(نار التعليم الخاص !!)
إشراقات
زمان كان التعليم الخاص للفشلة فقط، وكان الطالب الذى يتلقى تعليمه فى مدارس خاصة يشعر أمامنا بالانكسار، لمَ لا وهو قد فشل فى الحصول على مجموع يؤهله للالتحاق بالثانوى العام، وبدلًا من الالتحاق بالثانوية الصناعية أو الزراعية أو حتى التجارية، لجأ الأهل لإلحاقه بالتعليم الثانوى الخاص، وعلى هذا كانت مجاميع طلاب الثانوية العامة الخاصة متدنية للغاية، هذا ما تعودنا عليه فى شبابنا، وتدور الأيام ويتغير نمط التعليم فى مصر، ليصبح التعليم الخاص نوع من الوجاهة بين الناس، بل وضرورة من ضروريات الحياة، بل وأصبح الالتحاق بالتعليم العام، قاصرًا على الغلابة والمساكين، وصغار الموظفين فى السلم الوظيفى والاجتماعى!!
حتى أصبح التعليم الخاص هو القاعدة فى مصر وغيره هو الاستثناء، وللأسف جاء ذلك على حساب حياة الأسر المصرية، والتى باتت توفر من قوتها من أجل إلحاق أبنائها بالتعليم الخاص سواء فى المرحلة الإبتدائية أو الاعدادية أو الثانوية حتى وصل الأمر للجامعات!!
فتجد رب الأسرة وهو على باب الله، والدنيا ماشية معه بالعافية، يقتطع من ميزانية البيت مبلغًا شهريًا، من أجل سداد مصاريف المدارس الخاصة والجامعات والمعاهد الخاصة، كل ذلك على حساب الأكل والشرب واللبس، حتى أصبح أغلب أولادنا وبناتنا يعانون من الأنيميا وباقى الأمراض الناتجة عن سوء التغذية!!
وللأسف الشديد ونتيجة لتغيير نمط السلوك التعليمى فى مصر، واقبال الناس على التعليم الخاص، ان اقتحم المجال أناس العلاقة لهم من قريب أو بعيد بالتعليم، فنجد جزارا يفتح مدرسة خاصة أو مقاول بناء،يقيم جامعة خاصة، وكل ذلك من أجل تحقيق الربح السريع والتوفير ولو على حساب جودة العملية التعليمية، حتى وصل بهم الأمر للاستعانة بأناس غير مؤهلين للتدريس،لمجرد أن سعرهم رخيص!!
فوضى وسوء تخطيط أصبحنا نعانى منهما فى التعليم فى مصر، وللأسف لا إشراف حقيقى للوزارة على التعليم الخاص،سواء وزارة التربية والتعليم، أو وزارة التعليم العالى بالنسبة للجامعات والمعاهد الخاصة،ومن هنا رأينا الأرقام الفلكية التى تدفع كمصاريف دراسية سنوية، دون أن يقابلها تعليم حقيقى يرقى بالأمة ويرتفع بالذوق العام!!
ومن هنا فلابد من تدخل الدولة لإيقاف هذه الفوضى والسيطرة على نار التعليم الخاص التى باتت تحرق جيوب المواطنين!!
روابط قد تهمك
مؤسسة اشراق العالم خدمات المواقع والمتاجر باك لينكات باقات الباك لينك
اكتشاف المزيد من اشراق العالم 24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.