لماذا يعاني المسلمون في شمال الهند أكثر مقارنة بالجنوب؟
اشراق العالم 24 متابعات عالمية عاجلة:
نقدم لكم في اشراق العالم24 خبر “لماذا يعاني المسلمون في شمال الهند أكثر مقارنة بالجنوب؟”
في العام الماضي، ذكر تقرير نشرته منظمة “مخبر الكراهية الهندي” ومقرها واشنطن، أن 75% من 668 حادثة تم توثيقها لخطاب الكراهية وقعت في ولايات يحكمها حزب “بهاراتيا جاناتا”، وكان من اللافت أن جميع هذه الحوادث كانت في الجزء الشمالي من الهند.
الهند لديها نظام حكم فدرالي، حيث تتمتع الولايات بصلاحيات واسعة، مع استثناءات في بعض المجالات مثل السياسة الخارجية والدفاع، التي تظل تحت سلطة الحكومة المركزية والحزب الحاكم فيها، وهو حاليا حزب “بهاراتيا جاناتا”، الذي يسيطر على العديد من الولايات في شمال الهند.
أما في الولايات الجنوبية، فتتمتع الأحزاب الإقليمية، إلى جانب الحزب الشيوعي الهندي الذي يحكم ولاية كيرالا، بنفوذ كبير وتواصل الحفاظ على السلطة في هذه الولايات.
الهندوتفا
وبحسب الدكتور سيد إلياس، المتحدث باسم هيئة قانون الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم الهند، فإن المسلمين “في الولايات الشمالية التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا يواجهون الكثير من المشاكل”، ويرجع ذلك إلى أيديولوجية “الهندوتفا” التي تتبناها منظمة “راشتريا سوايامسيفاك سانج”، والتي انبثق منها حزب بهاراتيا جاناتا.
وأوضح إلياس في حديثه للجزيرة نت أن “أيديولوجية الهندوتفا معادية للمسلمين، حيث ذكر الزعيم الثاني لمنظمة “راشتريا سوايامسيفاك سانج” جورو جولوالكار في كتاباته أن لديهم 3 أعداء رئيسيين، وهم: المسلمون، والمسيحيون، واليسار”.
وترى الناشطة المسلمة ياسمين فاروقي في حديثها للجزيرة نت، أن “استخدام الهويات السياسية في سياسات بنك الأصوات يؤدي إلى تفاقم التوترات بين الهندوس والمسلمين في شمال الهند”.
من جهته، يقول آلور شاه نواز، نائب الأمين العام لحزب “ويدودالاي تشروتايكال” المتحالف مع حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض، في تصريح للجزيرة نت، إن “السياسة الهندوسية المعادية للمسلمين لا تلقى ترحيبًا في جنوب الهند”.
عقلانية وعلمانية
يتفق شاه نواز وإلياس على أن فشل أيديولوجية حزب “بهاراتيا جاناتا” المعادية للمسلمين بالوصول إلى جنوب الهند يعود إلى المقاومة الراسخة بالأيديولوجية “الدرافيدية” والعقلانية التي أسسها المصلح العقلاني بيريار، والتي تدعو إلى الوحدة بين جميع المجموعات العرقية ذات الخلفية الدرافيدية، والعلمانية، وضمان حقوق الأقليات، وحقوق المرأة.
وعبر شاه نواز للجزرة نت، أنه “عندما كانت ولايات تاميل نادو، وكيرالا، آندرا براديش ولاية واحدة في جنوب الهند، بدأ شعبها حركة توعية بزعامة بيريار، تهدف إلى تعزيز مبدأ أن السلطة لا ينبغي أن تكون حكرًا على طبقة البراهمة، بل يجب أن تُقسَّم بين الجميع، بما في ذلك المسلمون الذين هم في نفس الجانب مع الطبقات غير البراهمة”.
ويتهم الهنود في جنوب الهند حزب “بهاراتيا جاناتا” بأنه يمثل مصالح طبقة البراهمة، وفقًا للمعتقدات الهندوسية التي تضعهم في قمة نظام الطبقات، وتُعرف هذه الطبقة بتوليها المناصب العليا في الحكومة وتمتعها بامتيازات اقتصادية واجتماعية بارزة.
وفي السياق، أوضح إلياس للجزيرة نت، أن “الحركة الدرافيدية التي روج لها بيريار، تعتبر حركة معادية للطبقة البراهمية الهندوسية، وأشار إلى أن هذه الحركة أقوى في جنوب الهند، خاصة في ولاية تاميل نادو”.
وحسب شاه نواز، بسبب هذه الأيديولوجية التي تدعى الوحدة الدرافيدية، هناك وحدة بين المسلمين والهندوس -أكثرهم غير البراهمة- في ولاية تاميل نادو التي يحكمها حزب “درافيدا مونيترا كازهاجام”، وهو حزب يعتمد على أيديولوجية بيريار.
من جهتها، ترى فاروقي، في حديثها للجزيرة نت، أن “جنوب الهند يتمتع عمومًا بمشهد سياسي أكثر تعددية، يركز على الهوية الإقليمية، بالإضافة إلى مؤشرات اجتماعية أفضل، وهذه العوامل ساهمت في خفض التوترات الدينية في الولايات الجنوبية مقارنة بالولايات الأخرى”.
المستوى التعليمي
ويرى المراقبون أن أحد الأسباب لاختلاف أوضاع المسلمين بين شمال وجنوب الهند يكمن في مستوى التعليم، وفي هذا السياق، يقول إلياس إن مستوى التعليم للمسلمين في الولايات الشمالية أقل مقارنة بالولايات الجنوبية مثل كيرالا وتيليجانا وتاميل نادو.
ويُرجع إلياس ذلك إلى عدة عوامل، من بينها هجرة المسلمين المتعلمين من الشمال الهندي إلى باكستان بعد تقسيم الهند وباكستان عام 1947، والتمييز المستمر ضد المسلمين، وقلة دعم الحكومات،
ودعم إلياس رأيه بالاستشهاد بتقرير صادر عن الحكومة الهندية عام 2006 من “لجنة ساشار”، والذي أوصى الحكومة الهندية بزيادة المنح المقدمة للمؤسسات التعليمية الإسلامية وزيادة عدد المعلمين المسلمين نظرا لظروفهم التعليمية والاجتماعية.
ويرى شاه نواز للجزيرة نت، أن “المستوى التعليمي والوعي السياسي الأعلى لدى المسلمين والهندوس في الجنوب قد أسهما في خلق بيئة فكرية نضالية ضد التمييز ضد المسلمين”، ومن جهته، عبر إلياس للجزيرة نت، عن تفاؤله بزيادة الوعي بين المسلمين في شمال الهند بأهمية متابعة التعليم العالي.
اضطهاد وتمييز
ويرفض شاه نواز ادعاءات أن المتطرفين الهندوس يتصرفون ضد المسلمين بسبب حكم السلالات المسلمة للهند لأكثر من 800 عام، واصفًا هذه الادعاءات بأنها “غير منطقية”، وأوضح أن “هناك حكامًا هندوسًا احتلوا أجزاء كثيرة من الهند، كما أن المغول والسلالات المسلمة الأخرى لم يفرضوا الدين الإسلامي، ولو كانوا قد فرضوا ذلك، لكانت الهند الآن دولة مسلمة، لكن الهندوس يشكلون الأغلبية في البلاد”.
وقال إلياس للجزيرة نت، إن “حكومة حزب بهاراتيا جاناتا تستهدف المسلمين الآن من خلال مشروع قانون الوقف الذي يستهدف ممتلكات المسلمين، وكذلك من خلال الالتماسات ضد قانون أماكن العبادة، الذي يحظر على الأفراد من دين معين المطالبة بأماكن العبادة الخاصة بأديان أخرى”، مشيرا إلى أن إلغاء هذا القانون محاولة من قبل الجماعات الهندوسية المتطرفة للمطالبة بالمساجد باعتبارها معابد هندوسية.
وأضاف أن “المسلمين يتصدون للاضطهاد والتمييز ضدهم من خلال الإجراءات القانونية، ومن خلال الاحتجاجات والتجمعات، بالإضافة إلى دعم أحزاب المعارضة في الانتخابات، لأنها على الأقل ليست طائفية، حتى وإن كانت لا تدعم المسلمين بشكل مباشر”.
الجدير بالذكر أن خبر “لماذا يعاني المسلمون في شمال الهند أكثر مقارنة بالجنوب؟” تم نقله واقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق اشراق العالم 24 والمصدر الأصلي هو المعني بما ورد في الخبر.
اشترك في نشرة اشراق العالم24 الإخبارية
الخبر لحظة بلحظة
اشرق مع العالم
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.