أدب وثقافة

الكتاتيب فى الإسلام.. بدأت فى عصر الفتوحات وذكرها عمر بن الخطاب

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


ظلت الكتاتيب منارة العلم والتربية والتعليم فى الإسلام على مر العصور، وقد ظلت قائمة فى القرى والمدن والمحافظات حتى أن جيلا حاليا الآن فى مختلف المجالات تلقى تعليمه وحفظ القرآن فى الكتاتيب حيث ذكرها كبار العلماء والأدباء وتعلم فيها المشاهير وحفظوا فيها القرآن فمتى بدأت الكتاتيب؟


يقول أحمد فؤاد الأهوانى فى كتاب التربية فى الإسلام الذى قدمه مصطفى عبد الرازق: لم تنشأ الكتاتيب منذ ظهور الإسلام، فالمعروف أن بلاد العرب في عهد النبي لم يكن فيها تعليم مُنتظِم، والمشهور أن العرب أُميُّون، ولو أن هناك أخبارًا تدل على غير ذلك.


والجديد في الكُتَّاب هو صيغته الديمقراطية التي يسَّرَت للصبيان قاطبةً قسطًا من التعليم، وهو بهذه الصورة لم يكن معروفًا منذ ظهور الإسلام، لذلك نعود إلى الوراء لنرى متى وكيف بدأ انتشار التعليم في الكتاتيب على الصورة المذكورة عند القابسي.


وقد ورد عن ابن حزم: «مات رسول الله والإسلام قد انتشر وظهر في جميع جزيرة العرب من مُنقطَع البحر المعروف ببحر القُلزم مارًّا إلى سواحل اليمن كلها إلى بحر فارس إلى مُنقطَعِه، مارًّا إلى الفرات ثم على ضِفَّة الفرات إلى منقطع الشام إلى بحر القلزم. وفي هذه الجزيرة من المدن والقرى ما لا يعرِف عدده إلا الله كاليمن والبحرين وعمان ونجد وجبلَي طي وريبة وقضاعة والطائف ومكة. كلهم قد أسلم وبنَوا المساجد، ليس منها مدينة ولا قرية ولا حلةٍ لأعرابٍ إلا قد قرئ فيها القرآن في الصلوات وعُلِّمَه الصبيان والرجال والنساء وكُتِب» ثم قال بعد قليل: “ثم مات أبو بكر وَوَلِيَ عمر فَفُتِحَت بلاد الفرس طولًا وعرضًا، وفُتِحَت الشام كلها والجزيرة ومصر كلها، ولم يَبْقَ بلد إلا وبُنيَت فيه المساجد، ونُسِخت فيه المصاحف وقرأ الأئمة القرآن، وعَلَّمَه البيان في المكاتب شرقًا وغربًا”.


وفي تاج العروس قصة يتَّضِح منها أن الكُتَّاب كان موجودًا في زمن عمر بن الخطاب، قال في صدد كلمة أبجد: «ويُذكَر أن عمر بن الخطاب رضِيَ الله عنه لقِيَ أعرابيا فقال له: هل تُحسِن أن تقرأ القرآن؟ قال: نعم. قال: فاقرأ أُم القرآن. قال: والله ما أُحْسِنُ البنات فكيف الأم؟ قال: فضربه ثم أسلَمَهُ إلى الكُتَّاب، فمكث فيه، ثم هرب وأنشأ يقول:


أتيتُ مُهاجرين فعلَّموني ثلاثة أسطرٍ مُتتابِعاتِ

كتابَ اللهِ في رَقٍّ صحيح وآيات القرآن مُفصَّلاتِ

فخطُّوا لي أبا جادٍ وقالوا تعلَّم صعفصًا وقُرَيِّشاتِ

وما أنا والكتابة والتَّهَجِّي وما حظُّ البنينِ مِن البناتِ


ونستدل من كلام ابن حزم ومن القصة السابقة على أن ظهور الكتاتيب أو المكاتب ليتعلَّم فيها الصبيان كان في عصر الفتوحات الإسلامية العظيمة، وهي الفرس والشام ومصر وجزيرة العرب كلها. أما قبل ذلك فقد كان الإسلام لا يزال يُجاهد في نشر العقيدة في جزيرة العرب التي كان مركزها مكة ثم المدينة. على حين كان الفرس على حضارةٍ تخالف الحضارة الإسلامية، وأهل الشام ومصر يتَّبِعون الحضارة الرومانية.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading