منوعات

الضحية سقط فى بئر الأسانسير بعد تعطله فى الطابق الثامن



كعادته انتهى محمد على عازف الساكسفون من إحياء إحدى الحفلات، وتوجه إلى منزله قى منطقة الإبراهيمية بالإسكندرية، بعد يوم عمل طويل وشاق، لكن لم تجر الأحداث كما خطط لها، وانتهى اليوم بكارثة كتبت نهايته.

فى منطقة الإبراهيمية وسط الإسكندرية اشتهر العازف محمد على بحسن خلقه وفنه الراقى وحبه للجيران والأصدقاء، كما أنه يعتبر أحد أشهر عازفى الساكسفون الذى أبدع فى حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الماضية، ويحيى الكثير من الحفلات بدار الأوبرا ومكتبة الإسكندرية وأشهر الفنادق مثل سان جيوفانى والهيلتون والفور سيزون.

مساء الثلاثاء الماضى انقطعت الكهرباء ضمن خطة تخفيف الأحمال، عن عمارة سيف الدين التى يسكن فيها، وتصادف ذلك أثناء تواجد ”علي” داخل الأسانسير برفقة سيدة تقطن معه فى نفس العقار وبرفقتها طفليها، وتعلق بهما الأسانسير بين الطابق الثامن والتاسع بعد انقطاع التيار الكهربائي.

عاش الرجل لحظات صعبة داخل الأسانسير حبس خلالها أنفاسه، لكن الأوضاع ازدادت سوءا بوجود سيدة وطفليه معه، وفشل حارس العقار فى تشغيل مولد الكهرباء الذى اشتروه ليساعدهم فى مثل تلك اللحظات الصعبة.

حالة اختناق شعر بها الجميع داخل الأسانسير فطلب ”محمد علي”  من حارس العقار أن يحضر كرسيا خشبيا، وفتح جزء باب المصعد لإخراج الأطفال وإنقاذ حياتهم، وبالفعل نجح الاثنان فى إخراج الأطفال إلى بر الأمان، لكن قبل خروج الأم قرر العازف الخروج قبلها ليتمكن من التقاطها برفقة حارس العقار وإنقاذ حياتها.

رفض العازف أن يخرج من خلال الكرسي، ظنًا منه أن المسافة قريبة ويستطيع القفز بنفسه حتى يصل إلى الأرض، ولكنه سقط أرضًا بعد أن فلتت قدميه وتوفى فى الحال.

دخلت السيدة بحالة فى صراخ شديدة بسبب هول الموقف، وفقدت بعدها الوعي، حزنا على المتوفى الذى أدرك المأزق الحقيقى وأنقذ أطفالها لعدم قدرتهم على تحمل المكوث داخل المصعد فترة كبيرة.

أسرع حارس العقار لإبلاغ رجال الأمن، وحضر رجال الحماية المدنية وتمكنوا من إخراج السيدة بأمان، وإزالة الأسانسير.

حالة من الحزن انتابت سكان العقار المكون من 19 طابقا، بعد الحادث واتشحت السيدات بالسواد، وأكدوا أن الضحية قام بفعل بطولى لإخراج الأشخاص الذين كانوا معه فى المصعد، ومن بينهم أم وطفلاها، وأنهم يعتادون ركوب المصعد خلال انقطاع التيار بسبب وجود مولد كهربائى لكن المولدتعطل كما أدى إلى وقوع تلك المآساة. 

من جهتها تباشر النيابة العامة بالإسكندرية تحقيقاتها فى الحادث، وقررت تشميع المصعد ووقفه، وندب فريق فنى لمعاينته ومعرفة تفاصيل الحادث، وفرضت كردونا أمنيا حول العقار حتى انتهاء التحقيقات.

وكشفت المعاينة الأولية أن مصعد العقار محل الحادث يعمل بالمولد الكهربائى وقت انقطاع الكهرباء، والذى وقع عطل فيه قبل الحادث بلحظات تسبب فى تعطله بالمجنى عليه برفقة 3 آخرين ما بين الطابقين الثامن والتاسع.

كما أدلى شهود العيان من سكان العقار بأقوالهم أمام النيابة العامة، حيث أكدوا أن المجنى عليه، محمد على نصر، أبدى شجاعة كبيرة فى محاولة إنقاذ من كانوا معه داخل المصعد، ومن بينهم أطفال ووالدتهم. 

وأوضح الشهود أن السكان يعتمدون على المصعد الذى يعمل بالمولد الكهربائى خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي، مما جعل تعطل المصعد فجأة مسببًا لهم حالة من الفزع.

وذكرت شاهدة عيان أن «عم حسن»، حارس العقار، حاول مساعدة المجنى عليه فى الخروج من المصعد كما فعل مع الآخرين، لكن محمد نصر كان يعانى من أزمة صحية سابقة فى قدمه وأجرى بها جراحة، مما أعاق قدرته على التحميل عليها والخروج من الفتحة بمساعدة الحارس، ليسقط فى بئر المصعد ويفارق الحياة فى الحال.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى