أدب وثقافة

“هوجة” عرابى.. لماذا سمى المصريون الثورة العرابية بهذا الاسم؟

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


تمر اليوم ذكرى بداية رحلة الزعيم  أحمد عرابى إلى المنفى فى 28 ديسمبر من سنة 1882، وهو قائد عسكري وزعيم مصري، قائد الثورة العرابية ضد الخديوي توفيق ووصل إلى منصب ناظر الجهادية (وزارة الدفاع حاليًا)، وكان أميرالاي (عميد حاليًا).


وارتبط اسم الثورة العرابية في الأقاويل الشعبية باسم “هوجة عرابي”، وجاءت هذه التسمية كنوع من التقليل الذي حاول مؤرخي هذا العصر من المقربين من النظام الملكي، لأن حكامها أرادوا ذلك، فالخديو عباس حلمى فى مذكراته «عهدى: مذكرات عباس حلمى الثانى خديو مصر الأخير» انتقد أحمد عرابى، وانتقد ثورته وحمله مسئولية الاحتلال البريطانى، وهو ما ردده أيضا رجال الحزب الوطنى برئاسة مصطفى كامل فى ذلك الوقت، ولم ينفى عباس حلمى، واقعة قصر عابدين.


ولعل من أرخ لتلك الفترة هاجم عرابى كثيرا حتى أنهم وصفوا الثورة العرابية بـ”هوجة عرابى”، كما أن معظم المؤرخين راح يشكك فى واقعة قصر عابدين ويصفون عرابى بـ”المتعجل للحكم”، بل واتهمه آخرون بأنه كان سبب احتلال مصر لأكثر من 70 عامًا.


ولذلك أطلق المصريون على حركة الجيش التي قام بها أحمد عرابي “هوجة عرابي”، باعتبارها كانت «تمرداً/عصياناً عسكرياً»، انتهت الثورة أو “الهوجة” كما سماها البعض- تقليلاً منها واحتقارا لها- بهزيمة عرابي ونفيه، لكن الذي يغفله البعض أن حركة الجيش المصري وقتها بقيادة الزعيم أحمد عرابي انحازت بالفعل إلى وجهة النظر القومية المصرية ضد القادة الأتراك الذين كانوا يحكمون البلد، أو القادة الجدد الأوروبيين الذي كانوا يتحكمون في البلد. تحول الجيش وقوامه من الفلاحين المصريين إلى أداة للمواجهة والمقاومة والانتصار لفكرة الوطن الحر المستقل.


وفي كتاب صادر عن مركز الهلال للتراث الصحفي تحت عنوان “أيام أحمد عرابي باشاـ قصة الثورة” مستعرضا للثورة العرابية في سطور تاريخية ووقائع بقلم أصحابها آنذاك وهو بمثابة رحلة عبر الزمن لاستعادة أحداث وذكريات كان لها بالغ الأثر في حركة التاريخ بشهادة من عاصروها وبأقلامهم، أكد الكتاب أن “هوجة” جاء نتيجة طبيعية لمحاولات الأوروبيين الكبيرة وقتها للتقليل من شأن تلك الثورة فأطلقوا عليها اسم (هوجة عرابي) بينما سميت ووفقا للمصادر التاريخية اسم الثورتين “الصغرى والكبرى” حيث قامت الأولى عندما سجن الثلاثي أحمد عرابي وعبد العال حلمي وعلي فهمي في فبراير عام 1881، التي قام بها الجيش في ذلك الوقت لتنفيذ مطالبه بعزل وزير الحربية عثمان رفقي الذي ظلم الضباط المصريين، فيما جاءت الثورة الكبري التي وقعت بسبب التدخل الأجنبي وسوء الحالة الاقتصادية والمعاملة القاسية من رياض باشا تجاه المصريين، حيث نتج عن مظاهرة الجيش استجابة الخديوي “توفيق” وعزل عثمان رفقي وتعيين محمود سامي البارودي وزيرا للحربية بدلا منه.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading