حيث ستكتشف عبقرية هذا الرحالة المغربي العالمي، وتتعرف على مغامراته الشيقة في أرجاء العالم.
استمر في رحلتك عبر الأزقة الضيقة حيث الشرفات مزينة بالزهور والورود، وتوقف عند القبور الرومانية والإنجليزية، وعند المعبد اليهودي الصياغ، وكنيسة سانت أندريو المميزة بهندستها وزخارفها الإسلامية المشابهة للمساجد المغربية، ثم عند البنايات الدبلوماسية التاريخية مثل دار الفنان ودار النيابة السعيدة، والتي تحولت إلى متاحف فنية بهندسة معمارية مميزة، والفنادق التاريخية مثل فندق دي فرانس وكونتيننتال، لتجد نفسك في عالم آخر، عالم الفن والثقافة والتاريخ.
لا تفوت فرصة الاستمتاع بإطلالة ساحرة على البحر الأبيض المتوسط من أحد أبواب المدينة العتيقة، كباب البحر أو باب المرسى، سترى كيف يتلاقى البحر والسماء في لوحة فنية خلابة، وكيف يضفي الميناء بجماله على المدينة رونقاً خاصاً.
بعد كل هذا السير في أزقة المدينة، استرح في مقهى الحافة أو مقهى حنفطة الشهيرين، وتذوق أشهى المأكولات التقليدية، جرب الطاجين اللذيذ سيد مائدة المدينة، أو حساء الفول الشهير بالكمون وزيت الزيتون (البيصار)، أو شطائر دقيق الحمص الممزوج بالزيت (كالينطي)، أو ساندويش “البوكاديوس” اللذيذ، المحشو بالطماطم والبصل والزيتون مع قليل من الكفتة أو البيض، ستكتشف أن المطبخ الطنجاوي هو مزيج فريد من النكهات والألوان، كما يبرز ذلك الباحث المغربي في السياحة عبد الرزاق بن عطية في تصريح للجزيرة نت.
شواطئ وحدائق
في يومك الثاني يمكن أن يكون وادي تهدارت نقطة انطلاق مثالية، كما ينصح بذلك نادي الرحالة لهواة المشي في طنجة، ستستمتع بالسباحة في مياه الوادي والمحيط الأطلسي، وبالطبيعة الخلابة، وبعد ذلك يمكنك التوجه إلى نادي الرماية، الذي يوفر أجواء عائلية ومجموعة متنوعة من الأنشطة، وتذوق الأطباق اللذيذة.
لا تنس أن تكتشف الساحل الشمالي لطنجة، بدءا من مارينا المدينة وصولا إلى شاطئ الدالية، مروراً بعدد من الشواطئ الخلابة مثل المنار والديكي والقصر الصغير، وستكون قادراً على ممارسة جميع أنواع الرياضات المائية، والتمتع برحلة غوص ممتعة خلال جولة بحرية مميزة.
في يومك الثالث، تشعر بروح المدينة تنبض في عروقك، تدعوك حدائقها الساحرة، المطلة على البحر، لتستمتع بلحظات من الهدوء والجمال، وتتجول في حافلة كلاسيكية ذات طابقين، كأنك تسافر عبر الزمن، تتوقف عند كل معلم لتكتشف روعة التاريخ.
ويمكن أن تخصص بعض الوقت في كورنيش طنجة، فهو قبلة لأهل المدينة وزوارها، ويمتد على طول ساحل المدينة ويوفر إطلالات جميلة على البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق. وخلال جولة في الكورنيش يمكنك التنزه والمشي، أو الاستجمام في الشاطئ الفسيح للمدينة، او تناول الطعام في المقاهي والمطاعم المنتشرة هناك، فضلا عن الاستمتاع بمنظر غروب الشمس.
مغارة ومنارة
خصص يومك الرابع لزيارة مغارة هرقل التي ترجع إلى عصر البرونز (5 آلاف سنة قبل الميلاد)، وهي مغارة مشهورة عالميا خصوصا بنافذتها على البحر التي تجسد خريطة القارة الأفريقية معكوسة.
صورة المغارة هي الرمز الرسمي للمدينة، وهي تقع ضمن مناطق للمغارات تسمى مغارات أشقار، تم اكتشافها سنة 1878، وأصبحت مزارا سياحيا منذ 1920.
تتجه خطواتك نحو موقع كوطا الروماني المشهور بتمليح الأسماك وإنتاج الصلصة الرومانية، ثم إلى منطقة رأس سبارطيل، حيث يلتقي الأزرق السماوي بزرقة البحر في لوحة فنية ساحرة، تصعد إلى المنارة، وتقف شامخا تتأمل الأفق البعيد، تشعر بأنك جزءا من هذا المشهد البديع.
شُيدت هذه المنارة الإستراتيجية سنة 1864 على ارتفاع 250 متر فوق سطح البحر، وذلك عقب توقيع اتفاقية دولية ضمت كبرى دول العالم آنذاك، وذلك لوضع حد لحوادث الغرق المتكررة في المنطقة التي عُرفت بـ “مقبرة السفن”.
تواصل رحلتك في يومك الخامس لتكتشف كنوزا معمارية أخرى لا يمكن حصرها كما يتابع الأكاديمي الطلحي، مثل فيلا القصر الإيطالي، وفيلا جوزيفين، وكنيسة سانت أندريو، كل مبنى يحمل في طياته قصة، ويعكس تلاقح الحضارات، وتنهي جولتك بفيلا هاريس، تلك التحفة المعمارية الفريدة التي تقع وسط حدائق غناء، لتتخيل صاحبها الكاتب الشهير جالسا في شرفته، يكتب عن جمال طنجة وسحرها.
ميزانية وتسوق
تصنف المدينة من بين الوجهات السياحية ذات التكلفة المتوسطة، ولكن ذلك لا يمنع من أن تحجز مقر إقامتك مسبقا، فالأسعار المعروضة على الإنترنت تبقى معقولة مقارنة بالخدمات المقدمة، إذ تكلفك إقامة لمدة أسبوع حسب المواسم وحسب تصنيف الفنادق ودور الضيافة والشقق الفندقية.
توفر المدينة كما يشير الباحث ابن عطية إقامة آمنة عبر شبكة فنادق عصرية، ودور ضيافة تقليدية بأثمان مناسبة وخدمات ذات جودة عالية ما بين 50 و100 دولار يوميا في المتوسط.
وفي المدينة وسائل شتى للنقل العمومي، منها الحافلات وسيارة الأجرة الصغيرة والكبيرة (دولار واحد إلى دولارين للجولة)، ولكن يمكنك استعمال الحافلات السياحية ذات الطابقين (10 دولار للجولة في الأماكن المشهورة)، بتذكرة واحدة طيلة اليوم.
وقبل وداعك لطنجة، فكر في شراء هدايا وتذكارات، حيث طنجة تقدم نفسها سوقا مفتوحا لتلبية رغبات عشاق الحرف التقليدية والمنتجات التراثية، من ملابس وحدائق وأحذية جلدية، وزرابي وأواني خزفية، وأعشاب طبيبة وعطور نباتية.
في أسواق المدينة العتيقة، خفض الثمن المقدم إليك إلى النصف أو أقل، لا يجد الباعة حرجا في ذلك، بل يستمتعون معك في حوار مليء بروح الدعابة.
وتتميز المدينة أيضا بأسواقها الحديثة، التي تضم مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والمقاهي والمطاعم العصرية، مثل مول أبن بطوطة وسيتي سنتر وسوقو آلطو، ويمكنك التوقف للاستراحة بسور المعاكيز حيث المدافع العتيقة.
في ليالي عروس الشمال، تتحول المدينة إلى وجهة مثالية لعشاق السهر بفضل إضاءتها وأجوائها الحيوية، لكن في الصباح الباكر تبقى المدينة واحة للسكينة والهدوء، يمكنك الاستمتاع بجمال شاطئها الهادئ، ومشاهدة الصيادين وهم يمارسون مهنتهم التقليدية.
الجدير بالذكر أن خبر “سافر إلى طنجة.. ملتقى البحرين وجسر المغرب إلى أوروبا” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.