نوستاليجا الألفينيات فى عمل فنى لـ أمنية الرفاعي بصالون الشباب

يشهد صالون الشباب في دورته الـ 35 المقامة حاليا خلال الفترة من 11 ديسمبر الجاري حتى 11 يناير 2025 المقبل مجموعة من الأعمال المميزة من شباب الصالون المشاركين، ومن بينهم عمل بعنوان “خلل” والذي تقدمه الفنانة التشكيلية أمنية أشرف أحمد الرفاعي، الحاصلة على بكالوريوس فنون جميلة جامعة حلوان قسم تصوير عام 2021، وحصلت على إحدى جوائز صالون الشباب لهذه الدورة، وهي الجائزة التشجيعية مجال الفنون الرقمية.

قالت الفنانة أمنية الرفاعي: أشارك في صالون الشباب للمرة الأولى، فقد شاركت من قبل في مجموعة من المعارض والمسابقات المختلفة من وبينهم حصول على جائزة من مؤسسة فاروق حسني للفنون وأخرى من جمعية محبي الفنون الجميلة، وفوزي بجائزة التشجيعية بصالون الشباب كان دافع كبير لي حتى استمر في ذلك الفن وما يؤكد أن لجنة الجائزة رأت أن ذلك الفن مختلف ويستحق أن يستمر.

وأضافت أمنية الرفاعي في تصريح خاص لـ “اليوم السابع”: يتحدث العمل عن الذكريات القديمة وكيف عاش جيل أواخر التسعينات تلك الذكريات الجميلة وتخيلي لتلك الفترة والعوالم الخيالية التي كنا نعيشها في فترة طفولتنا والألعاب البسيطة التي كان يلعبها جميع الأطفال تقريبًا في نفس الوقت حيث أنها كانت الألعاب المشهورة والمتداولة في تلك الفترة من الوقت، وذلك حاولت أن أجسد “النوستاليجا” بالنسبة للطفولة في ذلك الوقت المميز وهي الحقبة التي لن تتكرر مرة أخرى خاصة مع ظهور التكنولوجيا التي تتطور يومًا بعد يوم.

وتابعت أمنية الرفاعي: توقعت أن جمهور الصالون سيتفاعل بشكل كبير مع العمل الذي يلامس ذكرياتهم وذكرياتنا جميعًا خاصة أن أغلب رواد الصالون من الشباب تقريبًا فكلنا عشنا نفس الفترة بنفس الألعاب المميزة، وهو ما وجدته بالفعل حيث تفاعل الجميع مع اللوحة، ولم يقتصر العمل على الأشياء المفضلة فقط بل حاولت إظهار أيضًا مجموعة من العناصر التي كانت مصدر للخوف بالنسبة لنا ومن بينهم الكلب الأسود الذي يذكرنا نوعًا ما بكائن “السلعوة” وهي أشياء كنا نخاف منها دون معرفة السبب وراء ذلك الخوف، فربما يعود ذلك للموروثات القديمة.

تفاصيل مشروع خلل

وأضافت أمنية الرفاعي: كما تعمدت إظهار أشخاص بأعمار مختلفة داخل اللوحة وهو تعبيرًا عن أن تلك الفترة التي ستظل عالقة في أذهاننا جميعًا مهما مر الوقت ومها تقدمنا في العمر، والعمل نفسه بما أنه يتحدث عن الألعاب أو النوستالجيا في فترة أواخر التسعينات وأوائل الألفينات فجاء في ذهني أن لماذا لا يكون العمل نفسه كلعبة، وذلك من خلال السطح المغناطيسي حيث يمكن تغيير العناصر داخل اللوحة بطرق وأشكال مختلفة، خاصة أنني مؤمنة بفكرة أن للمتلقي دورًا مهمًا في اكتمال عناصر العمل، فحاولت أن استغل الفكرة التي قدمها صالون الشباب وهي فكرة “الفن التفاعلي” والتي فتحت مجالات أخرى غير أن يكون الفن مقتصر على الرسم والتصوير والنحت فقط، بل هناك مجالات جديدة ومختلفة، وهو ما حاولت أن أقدمه من خلال العمل أن يكون بمثالة لعبة وأن يتفاعل المتلقي مع العمل سواء من الجيل نفسه أو من الأجيال السابقة التي ستشاهد طفولة أبناءهم مرة أخرى تتجسد أمام أعينهم.

وتابعت أمنية: كما حاولت خلال استخدام عناصر العمل أن أقوم بإظهار شكل البيت المصري في تلك الفترة داخل العمل من حيث الأرضيات التي يغطيها السجاد والتفاصيل والديكورات التي تملأ العمل وهو ما يجسده اسم العمل نفسه “خلل” الذي يأتي من وجود أشياء كثيرة متنوعة قد تكون غير متناسقة مع بعضها البعض ولكنها موجودة كلها، بالإضافة إلى تداخل الذكريات الخاصة بتلك الفترة مما يتسبب في نوع من التشوش الفكري حيث الذكريات المتقطعة غير الكاملة وكأنه عالم خيالي غير موجود.

الجمهور يتفاعل مع العمل الفني

وأشارت أمنية أن العمل تم على أكثر من مرحلة حيث كان في البداية مجرد لوحة عادية كفن رقمي، ثم بدأت العمل عليه أكثر للخروج به إلى مرحلة أكثر تتطور وفعالية بمحاولات متنوعة، وذلك خلال 4 أشهر تقريبًا لتجهيز الفكرة النهائية للعمل، بينما تم تنفيذه خلال أسبوعين فقد بعد الانتهاء من مرحلة التجهيزات والوصول إلى الفكرة النهائية.

وأضافت أمنية أن الصالون حدث مهم بالنسبة للشباب حيث أنه أتاح فرص كبيرة للكثير من الشباب الفنانين لإظهار مواهبهم خاصة أن الحضور قوي من الفنانين من مختلف الأجيال، وفكرة تنوع المجالات داخل الصالون هي مختلفة مميزة غير موجودة في أغلب المعارض أو المسابقات الأخرى التي تقتصر على النحت والتصوير والرسم فقط تقريبًا، على عكس الصالون الذي يتيح الفن التفاعلي والتجهيز في الفراغ والفن الحركي وغيرهم من أنواع الفن الأخرى.

“خلل.. هو عمل فني تفاعلي يسجد تجربة الطفولة الفريدة في الألفينات.

الفنانة أمنية أشرف مع عملها

أطلق العنان لطفلك الداخلي، ودع إبداعك يحلق، اغمر نفسك في اللوحة، وتلاعب بالقطع، واجعل رؤيتك تنبض بالحياة، بمجرد أن تنتهي، سجل تحفتك الفنية وشاركها معي”.

أثناء تحريك رموز المشروع

خلل