دراسة: خفافيش الليل تستخدم الرياح للهجرة لأبعد من 1000 كيلومتر عبر أوروبا

كشفت جهود التتبع الأخيرة عن كيفية تكيف خفاش الليل الشائع، وهو نوع قادر على قطع مسافة تزيد على 1000 كيلومتر في غضون أيام قليلة، مع أنماط هجرته، وباستخدام أجهزة إرسال صغيرة وبيانات بيئية، قام الباحثون بتفصيل المرونة التي تظهرها هذه الخفافيش أثناء الهجرات الموسمية.

وتسلط الدراسة الضوء على اعتمادها على الرياح الخلفية لقطع مسافات كبيرة عبر أوروبا، ما يكشف عن استراتيجية هجرة أكثر ديناميكية ما كان مفهومًا في السابق.

التكنولوجيا المبتكرة تتعقب مسارات الهجرة

وبحسب دراسة نشرتها مجلة “ساينس”، استخدم باحثون من معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان جهاز استشعار يزن جرامًا واحدًا مثبتًا على الخفافيش باستخدام غراء جراحي مؤقت ، وسجلت هذه الأجهزة بيانات مثل التسارع ودرجة الحرارة، ونقلت ملخصات يومية.

وعلى الرغم من توقف الخطط الأولية لاستخدام محطة الفضاء الدولية لنقل البيانات، فقد وفرت شبكة مترابطة من أجهزة الاستشعار الأرضية قدرات التتبع اللازمة، وأظهرت البيانات من 71 من 125 خفاشًا مُوسَّمًا مسارات هجرة متنوعة، حيث تراوحت السرعات بين 13 و43 مترًا في الثانية، ووصلت مسافات رحلاتها إلى 383 كيلومترًا في ليلة واحدة.

الإشارات البيئية تؤثر على التوقيت

وقد قامت الدراسة بدمج بيانات الطقس، بما في ذلك سرعة الرياح واتجاهها ودرجة الحرارة، لتحديد كيفية تأثير الظروف البيئية على توقيت الهجرة ، وقد وجد أن الخفافيش عدلت مواعيد هجرتها، بما يتماشى مع ظروف الاحترار “لركوب” التيارات الهوائية قبل الجبهات الجوية. وتسمح لها هذه الاستراتيجية التكيفية بالحفاظ على الطاقة مع تعظيم كفاءة السفر.

تطبيقات الحفظ المحتملة

وقد تساعد النتائج في تطوير استراتيجيات الحفاظ على البيئة، وخاصة في التخفيف من وفيات الخفافيش الناجمة عن توربينات الرياح. وقال إدوارد هيرمي، عالم البيئة السلوكية في معهد ماكس بلانك، لموقع ساينس دوت اورج إن هناك إمكانية للتنبؤ بأنماط الهجرة وتعديل عمليات التوربينات لتقليل المخاطر.

وأشارت شارلوت رومر، عالمة الأحياء المتخصصة في الحفاظ على البيئة والتي لم تشارك في الدراسة، إلى أن التكنولوجيا تعد بإحداث ثورة في أبحاث الهجرة والإجابة على الأسئلة القديمة حول سلوك الخفافيش.

وربطت التقارير أيضًا سلوكًا مشابهًا بأنواع أخرى من الخفافيش، مثل خفاش ناثوسيوس، مما يدل على أن تيارات الهواء الدافئة تلعب دورًا مهمًا في تعزيز سرعة الهجرة وكفاءتها.