عاجل.. إلى أين وصل مشروع اللحوم البلدي في تشاد.. وما سر مصادرة الشحنة الأولى رغم الزخم الإعلامي.. وما تحتاجه مصر لسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك؟
إلى أين وصل مشروع اللحوم البلدي في تشاد.. وما سر مصادرة الشحنة الأولى رغم الزخم الإعلامي.. وما تحتاجه مصر لسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك؟
في خطوة تبدو رائعة، وتفكير خارج الصندوق لحل بعض المشكلات التي تواجه مصر من ارتفاع الاستهلاك وقلة الإنتاج، جاءت فكرة إنشاء تبادل تجاري مع دول إفريقيا بتصدير المنتجات المصرية واستبدالها برؤوس ماشية، للحد من زيادة فاتورة الاستيراد وخفض الضغط على العملة الصعبة (الدولار) في ظل ندرته وشحه في البنوك آنذاك.
وتقوم شركة مصرية بتبني مشروع إقامة حظيرة مواشي، داخل دولة تشاد، على أن تكون طريقة تسمين “العجول والمواشي” مصرية خالصة ليكون اللحوم أشبه باللحوم البلدية.
ونالت الفكرة إعجاب الكثير من الخبراء الاقتصاديين والمهتمين بالشأن العام، وتبنى أحد الكيانات الكبرى المشروع، ووضعه ضمن خطته للمساهمة في القضاء على المشكلات التي تواجه غالبية المواطنين والحد من ارتفاع الأسعار.
وانطلق المشروع في مطلع مارس من الماضي، في دولة تشاد، وحظى باهتمام إعلامي كبير، وتناقلت عدد من القنوات ولأول مرة الإعلان عن إنشاء مزرعة للإنتاج الحيواني في جمهورية تشاد من أجل تصدير إنتاجها إلى مصر.
ولكن مع مرور ما يقرب من عام ونصف العام، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لا توجد أية تحديثات جديدة بشأن هذه المزرعة أو توريدات اللحوم الخاصة بها من تشاد، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حولها، ولعل أبرزها:
هل حققت المزارع المصرية في تشاد هدفها؟
كانت إحدى الشركات المصرية، تحت رعاية أحد الكيانات، حصلت على مساحات واسعة من الأراضي في تشاد، وجهزتها وأجرت حجر للأبقار هناك، ودشنت الزراعات المختصة والمناسبة وكذلك الأعلاف، على أن تكون طريقة العلف والتسمين مصرية خالصة، من أجل الوصول إلى لحوم تناسب المستهلك المصري.
ما سبب التفكير في إنشاء مزارع مصرية للحوم في تشاد؟
اعتمدت الفكرة على نظام المقايضة مع رجال الأعمال المصريين للمساهمة بمواد غذائية تحتاجها تشاد الفترة الماضية لتصديرها هناك، والحصول على مبالغ تلك البضاعة لشراء أبقار، بدلا من التعامل بالدولار.
ما حجم إنتاج مزرعة اللحوم المصرية في تشاد؟
وكان القائمين على المشروع أعلنوا عن أن المزرعة ستنتج في العام الأول 30 ألف رأس، ودراسة الجدوى التي أعدتها المجموعة على مدى 5 سنوات، تشير إلى وصول الإنتاج لـ 150 ألف رأس سنويًا.
هل تلقت مصر أي شحنات لحوم من مزارع تشاد؟
في شهر مارس من العام الماضي 2023، وصلت أولى شحنات اللحوم المبردة والتي تم ذبحها وفقا للشريعة الإسلامية من دولة تشاد إلى مطار القاهرة الدولي، استعدادا لضخها في منافذ الشركة القابضة للصناعات الغذائية بسعر 145 جنيهًا.
ما مصير باقي الشحنات من هذه المزارع؟
لم تعلن الجهة المسؤولة عن المزارع حتى الآن عن وصول أي دفعة أو شحنة جديدة من اللحوم الموجودة في تشاد وذلك بعد تلقي أول شحنة بتاريخ 14 مارس 2024.
ما هو سر مصادرة الشحنة الأولى رغم الزخم الإعلامي؟
مع وصول أول شحنة من اللحوم من مزارع تشاد عبر الطيران نظرا لعدم وجود أي رابط بري أو بحري مع دولة تشاد، شهدت تغطية إعلامية على مستوى من المواقع والقنوات، ولكن بعد وقت قليل ظهرت بعض التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي تنتقد الطريقة التي ظهرت في نقل اللحوم وطريقة تغليفها أو الحفاظ عليها، ثم تداول البعض أنباء حول مصادرة الشحنة وسحب ما تم توزيعه في الأسواق دون إبداء أسباب واضحة أو معلنة.
ما نسبة الاكتفاء الذاتي وحجم الفجوة الغذائية من اللحوم في مصر؟
حسب تقرير نشره مركز البحوث الزراعية، في 2023، تناقصت نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء من 64.8% عام 2018 إلى نحو 55.4% عام 2020.
بينما بلغت الفجوة الغذائية من اللحوم الحمراء نحو 538 ألف طن عام 2018، وتناقص إلى نحو 412 ألف طن عام 2020.
كم يبلغ حجم واردات مصر من اللحوم والأبقار والجواميس الحية؟
حسب آخر البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ حجم واردات مصر من اللحوم والأبقار والجواميس الحية خلال شهري يناير وفبراير 2024 نحو 135.71 مليون دولار.
ما أبرز جهود الدولة المصرية لتوفير اللحوم؟
تعمل مصر على زيادة رؤوس الماشية الحية واستيراد سلالات عالية الإنتاجية فضلا عن التحسين الوراثي لأنواع الماشية الموجودة في مصر.
وتتولى وزارة التموين والتجارة الداخلية استيراد شحنات اللحوم الحية والمجمدة من مناشئ مختلفة لتوفيرها في الأسواق المحلية بأسعار في متناول المواطنين محدودي الدخل.
وفي الوقت نفسه تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أعمال تحسين السلالات المنتجة للحوم والألبان في مصر وزيادة أعداد الماشية من مختلف الأنواع، إلى جانب دعم الفلاحين برؤوس ماشية عالية الإنتاجية من سلالات محسنة وراثيًا.
متى يتم نزول أسعار اللحوم في الأسواق؟
قال مصطفى وهبة، رئيس شعبة القصابين، في تصريحات خاصة لموقع “الفجر”، إن سعر كيلو اللحم البلدي الأحمر يتراوح حاليًا بين 400 و450 جنيهًا في الأسواق، مع اختلاف الأسعار حسب المنطقة والمكان الذي تُباع فيه اللحوم.
هل زيادة معدل الاستهلاك أحد أسباب ارتفاع الأسعار.. أم نقص الإنتاج؟
اللحوم الحمراء يوجد عجز نحو 40% عن معدل الاستهلاك ويتم اللجوء إلى الاستيراد من دول أخرى سواء لحوم حية أو مجمدة أو ماشية حية للذبح داخل مصر.
كيف يتم السيطرة على الأسعار بالأسواق؟
أوضح رئيس شعبة القصابين، أن قلة المعروض من اللحوم هو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وخاصة مع تزايد الطلب أو الإقبال عليها، وعلى العكس، فإن زيادة المعروض من اللحوم يؤدي إلى خفض الأسعار.
وأشار مصطفى وهبة، إلى أن اللحوم المستوردة تساعد في زيادة المعروض من اللحوم في الأسواق أمام المواطنين وبالتالي خفض أو على الأقل ثبات الأسعار.
كم تستورد مصر من اللحوم وماذا تحتاج.. ما هو المطلوب لسد عجز نقص اللحوم بالأسواق؟
قال الدكتور أحمد إبراهيم، مستشار وزير الزراعة، إن تغطي 60% من احتياجاتها من اللحوم محليًا، وتلجأ لاستيراد نحو 40% من احتياجاتها من الخارج لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلي.
هل هناك خطة للتوسع في زيادة رؤوس الماشية داخل مصر؟
أضاف إبراهيم، في تصريحات خاصة إلى “الفجر”، أن الوزارة تعمل على تنفيذ خطة لزيادة الإنتاج الحيواني في مصر سواء من اللحوم أو الألبان، منذ خلال استيراد سلالات ماشية عالية الإنتاجية، والعمل أيضًا على تحسين سلالات الماشية المحلية للحصول على أفضل إنتاج.
وأكد الدكتور أحمد إبراهيم، أن هذا الأمر يتم بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، موضحا أن الوزارة تتوسع في هذا الأمر بشكل كبير.
هل هناك أي معلومات عن إنتاج مزرعة الإنتاج الحيواني في تشاد.. وهل يوجد تنسيق؟
قال مصدر مطلع بوزارة الزراعة، رفض الإفصاح عن اسمه، إنه لم يتم توريد أي لحوم من هذه المزرعة الموجودة في تشاد منذ بداية 2024 وحتى الآن، مضيفًا في تصريحات خاصة إلى “الفجر”، أن أي لحوم يتم استيرادها من الخارج، تتم من خلال وزارة الزراعة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال منافذ الحجر الزراعي.
وأوضح المصدر، أن هذه المزرعة ليست تابعة للوزارة، وإنما كانت مبادرة تم إعلانها في النصف الأول من العام الماضي على يد أحد الأحزاب بالتعاون مع شركة قطاع خاص.
إلى أين وصل المشروع.. وهل ما زال قائما؟
من جانبا تواصلنا مع الجهة التي أعلنت عن المشروع ولم نتمكن من الوصول إلى أحد أو مسؤول للإجابة على سؤال إلى أين وصل مشروع اللحوم البلدي في دولة تشاد لصالح مصر وما هي أسباب توقف وصول شحنات رغم الاهتمام الكبير بالمشروع؟.
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.