صحفي بريطاني للمقابلة: أشعر بالعار من تغطية إعلام بلادي للسابع من أكتوبر
اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:
نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “صحفي بريطاني للمقابلة: أشعر بالعار من تغطية إعلام بلادي للسابع من أكتوبر”
قال الصحفي البريطاني البارز بيتر أوبورن إنه يشعر بالعار من طريقة تناول وسائل إعلام بلاده للأحداث التي شهدها السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرا إلى أن هذه التغطية لم تكن نزيهة أو موضوعية.
وانتقد أوبورن، الذي عُرف بمسيرته الصحفية المستقلة ونقده الشديد للتحيز الإعلامي، خلال مشاركته في برنامج “المقابلة” بشدةٍ انحياز إعلام بلاده بشكل واضح لخطاب التضليل ضد الفلسطينيين، وما وصفه بـ”انحراف الصحافة البريطانية عن قيم العدالة والمساواة”.
وولد بيتر أوبورن في معسكر للجيش البريطاني في مقاطعة دورست قبل نحو 70 عامًا، فقد كان والده ضابطا عسكريا، مما منحه فرصة العيش في دول متعددة، أبرزها السودان ومصر، مما زرع فيه حبا كبيرا للعالم العربي.
ويقول أوبورن إن تلك التجارب صقلت شخصيته ووسعت آفاقه الثقافية، مؤكدا أن الجيش البريطاني في زمن طفولته كان يُروج له باعتباره مؤسسة عادلة تلتزم بالقوانين الإنسانية، وهو تصور تغير لديه في ظل الحروب التي خاضتها بريطانيا لاحقا، مثل غزو العراق وأفغانستان.
وبعد دراسته في جامعة كامبريدج وعمله لفترة قصيرة في مجال التمويل، قرر أوبورن التحول إلى الصحافة، وأوضح أنه لم يجد نفسه في المجال المصرفي ووصف تلك التجربة بأنها كانت “مضيعة للوقت”، لكنه اكتشف شغفه في الصحافة، حيث وجد نفسه في سرد القصص ونقل الحقائق، واصفًا هذه المهنة بأنها “مهنة تحتاج أحيانا إلى شيء من الجنون”.
انتقاد التبعية
وبرز أوبورن كصحفي ناقد بشدة للسياسات البريطانية، خاصة في قضايا الشرق الأوسط، ومثلت تغطية الإعلام البريطاني لغزو العراق نقطة تحول في مسيرته المهنية، حيث انتقد بشدة الانجرار الأعمى وراء الولايات المتحدة، ودعا إلى تبني سياسات مستقلة تراعي القيم البريطانية.
وفي قضية فلسطين، كان أوبورن من أبرز المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، مهاجما انحياز وسائل الإعلام البريطانية لإسرائيل وتشويهها للحقائق.
وكان انحياز صحيفة “ديلي تلغراف” الكبير لإسرائيل من بين الأسباب التي دفعته للاستقالة، ومنذ ذلك الحين، كرس جهوده لإعداد تقارير تكشف الانتهاكات الإسرائيلية وتدعو لتحقيق العدالة للفلسطينيين.
وتناول أوبورن في حديثه للمقابلة ما وصفه بـ”الهجمة الممنهجة ضد المسلمين في بريطانيا”، موضحًا أن الإعلام لعب دورا أساسيا في تأجيج الإسلاموفوبيا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 و7 يوليو/تموز 2005، وأشار إلى أن بعض الصحف البريطانية الكبرى، مثل “التايمز”، أسهمت في نشر الأكاذيب وتعزيز الخوف من المسلمين.
واتهم أوبورن روبرت مردوخ، أحد أكبر مالكي الصحف في بريطانيا، بالتحريض ضد المسلمين لتحقيق مكاسب سياسية وتجارية، وأضاف أن هذا الخطاب المعادي للمسلمين لم يقتصر على الإعلام فقط، بل تبنته بعض الأحزاب السياسية لتعزيز شعبيتها.
تشويه وتحريض
وتحدث أوبورن عن المظاهرات التي خرجت في بريطانيا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرًا إلى أنها كانت ضد الحرب وداعية للسلام، لكنها وُصفت من قبل الحكومة ووسائل الإعلام بأنها مظاهرات طائفية ومحرضة على الكراهية.
وأكد أن هذا التوصيف لم يكن صحيحًا، بل كان جزءًا من محاولة تشويه الحراك الشعبي الذي يعارض الظلم، وأشاد بالتقليد البريطاني العريق في الاحتجاجات الشعبية، مؤكدا أن هذه المظاهرات كانت مشابهة للاحتجاجات التي خرجت في السابق ضد غزو العراق.
لكنه أعرب عن خيبة أمله من القمع الإعلامي والسياسي الذي يواجهه هذا الحراك، معتبرا ذلك تهديدًا لقيم الديمقراطية في بريطانيا.
وفي تقييمه لأداء الصحافة البريطانية، أشار أوبورن إلى وجود مراسلين مميزين في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مثل جيريمي بوين وليز دوسيت، اللذين يعملان ضمن قيود صعبة ولكن يقدمان تغطية مميزة.
لكنه انتقد بشدة التغطية المحلية، لافتًا إلى أن موضوعات مثل بيع الأسلحة البريطانية لإسرائيل والتعاون العسكري بين البلدين يتم تجاهلها تمامًا من قِبل الصحافة المحلية، رغم أهميتها السياسية.
ازدواجية معايير
وأضاف أوبورن أن الفظائع الإسرائيلية المتزايدة لم تصبح قضية سياسية كبرى في بريطانيا رغم خطورتها مقارنة بفظائع ارتُكبت في سياقات أخرى.
وأشار إلى استمرار بريطانيا في بيع الأسلحة لإسرائيل، بل وحتى محاولة عرقلة إجراءات قانونية دولية ضد مسؤولين إسرائيليين، كما تطرق إلى انتقادات تجاه الطريقة التي أوقفت بها بريطانيا تمويل وكالة الأونروا بناءً على ادعاءات إسرائيلية وصفها بأنها واهية.
وعن المقارنة بين تغطية الصحافة البريطانية للحرب في أوكرانيا وقطاع غزة، أكد أوبورن أن الفارق في التغطية يعكس تمييزًا عنصريًا، حيث تحظى حياة الأوكرانيين البيض بأهمية أكبر من حياة الفلسطينيين.
وتناول أوبورن أيضًا قضية حرية الصحافة في بريطانيا، مشيرًا إلى أن الصحفيين البريطانيين لا يواجهون تهديدات جسدية كما يحدث لصحفيين آخرين في العالم. ومع ذلك، أبدى استغرابه من عدم شجاعة هؤلاء الصحفيين في مواجهة السلطة، حيث يكتفي معظمهم بتمرير الروايات الرسمية دون تحقيق أو تدقيق.
وتحدث أوبورن عن تجربته الشخصية خلال حرب العراق عام 2003، مؤكدًا أن هذه الحرب كانت نقطة تحول كبيرة في حياته المهنية، وأوضح أنه أدرك خلال هذه الفترة مدى استعداد كبار الصحفيين البريطانيين لترديد روايات حكومية دون تدقيق، مما دفعه لابتكار مصطلح “الصحفي العميل” لوصف هؤلاء الذين يسهمون في تضليل الرأي العام.
الجدير بالذكر أن خبر “صحفي بريطاني للمقابلة: أشعر بالعار من تغطية إعلام بلادي للسابع من أكتوبر” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.