أدب وثقافة

أشهر 5 محاكمات فى تاريخ مصر الحديث.. عرابى ودنشواى الأبرز

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


ارتبط تاريخ مصر الحديث بالعديد من الأحداث والمواقف الهامة، منها الكثير من المحاكمات التى كان لها تأثير على تغيير مجرى التاريخ، بعضها خص زعماء ورؤساء، وأخرى كانت خاصة بأحد أشهر أدباء الوطن العربى، وفى السطور التالية نسلط الضوء على عدد من أشهر المحاكمات فى تاريخ مصر.


 


محاكمة عرابى


اعتُقل زعماء الثورة العرابيَّة، واعتُقل أيضًا كثيرون من الضباط، وأُلقوا فى السجون رهن التحقيق والمحاكمة، وكثُرت السعايات والوشايات، فأخذ المغرضون يشون بخصومهم بتهمة أنهم كانوا من الخارجين على الخديوى، حتى امتلأت السجون بالمتهمين، وبلغ عدد المقبوض عليهم أكثر من 39 ألف نفس.


ووضعت الحكومة يدها على جميع زعماء الثورة، ماعدا السيد عبد الله نديم، فإنه اختفى عن الأنظار ولم تستطع عيون الحكومة أن تعرف مقرَّه، وقُبض على كبار الضباط المعروف عنهم التشيع لعرابى أو الذين اشتركوا فى حوادث الثورة، وغصَّت السجون بكبار المعتقلين … نذكر منهم: عرابى باشا، ومحمود باشا سامى البارودي، ومحمود فهمى باشا، ويعقوب سامى باشا، وعبد العال حلمى باشا، وعلى فهمى باشا، وطلبة باشا عصمت (السبعة الزعماء)، وحسن باشا الشريعى وزير الأوقاف فى وزارتى راغب والبارودي، وعبد الله باشا فكرى وزير المعارف فى وزارة البارودي، إلخ.


وقد حوكم عرابى وصحبه أمام محكمة عسكرية مصرية بتهمة عصيان الخديوى، واهتم بأمره منذ القبض عليه المستر ولفرد بلنت المستشرق الإنجليزي، الذى ناصره منذ ابتداء الحركة والمشهور بمناصرته لمصر والمصريين، وسعى جهده فى إنقاذ عرابى من الإعدام، ولم يكن هذا المسعى من صالح عرابى فى شىء؛ لأن حياته فى الواقع لم تكن لها قيمة بعد الهزيمة، وقد اختار له المستر بلنت باتفاقه مع السلطات الإنجليزية اثنين من المحامين الإنجليز، وهما المستر برودلى والمستر نابيه، للدفاع عنه أمام المحكمة العسكرية.


 


محاكمة دنشواى


تُعد أول تنفيذ لحكم بالإعدام شنقاَ فى العصور المعروفة بالحديثة تلك الواقعة التى كانت بمثابة انطلاق للثورة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزى ووقف فيها أهالي قرية دنشواى بمركز الشهداء ضد ضباط الاحتلال الإنجليزى، تلك الحادثة التى هزت أركان بريطانيا جاءت أحداثها في 11 يونيو 1906 عندما تحركت القوات البريطانية من القاهرة إلى الإسكندرية عبر الطريق الزراعي ثم وصلت إلى المنوفية يوم الأربعاء 13 يونيو 1906. 


وفى تلك الأثناء – كان صيد الحمام ممنوعا بحكم القانون ولكن البريطانيين تجاوزوا كل الحدود وما أن وصلوا إلى دنشواى بقيادة “الميجور كوفين” وأصبحوا يتجولون بالقرب من القرية المنكوبة وتراهنوا لاصطياد الحمام من على أشجار دنشواي، وبالفعل قام كل من “كوفين”، و”بول” و”بوستك”، بإطلاق الأعيرة النارية لاصطياد الحمام بجوار الأشجار.


 


محاكمة طه حسين


وفى يوم 30 مايو سنة 1926 تقدم الشيخ حسنين الطالب بالقسم العالى بالأزهر ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الدكتور طه حسين “الأستاذ بالجامعة المصرية” بأنه ألف كتابا أسماه “فى الشعر الجاهلى” ونشره على الجمهور، وفى هذا الكتاب طعن صريح فى القرآن، وقدر رصد الكاتب الراحل خيرى شلبى هذه المعركة من خلال كتابه “محاكمة طه حسين” والكتاب فى مجمله هو نص التحقيقات التى أجراها النائب “محمد نور” مع الدكتور طه حسين فى سنة 1926 بعد البلاغات التى قدمت من الشيخ خليل حسنين الطالب بالقسم العالى بالأزهر، ومن شيوخ الجامع الأزهر، ومن عبد الحميد البنان عضو مجلس النواب، يتهمون فيها الدكتور “طه” بأنه نشر ووزع وعرض للبيع فى المحافل والمحلات العمومية كتابا أسماه “فى الشعر الجاهلى” طعن وتعدى فيه على الدين الإسلامى. وما يلفت النظر بداية أن هذه البلاغات قدمت من الفترة ما بين 30 مايو 1926 و14 سبتمبر من العام نفسه، لكن النائب العام انتظر مجيء الدكتور طه حسين الذى كان خارج مصر فى 19 أكتوبر وبدأ بعدها التحقيق.




محاكمة السادات


عقدت فى عام 1948 فى قضية اغتيال الوزير أمين عثمان، وحملت القاعة اسمه بعد ذلك، حيث دخلها الرئيس الراحل أنور السادات بعد نحو ثلاثين عاما، بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للهيئات القضائية ليعقد أولى جلساته، تم فيها إصدار حكم ببراءة الرئيس الراحل أنور السادات في قضية اغتيال أمين عثمان باشا وزير المالية السابق فى وزارة حزب الوفد، ورئيس “الرابطة المصرية البريطانية”.


 


محاكمة الجاسوسة هبة سليم


مثلت هبة أمام القضاء المصري ليصدُر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها، وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها بل إنها تقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة لكن التماسها رفض، وكان وقتها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي قد حضر إلى أسوان لمقابلة الرئيس السادات، في أول زيارة لهُ إلى مصر بعد حرب أكتوبر 1973 وفوجئ السادات بهِ يطلب منهُ بناء على رغبة شخصية من جولدا مائير أن يخفف الحكم عليها، التى كانت تقضي أيامها فى أحد السجون المصرية، وفطن السادات أن الطلب سيكون بداية لطلبات أخرى ربما تصل إلى درجة إطلاق سراحها، فنظر إلى كيسنجر قائلاً: “تخفيف حكم؟ لقد أعدمت”.


وعندما سأل كيسنجر باستغراب: “متى؟!”، رد السادات دون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية الذى كان يقف على بعد خطوات وكأنه يصدر له الأمر: “النهاردة”، ونفذ حكم الإعدام شنقاً فى هبة سليم فى اليوم نفسه فى سجن الاستئناف بحى باب الخلق وسط القاهرة.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading