كيف تعاملت الشعوب القديمة مع المواد المخدرة؟
اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
في كهف يقع في عمق جبال الأنديز الصخرية في جنوب غرب بوليفيا، وسط الأنقاض وروث اللاما، اكتشف علماء الأنثروبولوجيا في عام 2008 حقيبة جلدية صغيرة كانت مملوكة ذات يوم لأحد الكهنة من حضارة تيواناكو ــ إمبراطورية ما قبل كولومبوس في جبال الأنديز الجنوبية ــ قبل أكثر من ألف عام.
وفي الداخل، عثروا على مجموعة من أدوات تعاطي المخدرات القديمة، وشملت هذه الأدوات أنبوب استنشاق، وملاعق لسحق بذور النباتات المؤثرة على العقل، وآثار مواد كيميائية تتراوح بين الكوكايين والسيلوسين، أحد المواد المهلوسة النشطة والمكونات الأساسية للشاي المؤثر على العقل، وفقا لما ذكره موقع bbc .
يعتقد الخبراء أن حقيبة الشامان تمثل نافذة فريدة على العلاقة بين الحضارات القديمة والمخدرات المهلوسة القوية، كما تحظى المواد الموجودة داخل الحقيبة باهتمام متزايد من جانب الباحثين الطبيين اليوم.
ولكن بين هذه الثقافات، كان ينظر إلى العقاقير المخدرة بطرق مختلفة للغاية.
وتقول يوريا سيليدوين، وهي أكاديمية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن مصطلح “العقاقير المخدرة” هو مفهوم غربي حديث للغاية، فقد أدرجت المجتمعات الأصلية في جميع أنحاء الجنوب العالمي هذه العقاقير في حياتها لقرون، مشيرة إليها باعتبارها أدوية روحية.
وتوضح، أن الوثائق التاريخية تشير بالفعل إلى أن استخدام المواد المؤثرة على العقل لأغراض الشفاء ، ولكن هذا كان مجرد جانب صغير من استخدامها.
بدلاً من ذلك، لعبت الأدوية الروحانية دورًا رئيسيًا في بناء الروابط داخل المجتمعات، والطقوس المقدسة، والرعاية التلطيفية، واستكشاف الوعي، وتسهيل الإبداع والمتعة.
وتشير السجلات إلى أن الإغريق والرومان القدماء كانوا يقيمون طقوسًا موسمية تتضمن تناول عقار مخدر يسمى “كيكيون” والذي يحتوي على مواد مهلوسة.
كما أن الطقوس قد تتضمن أيضًا الصيام والتقييد الجنسي لأغراض التطهير، اعتمادًا على ما يراه الممارس مناسبًا للمريض، ويمكن استخدام المواد المخدرة لعلاج أي شيء من الألم إلى الحمى، وغيرها.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.