أدب وثقافة

نصر حامد أبو زيد يكشف موقف أدونيس من الثقافة السائدة ورؤيته للإبداع

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


تناول نصر حامد أبو زيد إبداع الشاعر والمفكر أدونيس، الذى، يحل اليوم عيد ميلاده، فى كتابه المعروف إشكاليات القراءة وآليات التأويل، وهو وإن وضعه تحت مجهر النقد فإنه كذلك تعامل معه بصفته ظاهرة إبداعية فتناول ما تناول من تصوراته وتركيباته بشكل لا ينفصم داخلا عمق الإنسان الشاعر المبدع محددًا شكل الإبداع عند أدونيس وتصوراته عن الثقافة.


يقول نصر حامد أبو زيد: يتحدد موقف أدونيس من الواقع في تفرقته بين ثقافتين.. الثقافة السائدة، والثقافة الطليعية التى ينتمي إليها، الثقافة السائدة من وجهة نظره “جزء من الأيديولوجية السائدة، هذه الأيديولوجية المتحققة في مؤسسات المجتمع العربي؛ المجسدة في ممارسات الأجهزة الأيديولوجية للنظام العربى، لا تؤسس شروطًا جديدة وعلاقات جديدة، وإنما تعيد إنتاج العلاقات الاستغلالية الماضية، فهذه الأيديولوجية السائدة ليست إلا استعادة للأيديولوجية الاستغلالية الماضية، وليس التحول السياسى، الظاهرى، أكثر من إزاحة للطبقة القديمة المستغلة من أجل أن تحل محلها طبقة جديدة مماثلة”، وإذا كانت الثقافة ثقافة الطبقة المسيطرة وهي ثقافة تستند إلى الماضي، فإن الثقافة الطليعية التي ينتمي إليها الكاتب هي ثقافة الطليعة للفئات المسودة وهي “طليعة تمتلك وعيها الخاص بوضعها بكونها مسودة، وأنها تتململ من أجل التحرر والانعتاق من شروط حياتها هذه، ومن الأيديولوجية السائدة”.


ينتقل نصر حامد أبو زيد بعد ذلك إلى مفهوم الإبداع عند أدونيس فيقول: “الإبداع دخول في المجهول لا في المعلوم” والشاعر إذا صح أن يبدع من اللا شيء يواجه معضلة معقدة، خاصة إذا كان شاعرًا ملتزمًا بموقف سياسي طليعي، كما هو أدونيس “إن هذا الشاعر يواجه على الصعيد الفني مشكلة ذات وجهين متلازمين: كيف يُعبِّر بحداثة (توكيدًا لانفصاله عن الآلية الأيديولوجية السائدة)، وكيف يُوصِّل هذا التعبير (توكيدًا لارتباطه العضوي مع الفئات الطليعية المسودة العاملة للتغلب على الأيديولوجية السائدة وعلاقاتها)، هكذا يبدو أن دور الشاعر هو أن ينتج فعالية جمالية لا يستوحيها من العادة السائدة، بقوة الأيديولوجية السائدة، بل يستوحيها، على العكس، من الطاقة الكامنة، المقموعة لكن القادرة على تغيير شروطها وإبداع شروط جديدة لحياة جديدة.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading