أدب وثقافة

عمرو البطا: مفهوم الشعر مرتبط بـالحق.. ومعاناة القصيدة بدأت من السبعينيات

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


وجود شاعر حقيقي حدث يستحق أن نلتف إليه ونحتفي به، فالشعر فن العربية الأول وقدرته التأثيرية لا ينكرها أحد، ومع الزمن تزاحمت الفنون وأخذت من القصيدة ما أخذت وداخل الشعر نفسه قل الأصيل وزاد الزائف، لذا عندما نقرأ ديوانًا شعريًّا حقيقيًّا فإننا نسعى بقوة للتعرف على صاحبه وعلى طريقة تفكيره ومفهومه للفن، ومن هنا بعدما انتهيت من ديوان “أناشيد الليلة السادسة” للشاعر عمرو البطا، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، أجريت معه حوارًا كان مقصده أن نتعرف على “عمرو” وأفكاره وموقفه من الجمال والخيال والفن والحق… فإلى نص الحوار:


صدر لك حديثا  ديوان  “أناشيد الليلة السادسة”.. حدثني عن هذه التجربة


هذا الديوان هو الثاني لي من حيث الإصدار، لكنه الثالث من حيث الكتابة، فهناك ديوان سابق له انتهيت من كتابته منذ أكثر من ثلاث سنوات لكنه لم يصدر حتى الآن بسبب تكاسلي في نشره أولا ثم لأسباب أخرى تتعلق بجهة النشر.

بدأت كتابة “أناشيد الليلة الثالثة” عام ٢٠٢١ وانتهيت منه ديسمبر ٢٠٢٣. والعنوان مأخوذ من العنوان الفرعي للنص الرئيس في الديوان “العودة الآدمية.. نشيد الليلة السادسة”، وهو نص مستلهم من نظرية ابن عربي التي تقول إن الله لم يخلق آدم واحدا بل آلافا، وكلما فسدت البشرية بعث الله آدم جديدا لتقوم قيامة البشرية الفاسدة وتبدأ به إنسانية جديدة. لذلك فإن “الليلة السادسة” وهي الليلة الأخيرة في عملية خلق آدم هي أشد الليالي ظلاما وفسادا، لكنها في الوقت نفسه ليلة الأمل والتبشير بقرب عودة الإنسان. ومن هذه النقطة تنطلق “الأناشيد” حيث تعكس الصورة القاتمة التي آلت إليها البشرية في عصرنا الحاضر، لكنها في الوقت نفسه تبشر بزوال هذا العصر وعودة القيم الإنسانية التي يرمز لها آدم.


عمرو البطا


 


هل تحدثنا عما أعطاك الشعر وما أخذ منك؟

 


الشعر كان كريما معي؛ أعطاني الكثير، ولم يأخذ مني شيئا. الشعر ساعدني كثيرا على فهم نفسي أولا وفهم حقيقة العالم في جوهره وتحديد أولوياتي في الحياة دون الانسياق خلف الأهداف المعلبة التي يضعها المجتمع لأفراده، أو “السقوط في الهم” بتعبير هايدجر. علمني الشعر المثابرة والعمل على التفاصيل والتدقيق في كل حرف وعلامة إعرابية، وبفضله تعلمت الكثير عن اللغة، وما زلت أتعلم الجديد مع كل نص أكتبه وأراجعه بنفسي لغويا ونحويا ودلاليا. وأما الوقت الطويل والمجهود الذي يأخذه مني الشعر سواء في عملية الكتابة أو التأمل أو القراءات اللازمة لبناء كل مبدع، فلا أعتبرها خسائر، بل أجده أفضل استثمار لوقتي وطاقتي بدلا من إهدارهما في شيء آخر.


هل تشعر بالفخر كونك شاعرا؟ 

 


لا أظن أن الفخر وصف ملائم لشعوري تجاه الشعر، وتحديدا أثناء العملية الإبداعية، فالفخر يصف علاقة الإنسان بالآخرين، بينما الشعر في جوهره علاقة بين الإنسان وذاته. لا شك أن الشعر يمنحني السعادة عند التقاط كل صورة جديدة وكل تركيبة مبتكرة، فضلا عن فرحة الانتهاء من كل قصيدة جديدة، لكنني لا أظن أنه يمنحني الفخر بعد انتهاء العملية الإبداعية والخروج للمجتمع، لا سيما وأن الشاعر لم يعد يحتل المكانة التي كانت له في الجاهلية باعتباره لسان حال القبيلة ومحل فخرها، إذ لم تلبث هذه المكانة أن تراجعت مع توسع الدولة الإسلامية ليحتل رجال الحرب والسياسة الصدارة ويتراجع الشعراء إلى مجرد تابعين في بلاط الأمراء يتسولون إحسانهم بالمديح والتملق حتى انحدرت مكانتهم الاجتماعية تماما. وحتى وقت قريب في صعيد مصر كانت مهنة شعراء السير محظورة على أبناء كبار العائلات باعتبارها وصمة اجتماعية. أما في مجتمعنا المعاصر فلا يخفي تهميش دور المثقف وتعمد السخرية منه وإظهاره بصورة هزلية، فضلا عن ضعف المستوى التعليمي والثقافي، لذلك لم تعد الثقافة أو العلم أو الإبداع موضعا للفخر في عصر تفشي الابتذال.

أناشيد الليلة السادسة
أناشيد الليلة السادسة


 


ما الشعر وما وظيفته؟


هذا سؤال تأسيسي لا إجابة عنه، بدأ به التفكير في الأدب وكتبت عنه آلاف المجلدات، ولم يعثر على إجابة نهائية عنه، ولا أظن أن ذلك ممكنا، وأقصى ما يمكنني قوله هو وجهة نظري المحدودة وموقفي تجاه ما أكتب.

في قناعتي لا أحب تعريف الشعر -والفنون بصفة عامة- بمفهوم الجمال، وإنما بمفهوم الحق، أو بإعادة تعريف الجمال بوصفه إدراكا مباشرا للحق، وكل فن لا يكشف الحقيقة ولا يسعى لإدراكها من زوايا مختلفة هو فن زائف. لا أكره شيئا كرهي للخيال المحض الجامح والفانتازيا المجانية التي تغيب الإنسان عن الواقع، فالخيال أداة من أدوات الفن لا هدف له، وكل صورة خيالية فيه يجب أن تسعى إلى خلخلة الصورة السطحية للعالم وإيجاد ثغرات بها للنفاذ إلى زوايا مختلفة للحقيقة. وبشيء من التفصيل يمكننا القول إن طريقة العقل البشري في إدراك العالم هو خلق نماذج عقلية تحاكي العالم من أجل فهم العالم من خلالها، سواء كانت هذه النماذج لغوية وهي أساس باقي النماذج الأخرى، أو نماذج منطقية أو بصرية أو سمعية. لكن المشكلة أن العقل يبقى أسيرا داخل هذه النماذج ويفقد الاتصال المباشر للحقيقة ويرتب علاقات بين عناصر النموذج الإدراكي نابعة من طبيعة تلك العناصر في الأساس دون أن تعكس علاقة واقعية. ما يفعله الفن إذن هو خلخلة الاطراد الطبيعي للنموذج الإدراكي وتعرية الزائف منه بهدف إعادة الاتصال المباشر بالحقيقة دون وسيط، سواء كان النموذج لغويا في حالة الشعر، أو منطقيا في حالة الفنون السردية، أو بصريا في حالة الفنون التشكيلية.. إلخ. وهذا الإدراك المباشر للحقيقة هو ما يسبب الومضة والدهشة الإبداعية الحقيقية التي نشعر بها إزاء كل فن حقيقي. هذه الوظيفة الرئيسية للشعر في نظري، أما الوظائف الاجتماعية الأخرى فهي تابعة لهذه الوظيفة الرئيسية ومتفرعة عنها، وهي لا تعنيني على أية حال.


هل ترى أن الشعر يعاني –  حاليا – بصورة ما؟

 


لا يمكن لأحد إنكار ذلك. بدأ الأمر منذ السبعينيات عندما بدأت تحدث فجوة كبيرة بين الشعراء والجمهور، حيث راح الشعراء يمعنون في التجريب والإلغاز ويبتعدون عن مستوى فهم القارئ العادي ويعارضون الذوق السائد بشكل صادم في كثير من الأحيان، وفي المقابل راح المستوى التعليمي والثقافي للجمهور ينحدر بفعل الانهيار المطرد للمنظومة التعليمية وتهميش كل الأنشطة الروحية والإبداعية التعليمية لحساب تلقين للمواد الأساسية فقط، مع الانحدار الفج لمستوى إتقان اللغة العربية وتهميشها في سوق العمل والحياة الاجتماعية. لهذه الأسباب حدثت هذه الفجوة بين الشاعر والمتلقي وعزف الجمهور عن قراءة الشعر وهو ما حفز ظهور أنصاف الموهوبين مدفوعين بالشللية أو السلطة. لكن الشعر أثبت أنه حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، فجمهور الشعر الذي لم ينسجم مع الاتجاهات الجديدة ظل يقرأ الشعر القديم، وهو ما حفز الاتجاه الشعري التقليدي للظهور مرة أخرى كرد فعل طبيعي.

بالطبع جاء معظم إنتاج هذا الاتجاه ضعيفا ارتداديا مستنسخا الشعر القديم، لكن ميزته أنه أعاد الجمهور مرة أخرى إلى الشعر، وقد أثمرت هذه العودة عن تجارب شعرية لافتة في الجيل الحالي الذي لم يعد تشغل شعراءه صراعات التجديد والشكل الشعري بقدر ما تشغل كلا منهم فكرة الوصول إلى صوته الشعري الخاص.


لو سألتك عن شعرائك المفضلين.. فهل تحدثني عنهم؟

 


كل شاعر عظيم قرأته كانت له لبنة في تكويني. أتذكر أنني وعيت على الشعر طفلا في المرحلة الابتدائية على ديوان أبي القاسم الشابي الذي كان موجودا في البيت، وعندما دخلت مرحلة المراهقة أخذ صلاح عبد الصبور بيدي إلى عالم الشعر المعاصر، وما زلت أعتبر صلاح عبد الصبور أهم شاعر مصري في العصر الحديث.

وفي المرحلة ذاتها فتنت بغنائية نزار قباني، ثم محمود درويش لا سيما في مرحلته الأخيرة التي أنتج فيها “حالة حصار”، “لا تعتذر عما فعلت”، “أثر الفراشة”، “في حضرة الغياب”، وهي المرحلة التي بلغ فيها ذروة الشعر في رأيي.

وأخيرا وقعت في عالم عفيفي مطر وما زلت أغرق في عالمه الشعري الذي يبدو لي بلا حدود وما زال يخبئ المزيد من الأسرار خلافا للشعراء السابقين الذين تجاوزت قراءتهم قبل سنوات.

هؤلاء الشعراء الأساسيين الذين سيطروا على مراحل كاملة من حياتي، وخلال ذلك قرأت لكثير من الشعراء الملهمين، ووقعت تحديدا في غرام الشعراء الملعونين الذين خرجوا على مجتمعاتهم ووضعوا قيمها موضع التساؤل مثل بودلير ولوتريامون ورامبو وبشار بن برد والحطيئة وأبي نواس.

كما أثر فيّ فرناندو بيسوا وأدهشتني تجربته في الكتابة بعدة أسماء مستعارة لكل منها أسلوبه الشعري المختلف، وهي تجربة فريدة على مر التاريخ الأدبي. وفي فترة من حياتي تعلقت بريلكه الذي أعتبره تجسيدا شعريا لروح كافكا وإن لم يصل بالشعر مثلما وصل كافكا بالسرد.

ولا شك تأثرت كثيرا بالسياب وأمل دنقل وإليوت ووديع سعادة وعماد أبو صالح لا سيما في ديوانه الأول الفارق، وكذلك فؤاد حداد وعبد الرحيم منصور وغيرهم.

أما من الجيل الحالي فهناك الكثيرون الذين شقوا لأنفسهم طرقا مستقلة في مساحات شعرية طازجة وكثير منهم أصدقاء لي وشهادتي فيهم ستكون مجروحة.


أنت لا تتخلى عن الإيقاع في قصيدتك .. هل تراه ضرورة في الشعر؟

 


رغم أن شعر التفعيلة هو عمود تجربتي الشعرية، لكنني كتبت أيضا بعض النصوص النثرية وضمنت بعضها في القسم الأخير من “أناشيد الليلة السادسة” وكذلك في الديوان الذي لم ينشر، وتجد هذه النصوص النثرية منشورة مع النصوص الموزونة جنبا إلى جنب دون فصل بينهما، بل إن بعض النصوص تمزج بين الشعر الموزون والنثر في نص واحد، وهذا يعكس إيماني بجوهر واحد للشعر يجمع الأشكال الموزونة والمنثورة.

وللإجابة عن سؤال الإيقاع يجب أولا تحديد المقصود بالإيقاع. فكل خطاب يلزمه إيقاع دلالي وأسلوبي للقيام بوظيفته، فإذا اختل الإيقاع اختل الخطاب برمته، وهذا الأمر ينطبق على الشعر كما ينطبق على القصة والمقال وغيرها، وبهذا المعنى لا يخلو أي شعر من إيقاع. أما إن كان المقصود الإيقاع الموسيقي، أي الوزن، فقناعتي أنه ليس مرتبطا بالضرورة بجوهر الشعر، وإن كان أداة هامة في يد الشاعر. الإيقاع الموسيقي في حد ذاته لذة بشرية راقية لا غنى عنها، وهو فن سماعي في حد ذاته، ولا أرى مبررا لإنكاره ومعاداته، ولم تأت قصيدة النثر لتحل محل الشعر الموزون وإنما لخلق جماليات شعرية مختلفة، ولم يحدث في أي مكان في العالم أن هُجر الشعر الموزون لصالح قصيدة النثر.

وهذا الأمر ما أدركه معظم شعراء الجيل الحالي، لذلك تجاوزوا تلك المعارك بين الأشكال الشعرية التي استنزفت مجهودا لا طائل منه في العقود الأخيرة من القرن العشرين، بل أصبح كل منهم يبحث عن صوته الخاص بأي شكل كان.


هل أفادت الجوائز الشعر أم أفسدته؟


دعنا نتفق أولا على أن الجوائز الأدبية حافز هام للكتّاب، سواء معنويا بتسليط الضوء على إنتاجهم وإشعارهم بالتقدير، أو ماديا خصوصا في مجتمعنا العربي الذي لا يعود على الكاتب نفع مادي من كتابته مع تدنى نسب القراءة وانتهاك حقوق الملكية الفكرية. وفي ظل فوزي بجائزة البابطين للإبداع الشعري هذا العام أكون مناقضا لنفسي إذا قلت شيئا خلاف ذلك.

ومع ذلك لا شك أن بعض الجوائز التي ظهرت في الأعوام الأخيرة أضرت كثيرا بالشعر، وأعني تلك الجوائز التي تشترط قالبا وأسلوبا معينا متكررا وترفض كل نص مغاير بما يتناقض مع جوهر الإبداع باعتباره عملا فرديا غير قابل للتكرار ومع وظيفته الرئيسية في كسر أفق التوقع. وللأسف انساق كثير من الشعراء الموهوبون في ركب الجوائز وبددوا طاقاتهم الشعرية في تلك القوالب الجامدة على حساب الإبداع مما أعاق تطورهم الشعري. لذلك ينبغي على الشاعر ألا يضع الجوائز نصب عينيه أثناء العملية الإبداعية، بل يخلص لشعره ولإبداعه فقط ثم تأتي الجوائز في مرحلة لاحقة، فإن أتت فأهلا وسهلا، وإن لم تأت فلا يعني هذا انتقاصا من تجربته إطلاقا، فالجوائز ليست معيارا في حد ذاتها.

تكريم عمرو البطا
تكريم عمرو البطا


 


روايتك “الحياة في الأبراج الرملية” وصلت للقائمة القصيرة في جائزة خيري شلبي.. لماذا فكرت في السرد؟


لا يعرف أحد أنني قبل دخول الوسط الثقافي وبداية نشر إنتاجي الأدبي كنت حائرا أمام هذا السؤال: هل أنا شاعر أم قاص؟ بدأت طبعا في مراهقتي المبكرة – بل وربما من نهاية طفولتي- بمحاولة كتابة الشعر ككل مهتم بالأدب، ثم عند التاسعة عشر كتبت أول قصة لي وانسقت وراء عالم السرد حتى ظننت أنني لن أعود إلى الشعر مرة أخرى. لكن الشعر سرعان ما ألح عليّ وعاد مرة أخرى، وهكذا ظللت أتراوح بين الشعر والسرد حتى أتيحت لي فرصة نشر أشعاري ولاقت صدى جيدا في الوسط الثقافي، فركزت على تثبيت دعائمي باعتباري شاعرا أولا. ومع ذلك لم أتوقف عن كتابة القصص ورحت أنشر بعضها بين الحين والآخر في المجلات والدوريات الثقافية، وفاز بعضها منها بمسابقات أدبية ذات شأن، وحاليا لدي ما يكفي لإصدار مجموعتين قصصيتين، لكنني أنتظر الفرصة المناسبة لنشرهما وتقديمهما بشكل لائق. لذلك فالسرد ليس أمرا طارئا بالنسبة لي، بل إن هذا النفس الدرامي السردي ساعدني كثيرا في الكتابة الشعرية، لا سيما في النصوص التي تميل إلى الطول.

أما عن الرواية فكتابتي دائما سواء في الشعر أو في القصص تميل إلى تكوين نظرة كلية أكثر من العناية بالتفاصيل، وهذا الميل مناسب جدا للرواية، لذلك كنت ألاحظ في كتابتي للقصص أن ثمة تطلعا كامنا فيها إلى كتابة الرواية. وقبل عشر سنوات من كتابة الرواية بزغت فكرتها في ذهني، وظلت تنمو على مدار السنوات وتتجسد شخصياتها أمامي ، وظللت أكتب منها بعض الشذرات حتى شعرت في صيف ٢٠٢٣ أنها نضجت تماما، ولو لم أسارع إلى قطفها فقد تعطب ولن أتمكن من كتابتها مطلقا. أعددت مخططا للرواية، وجمعت الشذرات التي كتبتها سابقا، واستغللت فرصة إجازة العمل الصيفية وعكفت على كتابتها قرابة أربعين يوما صباحا ومساء لا أكاد أفعل شيئا سواها، وكم كنت محظوظا بخوض هذه التجربة الجديدة والمثيرة! فتلك أول مرة أكتب وفقا لمخطط تفصيلي مسبق وبشكل يومي منتظم، وهو أمر لا يعتاده الشعراء. وعندما فرغت من الرواية شعرت للغرابة بالحزن والوحشة! تخيل أن تعيش فترة طويلة مع أصدقاء تصل إلى حد التماهي معهم ثم يفارقونك فجأة، ألن تشعر بالوحشة والحزن على فراقهم؟ هذا ما حدث معي، فشخصيات الرواية لم أستوعبها كشخصيات خيالية، وإنما كانوا بالنسبة لي شخصيات واقعية اختمرت في ذهني سنوات طويلة وعايشتهم صباحا ومساء أثناء الكتابة ثم فارقوني فجأة وأخذوا معهم عالمهم وتركوني غريبا في هذا العالم.

لقد استغرقت فترة ليست قصيرة في التعافي من كتابتها والتعايش مع حقيقة انتهائها، وهذا أمر حقيقي تماما دون أي مبالغة، وما زلت حتى الآن أتذكر فترة كتابة الرواية بحنين جارف، وأتطلع إلى تكرارها، لكن كتابة رواية ليس أمرا سهلا وتحتاج فترة إعداد طويلة.




 



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading