خيارات صعبة تنتظر ترامب مع "لعبة الكراسي" السورية
نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “خيارات صعبة تنتظر ترامب مع "لعبة الكراسي" السورية”
ومنذ الأربعاء، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة)، مع فصائل معارضة أقل نفوذا بعضها موال لتركيا، هجوما مباغتا يُعدّ الأعنف منذ سنوات، وتمكّنت من التقدّم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة المجاورتين.
عسكريا وسياسيا.. سيناريوهات هجوم الفصائل المسلحة في حلب
في وقت تواصل فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة هجومها الكبير ضد النظام السوري على عدة جبهات في حلب وإدلب وحماة شمالي البلاد، تثار تساؤلات عن حدود السيطرة التي ستكون على الأرض في المرحلة المقبلة، وكذلك الأمر بالنسبة للميدان السياسي، فما هي السيناريوهات التي يتوقعها خبراء ومراقبون؟.
وأصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في هذا البلد، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام وميليشيات إيرانية، حسبما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الأحد.
سحب القوات
بعد أيام من إعلان فوز ترامب في انتخابات الرئاسي، قال روبرت أف كندي جونيور إن الرئيس المنتخب يريد سحب القوات الأميركية من شمال سوريا بدلا من تركها “وقوداً للمدافع إذا اندلع قتال بين تركيا والمسلحين الأكراد”.
لكن مدير التحالف الأميركي شرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب، يرجح أن يركز ترامب على تعزيز (قسد)، التي تعتبر الحليف الأساسي للولايات المتحدة في سوريا، خاصة في ظل التحديات الحالية.
وقال حرب: “ربما سيعمل ترامب على تقوية قسد لحماية مناطق استراتيجية مثل ممر البوكمال مع العراق والمحافظة على هذا الممر حتى الحدود مع الأردن. هذا الممر حساس للغاية لأنه يربط إيران بسوريا ويعتبر شريانا لعمليات الدعم العسكري الإيراني”.
وأضاف أن ترامب لن يقدم على خطوة إغلاق القواعد العسكرية الأميركية في سوريا كما حاول خلال ولايته الأولى، وقال إن “إغلاق هذه القواعد، خاصة قاعدة التنف، سيمنح إيران وحلفاءها فرصة لتعزيز نفوذهم في المنطقة”.
ويرى حرب أن ترامب قد يلجأ إلى التنسيق مع روسيا لتشكيل مجلس وطني وحكومة انتقالية في سوريا كجزء من الحل السياسي.
“قد يستخدم ترامب سوريا كورقة ضغط رئيسية على إيران، خاصة من خلال تعزيز العقوبات الاقتصادية ومنع الدول من شراء النفط الإيراني”، يقول حرب.
الوجود الإيراني
ويشير الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، المتخصص في الشأن السوري، سمير التقي أن “هناك توافقا أميركيا إسرائيليا وغربيا عاما حول تصفية الوجود الإيراني في سوريا، وهو أمر قد يشكل محورا أساسيا لأي استراتيجية يتبناها ترامب”.
ويرى التقي، أن الهجوم المباغت واسع النطاق من فصائل سورية معارضة أمر طبيعي بعد الضغوط الإسرائيلية المتزايدة على حزب الله وإيران في سوريا ولبنان.
وأشار التقي إلى أن التحركات التركية السريعة جاءت نتيجة مخاوفها من احتمال انسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات في حال عودة ترامب للرئاسة. وقال: “تركيا لديها هواجس كبيرة من الأكراد الذين تعتبرهم تهديا إرهابيا مباشرا”.
وأضاف أن إضعاف حزب الله وإيران وتراجع الدور الروسي “ساهم في خلق فراغ أمني استغلته تركيا لتوسيع نفوذها في الشمال السوري”.
وقال إنه إذا حدث انسحاب أميركي مفاجئ، فإن هذا قد يدفع الفصائل الكردية إلى التحالف مع إيران والنظام، ما يجعل المشهد السوري لعبة كراس موسيقية، حيث تتبدل التحالفات باستمرار.
ويضم الجزء الشمالي من مدينة حلب أحياء عدة تقطنها غالبية كردية، أبرزها الشيخ مقصود والأشرفية، وتخضع لسيطرة القوات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية.
دعم نظام الأسد
خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدمشق شدد رئيس النظام السوري بشار الأسد على “أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج وإفشال مخططاتها”.
واستبق عراقجي وصوله الأحد إلى دمشق، بتأكيد دعم بلاده “الحازم” للنظام السوري. وأعلنت روسيا أن قواتها الجوية تساعد الجيش السوري في “صد” فصائل معارضة بمحافظات إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وحلب (شمال).
من دمشق.. وزير الخارجية الإيراني يقر بأن “الوضع صعب”
نقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله، الأحد، خلال زيارة لدمشق إن الوضع في سوريا “صعب”.
وارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل معارضة الأربعاء في شمال سوريا إلى 412 قتيلا على الأقل بينهم 61 مدنيا، حسبما أفاد المرصد الأحد.
وأوضح المرصد أن الهجوم أسفر عن مقتل 214 مسلحا في صفوف الفصائل و137 قتيلا في صفوف قوات النظام والميليشيات الموالية لها و61 قتيلا مدنيا، بينهم 17 سقطوا الأحد.
ويرى التقي أن “إيران مستمرة في إرسال الرسائل بأنها لن تتراجع عن دعم النظام”، معتبرا أن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في سوريا نقطة محورية.
وأشار إلى أن التحالفات في سوريا باتت متغيرة بسرعة: “كل الأطراف تحاول اقتناص مصالحها في الساحة السورية، ما يجعل من الصعب على أي إدارة أميركية، بما في ذلك ترامب، تبديل طبيعة الصراع بشكل جذري”.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.