أدب وثقافة

سقوط الأندلس.. ما يقوله كتاب قصة العرب في إسبانيا

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


تمر اليوم، ذكرى سقوط الأندلس، ففى سنة 1492 سقط مملكة غرناطة آخر المعاقل الإسلامية فى جزيرة أيبيريا، وانتهت 8 قرون من الوجود العربي في الغرب.


وتحدثت العديد من الكتب عن سقوط الأندلس كتاب “قصة العرب في إسبانيا” لـ ستانلي لين بول.


سقوط غرناطة


كان أسر أبي عبد الله ضربة قاصمة لحكم المسلمين بالأندلس، ولم يكن أبو عبد الله نفسه بالرجل الذي يؤبه له — وإن كان شجاعًا مقدامًا — لأنه كان ضعيف الرأي، كثير التردد، شديد الوساوس والتطير، وزاده خبالًا أن استقر في نفسه أن الدهر يعكس آماله، وأن القدر يحاربه، فكان يندب دائمًا سوء طالعه ونحس نجمه، وعرف الناس فيه ذلك فنبزوه «بالشِّقِيتو» أي الشقي، وبالزُّغَيْبيِّ، وكثيرًا ما كان يقول وهو يرى آماله تئيض رمادًا: لقد كتب في لوح القدر أن أكون مشئوم الطالع، وأن يكون زوال هذه المملكة على يديَّ.


وكان من الهين على النصارى أن يطلقوا سراح أبي عبد الله؛ فقد كان فسلًا مسلوب القوة، ولكنهم رأوا أنه على ضعفه قد يكون أداة شديدة الخطر في أيدي آخرين، وقد صدَّقت الحوادث ظنونهم، فإن خضوع أبي عبد الله لفرديناند وبقاءه في قبضته كان من أسباب سقوط دولة المسلمين بالأندلس، وحينما وصل إلى قرطبة استقبله الملكان الكاثوليكيان أحسن استقبال، وما زالا يأخذانه بضروب الإغراء الخبيثة، ويشرحان له سوء أمره، ويُظهران له قوة بطشهما وعظمة ملكهما حتى ذل عنقه وأصبح آلة في أيديهما، وخادمًا لهما أمينًا، وبعد أن وثقا منه طلبا إليه أن يعود إلى غرناطة حيث يتحصن أبوه أبو الحسن بقلاع الحمراء، فدخلها أبو عبد الله مؤيدًا بأنصاره النازلين منها بربض البيَّازين،  وامتلك حصن القصبة، وشن على أبيه المتحصن قبالته حربًا عوانًا.


وبقي أبو عبد الله بحصن القصبة مدة تؤيده رماح بني زغبة وسيوفهم، ولكن قوة أبي الحسن كانت فوق قوته، فاضطر إلى أن يلتجئ إلى المرية، ومن ثم أصبح لغرناطة سلطانان: أحدهما أبو عبد الله المنكود الحظ في ميداني السياسة والحروب، البغيض إلى العرب؛ لأنه أصبح أداة في أيدي أعدائهم، والثاني أبو الحسن، أو هو على الأصح أخوه الزَّغل «الشجاع»؛٣ لأن السلطان كان يقضي بقية أيامه حزينًا كئيبًا لما أظهره ابنه من العصيان؛ ففقد بصره ثم مات، وأغلب الظن أنه مات مسمومًا.


أما الزغل: فهو آخر ملك عظيم أنبتته الأندلس؛ فقد كان شجاعًا ثابت الرأي، عدوًّا لدودًا شديد المراس قوي العزم في محاربة المسيحيين، ولو لم يفسد عليه ابن أخيه أمره، لبقيت غرناطة في أيدي المسلمين مدة حياته، وإن لم يكن ثمة مفر من انتصار المسيحيين في النهاية، وقد أسرع سلاطين غرناطة بتنازعهم وتكالبهم على الملك بتقريب هذه النهاية، وإذا حكمت الأقدار على ملك بالسقوط أخذت تملي له، وتملأ رأسه بالسخف والغرور.


 



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading