أدب وثقافة

يوم البون فاير.. ليلة الخيانة كيف تحولت من مؤامرة إلى احتفال ضخم فى بريطانيا؟

اشراق العالم 24 متابعات ثقافية:


يحيى البريطانيون فى الخامس من نوفمبر من كل عام ما يعرف بـ ليلة البون فاير، أو ليلة جاى فوكس المعروفة أيضًا باسم ليلة الألعاب النارية، حيث يبدأ تاريخ تلك الليلة بأحداث الخامس من نوفمبر عام 1605 عندما ألقى القبض على جاي فوكس وكان واحدًا من جماعة المتآمرين الذين خططوا لاغتيال الملك جيمس الأول ملك بريطانيا، وتفجير مبنى اللوردات.


ويأتي احتفال بريطانيا العظمى، بهذه الليلة منذ عام 1605، عندما أُلقِى القبض على “جاى فوكس فانديتا”، أحد أعضاء مؤامرة البارود، أثناء حراسته لمتفجرات وضعها المتآمرون فى قبو مبنى البرلمان البريطانى أو مجلس اللوردات، حينها أشعل الناس النيران فى أنحاء لندن احتفالًا بنجاة جيمس الأول ملك إنجلترا من محاولة اغتياله، وبعدها بعدة شهور فُرِضَ قانون إلزام الاحتفال بالخامس من نوفمبر الذى خصص يومًا سنويًا عامًا للاحتفال بفشل المؤامرة.


وتقول دائرة المعارف البريطانية إن المتآمرين بقيادة روبرت كاتيسبي، وهم من الكاثوليك المتعصبين، كانوا غاضبين من الملك جيمس الأول لأنه لم يبد تسامحا دينيا تجاه الكاثوليك.


لقد خططت تلك المجموعة التي ضمت 12 شخصا لتفجير مبنى البرلمان (قصر وستمنستر) في 5 نوفمبر من عام 1605، بهدف قتل الملك وأعضاء البرلمان من أجل تمهيد الطريق لإعادة الحكم الكاثوليكي إلى إنجلترا.


وبحسب كتاب “تذكر اليوم الخامس من شهر نوفمبر” للمؤلف جيمس شارب، فإن فوكس فانديتا، حاول إشعال البارود فور أن رأى الجنود لكنه فشل، حيث إن الجنود تغلبوا عليه وقاموا بتقييده جيدًا، وتم اقتياده إلى برج لندن، وهناك تعرض للتعذيب، واعترف على أسماء شركائه تحت وطأة التعذيب وهم (روبرت وينتر ووكريستوفر رايت وتوماس بيرسسى وجيدو فوكس وروبرت كاتربى وتوماس وينتر) وتم القبض عليهم جميعًا.


وقد تم تنفيذ حكم الإعدام فى 31 يناير 1606م خارج البرلمان، وكانت تقاليد الإعدام فى تلك الفترة تقضى بشنق المتهمين بالخيانة وتقطيعهم إلى أربعة أجزاء، لكن فوكس قام بالقفز قبل تنفيذ الحكم، فمات بسبب كسر رقبته.


خلال بضعة عقود، أصبح يوم خيانة البارود (كما كان معروفا حينئذ) الاحتفال السائد في بريطانيا، إلا أن كونه يحمل إيحاءات دينية شديدة جعل منه أيضًا تركيزًا على الآراء المناهضة للكاثوليكية، ألقت الجماعة التطهيرية خطبا عن الأخطار الملحوظة من جهة البابوية، وفى أثناء الاحتفالات شديدة الصخب قام الناس بحرق دُمى تمثل الشخصيات المكروهة مثل أي شخصية بابوية كاثوليكية.


وفي الوقت الراهن يتم اليوم الاحتفال بيوم جاي فوكس في بريطانيا، وفي عدد من البلدان التي كانت في السابق جزءا من الإمبراطورية البريطانية، بمسيرات المشاعل والألعاب النارية والطعام، وتقليديا، يحمل الأطفال هذه الدمى المسماة “جاي” في الشوارع في الأيام التي تسبق يوم جاي فوكس ويطلبون من المارة “بنسا مقابل جاي”، وغالبا ما يرددون الأغاني المرتبطة بهذه المناسبة، كما يتم أحيانا إلقاء دمى من القش تمثل فوكس في النار. وفي السنوات الأخيرة، باتت تلك الدمى تمثل شخصيات سياسية معاصرة.



اقرأ على الموقع الرسمي


اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading