أخبار العالم

"جزر برية مسيّجة".. رؤية لغزة ما بعد الحرب بتقسيمها لمناطق أمنية

نقدم لكم في اشراق العالم 24 خبر بعنوان “"جزر برية مسيّجة".. رؤية لغزة ما بعد الحرب بتقسيمها لمناطق أمنية”

رغم أن وقف إطلاق النار ونهاية الحرب في غزة ما زالت تراوح مكانها من دون تقدم يذكر، إلا أن تصورات للقطاع ما بعد الحرب تشير إلى إمكانية “تقسيمها لمناطق أمنية” تشبه “الجزُر”،  وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، التي ذكرت أن الخطة تلقى رواجا في أوساط الحكومة الإسرائيلية والجيش.

وتعتمد الخطة في بدايتها على إنشاء ما يشبه “الجزر” أو “الفقاعات” داخل غزة، وهي عبارة عن مناطق محددة جغرافيا “يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس العيش فيها بشكل مؤقت، بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بتطهير ما تبقى من المسلحين”.

ويدعم أعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خطة تركز على “الأمن” وتقسيم غزة بممرين يمتدان من شرقها إلى غربها، ما يسمح للجيش بشن غارات وهجمات “عندما يرى ذلك ضروريا”.

وتشير الصحيفة إلى أن أفكار الخطط والمقترحات تأتي من “مجموعات غير رسمية من ضباط متقاعدين، ومراكز أبحاث وأكاديميين وسياسيين، ومناقشات تجرى داخل الجيش”، إذ يعملون في مجموعات لتقديم “خطط تفصيلية” لما يسمى بـ “اليوم التالي” لانتهاء الحرب في غزة.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب التي تشنها إسرائيل جوا وبرا في غزة، لا يزال المسلحون يشنون هجمات على القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في مناطق قال الجيش إنه سيطر عليها قبل أشهر.

وذكر قادة إسرائيليون، الأسبوع الماضي، أن مرحلة القتال الضاري في الحرب تقترب من نهايتها، وأن المرحلة التالية من الهجوم ستكون، بشكل أساسي، عمليات على نطاق أصغر بهدف منع حماس من إعادة تجميع صفوفها بحسب رويترز.

“الأصبع الثاني ضمن خطة شارون”.. إسرائيل تحيي خططا قديمة لتقسيم غزة

رغم عدم إعلان إسرائيل خطتها النهائية لليوم التالي للحرب في غزة، إلا أن تحركاتها تكشف عنها، حيث تعكف على تحصين “ممر استراتيجي” يقسم غزة إلى قسمين، وفقا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.

وقال مسؤولون طبيون وسكان فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في عدة مناطق في رفح بجنوب قطاع غزة قتلت عددا من الفلسطينيين وأجبرت عائلات تعيش في أقصى الطرف الغربي للمدينة على التوجه شمالا.

وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في رفح تهدف إلى القضاء على آخر الكتائب المسلحة التابعة لحماس.

المقترحات لـ”اليوم التالي” حتى الآن، أكانت اعتُمدت بالكامل من عدمه، تكشف حقائق “قاسية”، وفق تعبير الصحيفة، إذ أنها قد تفضي إلى بقاء “المدنيين الفلسطينيين محاصرين إلى أجل غير مسمى في مناطق أصغر في القطاع” بينما يستمر القتال، وأن يبقى الجيش الإسرائيلي منخرطا في عمليات في القطاع لسنوات حتى يتم القضاء على حماس.

الفلسطينيون قد يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم في مناطق خالية من حماس

الحاجة إلى التوصل إلى إجابة عن سؤال: ماذا سيحدث بعد الحرب؟ أصبحت أكثر إلحاحا، وفقا للتقرير، إذ قد تغير إسرائيل استراتيجيها بتقليل عدد القوات في غزة، والتعامل مع ما يشبه “مكافحة التمرد”، ما يعني ترك غزة “غارقة في فوضى وعنف وعدم استقرار”، وهو ما قد يعني أن توجهات القتال في شمال إسرائيل على الحدود مع حزب الله قد تتصاعد.

وقال نتانياهو في تصريحات مؤخرا إن “الحكومة ستبدأ في خطة مرحلية لإنشاء إدارة مدنية يديرها فلسطينيون محليون في شمال غزة، في نهاية الأمر”، معربا عن أمله بمساعدة “أمنية من دول عربية”، من دون توضيح كيفية تنفيذ الخطة، فيما رفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على خطط ما بعد الحرب في غزة، وفقا للصحيفة.

وتنقل وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن “نتانياهو كان يشير على الأرجح إلى خطة الفقاعات التي نوقشت بين صناع القرار في الحكومة”.

تفاصيل “خطة غالانت” لـ”اليوم التالي” بعد الحرب على غزة

بدأت إسرائيل في وضع خطط للمرحلة التالية من الحرب في غزة، حيث لن تعد حماس للسيطرة على القطاع وستحتفظ إسرائيل بالحرية في تنفيذ عمليات عسكرية، بحسب ما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت الخميس.

وتولت حماس السلطة في غزة في عام 2006 بعد انسحاب الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في عام 2005، لكن الأمم المتحدة لا تزال تعتبر القطاع منطقة تحتلها إسرائيل. وتتحكم إسرائيل في الدخول إلى غزة.

إسرائيل زيف، وهو جنرال إسرائيلي سابق ساعد في تقديم أفكار لخطة “الفقاعات” بإيجاد مناطق إنسانية خالية من حماس في غزة قال للصحيفة “يجب اتخاذ القرارات اليوم”.

ويقترح زيف وهو من بين الذين أشرفوا على خروج إسرائيل من غزة في 2005 أن يتمكن الفلسطينيون المستعدون للتنديد بحماس “للعيش في جزر برية مسيّجة” يحرسها الجيش الإسرائيلي، بما يمنحهم الحق في “إعادة بناء منازلهم”.

مخاوف من انتقال القتال من غزة إلى شمال إسرائيل مع حزب الله. أرشيفية

وأوضحت مصادر مطلعة للصحيفة الأميركية أن هذه الخطط تهدف “إلى العمل مع الفلسطينيين الذين لا ينتمون لحماس، من أجل إقامة مناطق معزولة في شمال غزة، ويقوم هؤلاء، في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لا تسيطر عليها، بتوزيع المساعدات وتولي واجبات مدنية”.

وأشاروا إلى أنه في نهاية المطاف “يتولى تحالف من الولايات المتحدة ودول عربية إدارة العملية”.

ومنذ أشهر وحتى الآن فشلت جهود تبذلها الوسيطتان، قطر ومصر، وتدعمها الولايات المتحدة، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اللتين تتهمان بعضهما بالتسبب في هذا الجمود.

كيف يمكن لخطط “اليوم التالي” أن تساعد في إنهاء حرب غزة؟

وسط استمرار الحرب في غزة منذ أزيد من 7 أشهر، تتصاعد الجهود الدبلوماسية الدولية للتحضير لـ”اليوم التالي” لنهاية النزاع، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضع حدا للصراع المتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى وقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قال في حديث لصحفيين، إنه ناقش مع كبار المسؤولين الأميركيين مقترحاته “لليوم التالي” لحكم غزة بعد الحرب والتي ستشمل فلسطينيين محليين وشركاء إقليميين والولايات المتحدة، لكنه وصف العملية بأنها ستكون “طويلة ومعقدة”.

وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لغالانت مؤخرا ضرورة أن تضع إسرائيل بسرعة خطة قوية لما بعد الحرب في غزة وتتأكد من عدم تفاقم التوتر مع جماعة حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وحثت واشنطن إسرائيل مرارا على وضع خطة واقعية لحكم غزة بعد الحرب وحذرت من أن غيابها قد يؤدي إلى الفوضى وانعدام القانون وكذلك عودة حماس. ويقول الفلسطينيون إن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية هو فقط ما سيحقق السلام.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر  أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وأدت الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل في القطاع ردا على هذا الهجوم إلى مقتل ما يقرب من 38 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، فضلا عن تدمير القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.



اقرأ على الموقع الرسمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى