القتال في غزة والحصاد في طهران! – أخبار السعودية
الخطة الأمريكية التي بدأت بعد الغزو الأمريكي للعراق 2003م، كان عنوانها العريض «الفوضى الخلاقة» والتي هدفت لتدمير المنطقة وإعادة بنائها من جديد على أسس ليبرالية يسارية غربية.
السعودية ومصر تصدتا لذلك المشروع الهدام وأجهضتاه في مهده، لقد كان العراق مثالاً حياً للفوضى الأمريكية التي بدأتها واشنطن وما زالت آثامها الكارثية لليوم، لكن حماس والإخوان أجهضتا التصدي، وحققتا للعجم والغربيين مرادهم في التسلل للأراضي العربية وتبرير تواجدهم فيها، وكأن ما يحصل هو قتال في غزة وحصد النتائج في طهران وواشنطن.
اليوم تحقق للأمريكان ما فشلوا في تحقيقه طوال عقدين وعلى أيدي حماس ومن ورائها تنظيم الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي لطالما ادعت عداءها للغرب وحرّضت على حلفائه العرب، لقد أطبق الأمريكان على عنق المنطقة كما لم يحصل من قبل.
كانت أهم شعارات الجماعات الراديكالية طوال تاريخها إخراج القوات الأجنبية من المنطقة، ونشرت دعايات مكذوبة ضد دول الاعتدال بأنها من تهيئ للقوات الأجنبية التواجد والسيطرة، وشنّت على السعودية تحديداً حرباً دعائية عبر أدواتها وعملائها إثر تواجد القوات المشتركة (الغربية والعربية) في حرب الخليج الثانية، واستمر شعار «أخرجوا الكفار من جزيرة العرب» عنواناً عريضاً للأيديولوجيا الإخوانية، وتحته شن أفرادها عمليات قتالية في المدن السعودية، بما فيها الحرمان الشريفان.
فإذا بحماس ومن خلفها جماعة الإخوان الإرهابية هي من تمهّد الطريق لتواجد دائم للأمريكان، بل وترحب بقاعدة بحرية تنشئها واشنطن بالقرب من غزة، ويتم عسكرة البحر الأبيض المتوسط ويتحوّل إلى بحيرة غربية، وتسيطر قوات البحرية الأمريكية على مضيق باب المندب بحجة مكافحة الحوثيين.
نتائج التخادم الحمساوي الأمريكي لم تحظَ به الولايات المتحدة طوال تاريخها حتى مع حلفائها في الناتو، وتحولوا من فصيل ادعى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي إلى مجرد مقاولين ينفذون المخطط الأمريكي لهدم المنطقة دون تحقيق نتائج لصالح القضية الفلسطينية.
الإخوان يحلمون أن تكافئهم واشنطن بحكم الدول العربية، ولذلك فلا فلسطين ولا غيرها يمثل لهم أهمية أبداً، مرشد الإخوان المسلمين الأسبق محمد مهدي عاكف قال في تصريح منشور «طز في مصر»، تعبيراً عن أممية التفكير الذي تتبناه جماعته وتتحرك من خلاله، وعلى خطاه قال مرشد الإخوان في غزة محمود الزهار «فلسطين لا تساوي مسواك» في أحلام الجماعة.
التخادم الإخواني الغربي ليس جديداً، لقد انكشف بشكل جلي في أحداث «الخريف العربي»، الذي اندحر بسبب الموقف السعودي الصلب الرافض للتدخل في الشؤون العربية، اليوم يتكرر سيناريو أشد ضراوة يضرب الإقليم بالكامل ويهدف إلى تتويج طهران شرطياً للخليج والإقليم مرة أخرى.
اقرأ على الموقع الرسمي
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.