الشيخ زكريا أحمد.. حكاية معركة لا تنسى مع كوكب الشرق
اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
تحل اليوم ذكرى ميلاد واحد من عمالقة الموسيقى والطب والإنشاد وهو زكريا أحمد الذى عرف بالشيخ زكريا أحمد وولد في 6 يناير من عام 1896 وعرف قارئًا ومنشدًا قبل اتجاهه إلى التلحين وقد درس الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريرى الذى وضعه ضمن بطانة إمام المنشدين الشيخ علي محمود لما عرف عنه من صوت حسن.
في عام 1919 بدأ زكريا أحمد رحلته كملحن بعد أن اكتملت لديه معرفة الموسيقى وتفاصيلها، حيث قدَّمه الشيخ علي محمود والشيخ الحريري إلى إحدى شركات الأسطوانات وفي عام 1924 بدأ التلحين للمسرح الغنائي، ولحَّن لمعظم الفِرَق الشهيرة مثل: فرقة علي الكسار، وفرقة نجيب الريحاني، وزكي عكاشة، ومنيرة المهدية.
وعرف زكريا أحمد عل نطاق واسع بتلحينه أغنيات ام كلثوم غير ان معركة كبرى درات بينهما حيث يذكر المؤرخ الفنى الدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «معارك فنية»، أن زكريا أحمد رفع دعوى قضائية فى النصف الثانى من 1948 اختصم فيها الإذاعة وشركة «كايروفون» مطالبا بحقوقه المتأخرة فيما بين عامى 1934 و1947 عن إذاعة وتداول ألحانه لأم كلثوم وبعض المطربين والمطربات، وكان معنى قبول المحكمة لهذه الدعوى وتحويلها إلى خبير، أن علاقة أم كلثوم بالإذاعة ستتأثر، أوبمعنى آخر، فإن نهر النقود المتدفق من الإذاعة إلى حساب أم كلثوم وجد من يعترض مجراه.
وفقا للكاتب سعيد الشحات في ذات يوم نشرت «روزاليوسف» فى 3 إبريل 1951 خبرا بهذا، بالإضافة إلى خبر عن صلحها مع الموسيقار رياض السنباطى بعد جفوة استمرت عاما بسبب ما تردد عن تأييده لزكريا فى دعواه القضائية، غير أن هذا الصلح، وحسب «حنفى»، لم يتطرق إلى أساس المشكلة، ولم يحل خلاف الاثنين جذريا، ما اضطر زكريا إلى اللجوء للقضاء من جديد، وأثناء ذلك نشبت معركتهما على صفحات «روزاليوسف» حول تسجيل القرآن الكريم، ويذكرها المؤرخ الموسيقى فيكتور سحاب فى كتابه «السبعة الكبار فى الموسيقى العربية المعاصرة»: «نشرت روزاليوسف، رد الشيخ زكريا أحمد على ما ذكرته أم كلثوم، ونصه: عندما التقيت أنا وأم كلثوم لأول مرة بعد خصامنا الطويل، خيل إلى أن أم كلثوم وصلت إلى السن الذى يتصوف فيها الإنسان ويتقرب إلى الله، فلم أحادثها بطبيعة الحال عن موضوع الخلاف الذى كان قائما بيننا، والذى يرجع إلى سوء معاملتها المادية والمعنوية لى، ورأيت وقتها أن أسدل الستار على الماضى، وأوقف حديثى معها على أنه من واجبنا، وقد تجاوزنا الخمسين من عمرنا، أن نختم حياتنا الفنية ختاما رائعا، بتسجيل القرآن الكريم كله، وكان قد شاع آنئذ أننى لحنت القرآن كما هو الحال فى الأغانى، بل أننى لحنته بطريقة تعبيرية فى الإلقاء، كما هو الحال فى الآيتين اللتين حفظتهما لها فى فيلم سلامة”.
ويضيف: «قصصت على أم كلثوم كيف أننى حاولت منذ عشرين عاما تسجيل القرآن كله على أسطوانات «أوديون» بالطريقة التعبيرية، لا طريقة التطريب والتنغيم المعروفة الآن، ولكن فضيلة المفتى فى ذلك الوقت أفتى بعدم شرعية تسجيل القرآن على الأقراص المتكلمة، وبدأت أم كلثوم تنصت إلى فى دهشة، ثم اقتنعت بعد ذلك بأن نسجل السور الصغيرة لا القرآن كله، فوافقتها على أساس أن نتنازل عن حقوقنا كافة لإحدى الجمعيات الخيرية، ولم توافق إلا بعدما أقنعتها بأن عملنا هذا هو خير ختام لحياتنا الفنية، وهكذا اتفقنا منذ شهرين على أن نتكتم على هذا الأمر حتى نشرع فى تنفيذه”.
ويضيف زكريا أحمد: “فوجئت هذا الأسبوع بحديثها فى روزاليوسف، والذى قالت فيه إنها على استعداد لتسجيل القرآن كله بلا مقابل، هدية منها لمسلمى الأرض جميعا، ومع كل، فبالرغم من أنها أخلت باتفاقنا، فإننى أتمنى لها التوفيق فى تنفيذ فكرتى هذه، وأرجو من الله أن يكتب لها النجاح، كما نجحت فى فليم سلامة، وأخيرا أحب أن أهمس لأم كلثوم بكلمة صغيرة، وهى أنها أرادت أن تعود عليها بركة القرآن وحدها، ولكن عليها أن تتذكر أن وراءها تعهدات والتزامات أخلت بها نحوى ونحو غيرى، وأن عليها أن تفى بكل ذلك، ما دامت تريد أن تتقرب إلى الله بتسجيل آيات كتابه الكريم”.
استمر نزاعهما القضائى وخصامهما الإنسانى حتى أنهته المحكمة بالصلح بينهما فى جلسة 25 يناير 1960، وتذكر «الأهرام»، 26 يناير 1960، ان المحكمة ناقشت الطرفين خمس ساعات، بذل فيها القاضى جهدا كبيرا انتهى بعقد اتفاق بينهما لخدمة الفن، وبمقتضاه يلحن زكريا ثلاث أغنيات لأم كلثوم بسبعمائة جنيه عن كل لحن، بحيث يتم تلحين ثلاث أغنيات خلال 1960، وعلى هذا تنازل زكريا عن دعواه، غير أنه لم يتحقق غير لحن واحد هو أغنية «هو صحيح الهوى غلاب»، حيث توفى زكريا بعده فى 14 فبراير 1961.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.