المبدعون.. إحسان عبد القدوس أعماله تتجاوز الـ600 رواية وقصة
اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:
لا شك أن الأدب والإبداع يشكلان ركيزة أساسية فى نهضة المجتمعات وتقدمها، فصاحب القلم يملك القدرة على تشكيل الوعى وتهذيب الذوق العام بين أبناء شعبه، بل يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من حدود وطنه، وفي مصر برز عدد كبير من عباقرة الكتابة والسرد الذين تركوا بصمات لا تُنسى، ورغم رحيلهم إلا أن أعمالهم ما زالت تثرى المكتبات العربية وتسهم في تشكيل الهوية الثقافية، ومن بين هؤلاء العمالقة الأديب الكبير أحسان عبد القدوس، الذي جسّد بأدبه عبقرية قلما تتكرر.
ولد إحسان محمد عبد القدوس في يناير 1919م، قبل أن يسافر والده إلى إيطاليا لدراسة فن التمثيل، ألحقه أبوه بكتاب العباسية، ثم التحق بمدرسة السلحدار في باب الفتوح، ليكون في رعاية محمد عبد الوهاب مدرس الموسيقى وصديق والده محمد عبد القدوس.
وبعدها التحق بمدرسة خليل أغا “1927-1931″، ثم بمدرسة فؤاد الأول، حيث حصل على التوجيهية “الثانوية” عام 1938م، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وحصل على الليسانس في عام 1942.
عقب تخرجه من كلية الحقوق حاول العمل بالمحاماة، لكنه فشل في ذلك، ثم اتجه للعمل في مجال الصحافة، فكتب مقالاً ضد السفير البريطاني بعنوان “هذا الرجل يجب أن يذهب”، وكان رئيس الوزراء آنذاك محمود فهمي النقراشي، فقبض على إحسان وأودع سجن الجانب، وشهد مكتب وكيل النيابة مناقشة حامية بين الأم “روز اليوسف” والابن “إحسان” كل منهما يريد أن يتحمل مسئولية المقال، وفقًا لمشروع حكاية شارع الذى أطلقه الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.
بعد الإفراج عن إحسان عينته والدته رئيسًا لتحرير مجلتها روز اليوسف، وظل رئيسًا لتحريرها خلال الفترة “1945-1964م”، وكان قد تولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف عام 1960م، عقب تأميم الصحافة، ثم عين رئيسًا لتحرير أخبار اليوم خلال الفترة “1966-1974م”، وعين عام 1971م رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة ذاتها.
واختير كاتبًا متفرغًا بجريدة الأهرام خلال الفترة “1974-1975م”، ثم رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام من مارس 1975 حتى مارس 1976م، وبعدها أصبح كاتبًا متفرغًا بالأهرام حتى وفاته في يناير 1990م.
لن تنس الحياة السياسية المصرية نضال إحسان من أجل الديمقراطية والحياة الدستورية والحريات العامة، حتى دفع الثمن غاليًا كما يدفعه المناضلون الأحرار، دون أن يخفت له صوت أو يجف له قلم، أو يساوم على مبادئه التي آمن بها إلى آخر يوم من حياته، لم يكن حزبيًا في يوم من الأيام، إلا أنه كان عضوًا غير منتسب إلى كل القوى الشريفة التي كانت تناضل من أجل حرية الشعب واحترام الدستور، وعندما صدرت صحيفة الوفد في عام 1984، كان قلم إحسان عبد القدوس في طليعة الأقلام الشريفة التي ازدانت بها الصحيفة.
أسرة إحسان
والدة إحسان هي السيدة روز اليوسف واسمها الحقيقي فاطمة اليوسف وهي لبنانية الأصل، نشأت يتيمة إذ فقدت والديها منذ بداية حياتها، وبدأت حياتها الفنية مع إسكندر فرح صاحب فرقة مسرحية.
وتعرفت فاطمة اليوسف على المهندس محمد عبد القدوس، المهندس بالطرق والكباري، وكان عبد القدوس من هواة الفن، فأعجبت به فاطمة وتزوجته، فثار والده وتبرأ منه وطرده من بيته لزواجه من ممثلة، فترك الابن وظيفته الحكومية وتفرغ للفن ممثلًا ومؤلفًا مسرحيًا، وأنجب إحسان ولدين هما محمد وأحمد ومنحهما الحب والرعاية، فأصبح محمد أديبًا معروفًا، أما أحمد فحصل على الماجستير في إدارة الأعمال من كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
لقد كتب إحسان عبد القدوس أكثر من ستمائة رواية وقصة، قدمت السينما المصرية عدداً كبيراً منها حيث تحولت 49 رواية إلى أفلام، و5 روايات إلى نصوص مسرحية، و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية، و10 روايات أخرى تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية، إضافة إلى أن 65 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية، ومن رواياته “لن أعيش في جلباب أبي- يا عزيزي كلنا لصوص- وغابت الشمس ولم يظهر القمر- الحياة فوق الضباب- في بتنا رجل”.
جوائز إحسان
حصد إحسان عبد القدوس العديد من التكريمات إذ منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما تم منحه وسام الجمهورية فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك، إلى جانب جائزة الدولة التقديرية فى الآداب.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.